jeudi 31 juillet 2014

صحيفة لوموند: ليبيا غريق الثورة.... ترجمة/ د. فرج دردور

صحيفة لوموند: ليبيا غريق الثورة....
ترجمة/ د. فرج دردور
العصابات المسلحة الذين أشعلوا النار هذه الأيام في ليبيا وأرقوا دماء الأبرياء، هم أنفسهم من كان يرفع شعار "دم الشهداء لن يضيع هباء".
البلاد المنكوبة سقطت في حالة من الفوضى، حتى صار كثير من الليبيين، يأسفون على أيام معمر القذافي، الديكتاتور الذي اسقطه "شهداء" الثورة عام 2011 ، ولكن ما هي الفائدة؟
فالمؤسسات السياسية والإدارية على قلتها انهارت بعد عام 2011، والحياة الاقتصادية متوقفة تماماً، والبعثات الدبلوماسية تغادر ليبيا الواحدة تلوى الأخرى، وكذلك الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية تركت البلاد. طرابلس العاصمة وبنغازي تلك المدن التي تؤوي نصف سكانها، من حوالي 7 ملايين نسمة، صارت مند أسبوعين مسرحاً لاشتباكات بين عصابات متنافسة، وزيادة في كثافة القتال.
 القتال يتم بالأسلحة الثقيلة في وسط المدينة، وأكثر من ذلك على اثنين من المطارات الرئيسية في طرابلس وبنغازي، والتي أظهرت اللقطات بأنها لم تعد صالحة للاستعمال. وقدأحرقت جزئياً المستودعات الضخمة للغاز والوقود. حيث صارت تهدد بانفجار لا يبعد كثيراً عن العاصمة.
يوم الثلاثاء 29 يوليو، استولى الجهاديون على المعسكرات الرئيسية في بنغازي، وغنموا كثيراً من الأسلحة المتنوعة.

الميليشيات الدكتاتورية المتوحشة
في خضم الصراعات الصغيرة هنا وهناك، يبدو أن المعركة الرئيسية هي بين معسكرين لا يمكن التوفيق بينها. من جهة: قوات الواء متقاعد خليفة حفتر مجتمعة في حركة "الكرامة"، بدعم من بعض عناصر النظام السابق، ومليشيات من منطقة الزنتان غرب البلاد. من جهة أخرى: تجمع الإخوان المسلمون، وجماعات إسلامية جهادية، بدعم من مليشيات في شرق ليبيا.
عمليات الخطف والقتل وقطع الطرق وتصفية الحسابات السياسية، وعمليات القصف المدفعي، جعلت الليبيين يعيشون انعدام الأمن. حلم ليبيا المتسامحة تبدد، فالديكتاتورية الشرسة والنظام القبلي الذي تركه القذافي، خرج تماماً عن سيادة القانون.
والآن  يمكن أن نطرح هذا السؤال عن أهمية تدخل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لدعم تمرد 2011 ، والذي أيدته صحيفة (لوموند) في ذلك الوقت، دون تحفظ. واشنطن وباريس ولندن، هل كان تدخلهم بالقصف الجوي مبرراً، حتى سمح للمتمردين بالتفوق على القذافي؟
من السهل أن تثير التساؤلات البعدية، ولكن القرار السياسي بالتدخل يؤخذ في بعض الأحيان في حالات الطوارئ، وغالباً لأسباب إنسانية. ولكن بالنظر إلى الفوضى التي تسود ليبيا اليوم، صار من الصعب الهروب من المسؤولية.

