samedi 6 février 2016

تقــــــارير غربية تعكسها حقائــــق........!! ترجمة/ د. فرج دردور

تقــــــارير غربية تعكسها حقائــــق........!!
ترجمة/ د. فرج دردور

مقدمـــــــة:
تقرير فرنسي مهم يعبر عن القلق الأوروبي من تفاقم الوضع في ليبيا. خطورة ما ورد في التقرير، أنه يعكس رغبة الدول الغربية في التدخل العسكري بليبيا، بعد أن تعالت أصوات الخبراء الاستراتيجيين بضرورته. ومنهم " ألان رودير" الذي كتب تقريراً بعنون:

ليبيا ينقصها "لورنس العرب" لتوحيد قبائلها ضد تنظيم الدولة....
وقد عنون التقرير باسم (لورنس العرب) لمغزى أنه الرجل الخارق في نظر الغرب المنقذ للعرب، وهو الذي قال عنه تشرشل: "لن يظهر له مثيل" وهذه النظرة الدونية للعرب تسببت فيها التصرفات الرعناء لبعض المتطرفين!.

نـــــــص التقريــــــــــــــــر:
"ألان رودير" هو مدير الأبحاث في المركز الفرنسي لبحوث الاستخبارات (CF2R) وخبير في الإرهاب والجريمة المنظمة، والضابط السابق في المخابرات الفرنسية. يقول" إن تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا صار مقلقاً، والدولة سوف تسقط في يد هذا التنظيم.

(داعش) تتقدم في ليبيا. فهل من الممكن أن تسقط البلاد في يد تنظيم الدولة؟
يقول السيد/ "ألان": في الوقت الحالي فإن ليبيا ليست العراق أو سوريا. حيث تتنافس (داعش) مع حركات إسلامية أخرى لا تبايع أبوبكر البغدادي. وهذا هو الحال في مدينة درنة التي اضطرت فيها (داعش) للتخلي عن وسط المدينة لصالح المجموعة المتطرفة من مليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس، والتي تعارض تنظيم (داعش)، ولكنها ليست على وفاق مع الدول الغربية.
وتنظيم القاعدة منتشر في ليبيا عبر واجهة الجماعة الليبية المقاتلة، فهم متغلغلون منذ عام 2011، في جنوب ليبيا بمنطقة فزان، ويتواصلون مع تنظيم المغرب العربي، وبالتحديد مع كتيبة المرابطون بزعامة مختار بن مختار، الذي لم يؤكد هذا الارتباط. وهم متواجدون أيضا على طول شواطئ بنغازي.
إلا أن القبائل الليبية التي تتصف بنفورها من الأجنبي، لا تشكل حاضنة اجتماعية لتنظيم (داعش)، وهو الذي يشكل الأجنبي العدد الكثير من أفراده. وكذلك بعض من المليشيات المعتدلة تعارض (داعش)، ولا تريد أن تفقد نفوذها وتترك ميزاتها من الموارد النفطية التي تحت سيطرتها.
(داعش) التي صارت تتكون من حوالي 3000 مقاتل، تسيطر على تجارة العبور، وهي تنتشر على مدى 250 كلم من شواطئ مدينة سرت، وتفرض قوانينها في المنطقة، وهي تتمدد نحو الجنوب للسيطرة على حقول النفط.
هناك قلق يكمن في احتمال تقاطع (داعش مع بوكو حرام في نيجيريا)، فتتسع عملياتها الإرهابية بمنطقة الساحل، وخاصة في تونس. أضف إلى ذلك مشكلة المهاجرين التي لم يوجد لها حل حتى الآن.

فهل هذا يحدث كنتيجة للحرب الأولى على ليبيا؟
نتيجة للحرب الأولى على ليبيا وما صاحبها، استطاعت (داعش) أن تستولى على كميات كبيرة من الأسلحة، وقد كان التدخل العسكري الغربي في ليبيا، كارثي على استقرار المنطقة.