المصدر/ صحيفة لوموند الفرنسية

mercredi 30 juillet 2014

التطور التاريخي لطرائق التدريس اللغوية بقلم/ د. فرج دردور

التطور التاريخي لطرائق التدريس اللغوية

بقلم/ د. فرج دردور

انسجاما مع حركة التطور العلمي التي بدأت في أوائل القرن التاسع عشر، ظهرت العديد من المناهج المستخدمة في تعليم اللغات كاستجابة لحاجات المجتمعات في مواكبة حركة التطور العلمي. حيث خضعت هذه المناهج إلى التعديل والتطوير بما يلبي تحقيق الأهداف من تعليم اللغات. وبنظرة عامة إلى محتوى هذه المنهجيات نجد أن تطورها يصب في اتجاه إعطاء المزيد من الاستقلالية للمتعلم في الاعتماد على نفسه، وتحد من الدور المطلق للمعلم ليصبح مساعداً. ويمكن إيجاز هذه المناهج فيما يلي:ـ
1- المنهج التقليدي:
هذا المنهج ظهر في القرن التاسع عشر، وهو يعتمد في الأساس على تدريس مادة النحو كوسيلة لتعلم قواعد اللغة الأدبية، ولهذا يهتم بدراسة المفردات كمكونة للغة ويهمل اللغة من حيث أنها وسيلة للتعبير.
2- المنهج الطبيعي:
هذا المنهج لا يختلف كثيرا عن المنهج التقليدي إلا في كونه يهتم بتعليم اللغة للمتعلم الألماني على أساس أنها وسيلة لاكتساب الثقافة. ولهذا تم التركيز في هذا المنهج على التعبير الشفهي والكتابة إلى جانب النحو.
3- المنهج المباشر:
هذا المنهج يعتمد على الملاحظة المباشرة لاكتساب اللغة ويتعامل معها على أساس أنها لغة الأم. حيث يتم تعليم اللغة الأجنبية بدون اللجوء إلى الترجمة باستخدام الصور والنماذج للمساعدة في التعليم الشفهي للغة. أما تعليم الكتابة فيأتي في المرتبة الثانية بالنسبة لهذا المنهج.
4- المنهج الانتقائي:
ظهر هذا المنهج في سنة 1920م بعد تحفظ المدرسين على المنهج المباشر. البعض سماه "المنهج التركيبي" لأنها تعني التطور في المنهج التقليدي والمباشر. هذا المنهج جمع بين بعض الأساليب والتقنيات التقليدية والحفاظ على المبادئ الرئيسية لهذه الطريقة المباشرة. فقد أُدخلت بعض التغييرات، مثل التخفيف من حدة الأسلوب الشفهي. ثم استخدام الكتابة وتعلم النطق من خلال طريقة التقليد المباشر. كما سهلت النحو بالتركيز على بناء الجملة صرفيا.
5- المنهجية السمعية البصرية:
هذه الطريقة اعتمدت أساساً على الاستخدام المتزامن للصوت والصورة. أدخل هذا المنهج في التعليم بفرنسا في سنة 1960، تم نشره من قبل مركز البحوث في عام 1962. يعطي هذا المنهج أولوية للتعبير الشفهي والكتابي. هذه الطريقة تسعى لاكتساب المهارات الأربعة، فضلا عن التعبير عن المشاعر والعواطف. وهو أسلوب يعتمد على وجود علاقة بين حالة التواصل والحوار والصور، ويستند على قيام نشاط بدعم من الصور التي تعبر عن مضمون رسالة من الدلالات التي لها دور من غير الكلام.
6- المنهج التواصلي:
ظهر هذا المنهج بفرنسا في سنة 1970، نتيجة لعدة بحوث في مجال اللغات وتعليمها. هذا المنهج يتبنى مبدأ تنظيم الأدوات اللغوية لتطوير القدرة التواصلية من خلال زيادة النشاط في اللغة، ليصبح التعلم عملية نشطة يكون المتعلم المنظومة الأساسية في هذه العملية. ومن هنا ينبغي أن تكون الأنشطة متنوعة وعديدة، لتشجيع حرية التعبير وتبادل الأفكار بين المتعلمين أنفسهم ومعلمهم. وهذا لن يحصل إلا بعد أن يدرك المتعلم دوره في عملية التعلم ويصبح المعلم مرشدا أي "مستشار".
7- المنهج التواصلي المنقح:
يشار من قبل الباحثين إلى أن محتوى المشروع التعليمي في المنهج التواصلي هو الأكثر مصداقية، والأهم من الناحية التفاعلية؛ لأنه أخذ في الاعتبار المبادئ الأساسية التربوية من حيث التركيز على استقلالية المتعلم. وعلى الرغم من أن هذا المنهج يؤدي إلى تنمية مهارة التعبير الشفهي، فيرفع من حالة الخطاب بدرجة عالية، إلا أنه قد يبدو أقل أهمية في حالة القراءة والفهم. أي أنه ركز عن مهارات وأهمل أخرى مما جعله يتراجع بسبب تعرضه للانتقاد من قبل النقاد والفنيين في مجال التدريس؛ وذلك لأنه ركز على اللغة المحكية. وقد تم ذلك في الغالب على حساب الكتابة والنحو، هذا الأخير كان في الواقع غير موجود أو يدرس بشكل سطحي. وهذا الانحياز الشديد للجانب العملي في تدريس اللغة أجبر المدرسين على العودة إلى الأساليب القديمة لتعليم الحد الأدنى من المعرفة النظرية.
عملية التجديد في هذا المنهج تبنت معالجة هذه الثغرات من غياب الكتابة والنحو، عندما حددت أربع مهارات رئيسية لازمة لتعلم اللغة وهي: "الفهم والتعبير الشفهي، الفهم والتعبير الكتابي".
وأقر المرجع الأوروبي الموحد للغات وجود مهارة خامسة داخلة في التعبير الشفهي فتقسمه إلى قسمين "الإنتاج والتفاعل". دعاة هذا المنهج أقروا بما سموه "مبدأ التقدم المتماسك في التعلم للتعرف على المجهول". وذلك بالذهاب من البسيط إلى المعقد ومن العام إلى الخاص. في هذه الحالة يتم تشجيع المتعلم على وضع إستراتيجيات من أجل التفاعل والتقييم الذاتي.

في النهاية تم تطوير المنهج التواصلي باتخاذ إجراءات موجهة احتفظت بالميزات الأساسية لهذا المنهج، ولكنها أضافت أساليب جديدة أكثر تطورا.

lundi 28 juillet 2014

طرابلس: قتال للسيطرة على المطار..... ترجمة/ د. فرج دردور

طرابلس: قتال للسيطرة على المطار.....
ترجمة/ د. فرج دردور
الجماعات الإسلامية المسلحة تسعى لإزاحة الزنتان الذين يحرسون المطار. حيث قطعت ليبيا عن العالم الخارجي ولم تعد تستقبل الأجانب منذ الهجوم على مطار طرابلس الدولي، فليبيا ليس لديها سوى مطارين دوليين صغيرين أحدها في شرق البلاد.
يوم الأحد الألوية الإسلامية هاجمت مطار العاصمة من أجل طرد كتائب الزنتان، (معقل الثوار، تقع 170 كيلومترا جنوب طرابلس)، وهي التي تحرس مطار طرابلس منذ ثورة 2011.
ليلة الاثنين، استأنفت الجماعات المسلحة أعمالها العدائية بقصف المطار فدمروا ـ وفق بعض الشهود ـ نسبة 90 ٪ من الطائرات الرابضة في المطار، وقتل في العملية 21 شخصاً.
في هذا السياق، الحكومة تدرس إمكانية الاستعانة بالقوات الدولية، لاستعادة الأمن ومساعدة الحكومة على فرض سلطتها. هذا ما أدلى به الثلاثاء، الناطق باسم الحكومة السيد أحمد أمين. والأمم المتحدة أعلنت من جانبها عن إجلاء موظفيها من ليبيا.
عنف، تهريب، وفساد
منذ أشهر، التوتر في ازدياد بين الجماعات المسلحة في طرابلس. في نوفمبر الماضي، سكان طرابلس بدعم من كتائب الزنتان، طالبوا برحيل كتائب مصراتة التي تمارس العنف والفساد والتهريب. في حين لا يتردد البعض عن اتهام الزنتان، "بأنهم أخذوا 1.4 مليون دينار من الحكومة، ويتساءل لما يدفع لهم دون غيرهم، بدل مساعدة البلاد على الخروج من أزمتها". هذا وفق ما قاله جمال زوبية، عضو اللجنة الثورية العليا، الذي أضاف أن كتائب الزنتان معظمهم من الجنود السابقين لجيش معمر القذافي..
بعض الدبلوماسيين لمحوا على اختفاء شحنات من الأسلحة تخص الجيش الليبي، من مطار طرابلس الدولي.
هذه التوترات تعكس الخصومات السياسية الليبية. حيث تعتبر كتائب الزنتان "معتدلة"، وتوصف بأنها داعمة للجنيرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي أطلق عملية عسكرية في مايو تهدف لتطهير بنغازي من الإرهابيين الإسلاميين.
في مايو الماضي، الزنتان هجموا على المؤتمر الوطني العام بعدما شعروا بسيطرة المتطرفين الدينيين عليه. في المقابل توجد كتائب اسلامية في قلب الصراع تسمى الدروع تقوم بحراسة المؤتمر الوطني، كا يقول خليفة حفتر. وضمن هذا التحالف توجد غرفة ثوار ليبيا، وهي التي اختطفت رئيس الوزراء الليبي في اكتوبر الماضي، وكذلك كتائب مصراتة معقل الثوار والعدو للزنتان. قائد كتائبها صلاح بادي، الذي هو عضو سابق في جماعة إسلامية تسمى كتلة الوفاء بالمؤتمر الوطني، يريد السيطرة على كل المطارات، حتى لا يستطيع أعضاء البرلمان الجدد الانتقال لبنغازي، يقول على التكبالي، المنتخب حديثاً كعضو بمجلس النواب، هذه الانتخابات التي لم يعلن عنها رسمياُ تشير إلى تمثيل ضعيف للإسلاميين.
السبت قد يتم التوصل إلى اتفاق الجماعات المسلحة