تدخل عسكري جديد في ليبيا لا مفر منه؟
هذا الأمر معقد جداً؛ حيث يستلزم موافقة مجلس الأمن على قرار يصدر تحت البند السابع، وخصوصاً في ظل شعور روسيا والصين بخيبة الأمل مما حدث سنة 2011 عند تطبيق قرار 1973، فهل ستوافق الدولتان أو على الأقل تمتنع عن التصويت؟
الحل هو تكوين حكومة واحدة معترف بها من قبل المجتمع الدولي والتي أنشأت أخيراً، والأمم المتحدة لا تدخر جهداً من أجل الحصول على موافقة البرلمان المعترف به في طبرق، والمؤتمر الوطني غير المعترف به في طرابلس. ولهذا تم اقتراح حكومة انتقالية في 14 ديسمبر الجاري، وقد عارضها بعض من أعضاء مجلس النواب؛ علاوة على ذلك، فإن العديد من الميليشيات يرفضون التدخل الأجنبي، لأنهم يخشون نزع سلاحهم وبالتالي يفقدون ميزاتهم، وخاصة مليشيات فجر ليبيا.
ولكن يتعين على الحكومة توجيه نداءً رسمياً لطلب المساعدة العسكرية الدولية، ليتم حل المشكلة السياسية.

ما شكل التحالف الدولي الذي سيعمل في ليبيا؟
المتداول بقوة في أوروبا، هو مشاركة فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ولربما اسبانيا وبدعم من أمريكيا. ويمكن تعزيز عملية (صوفيا) البحرية التي تسيطر حالياً على الساحل الليبي، أضف إلى ذلك الدور الذي يمكن أن يناط بالدول المجاورة لليبيا، وخصوصاً فيما يتعلق بتأمين حدودها.

هل يجب على فرنسا قيادة التحالف الدولي؟
يقول الكاتب: لا أعتقد بأن يكون هذا هو الهدف بل يجب تكوين قيادة أركان مشتركة يكون فيها بعض كبار الضباط من الليبيين على غرار ما هو في العراق.
في المقابل فإن امكانيات فرنسا لا تسمح حالياً بقيادة التحالف، وإذا تم اتخاذ القرار بذلك، فإن حاملة الطائرات (شارل ديقول) تكون مفيدة للعمل على طول السواحل الليبية، ومن المفيد أيضاً الاستفادة من عملية البركان في النيجر عن طريق غارات جوية لضرب مواقع في منطقة فزان.

هل يجب مشاركة روسيا في التحالف؟
على الصعيد السياسي فإن مشاركة روسيا تعد ضرورية. وهنا أحدتكم عن تحفظ روسيا على قرار 1973 لسنة 2011، الذي تجاوز صلاحياته من الدفاع عن المدنيين إلى الإطاحة بنظام القذافي. ولكن المهم هو أن روسيا والصين يرغبان بأن يكون لهما دور في استقرار أفريقيا من أجل تطوير اقتصادهما على المدى الطويل في هذه البلدان.

هل يجب أن تشن الحرب على الارض؟
هناك الكثير من الرجال على الأرض عندما نحتسب كل المليشيات، ولكن المشكلة أن هذه المليشيات قرارتها مستقلة ومصالحها مختلفة وفق انتماءاتها المحلية. ولهذا يجب في البداية التفاوض معها.
وعليه ينقصنا (لورنس العرب) حتى يوحد القبائل الليبية لتطرد (داعش) من ليبيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نبذة عن لورنس العرب لمن لا يعرفه:
هو (توماس إدوارد لورنس عاش ما بين (16 أغسطس 1888 - 19 مايو 1935)، وهو ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب مع الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم لورنس العرب عام 1962. لاحقا كتب لورنس سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم اعمدة الحكمة السبعة، قال عنه ونستون تشرشل: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسه له" لقي مصرعه نتيجة سقوطه من على دراجته النارية في 19 مايو 1935م. (ويكيبيديا).

مصدر التقرير/ صحيفة ليفيقاره الفرنسية: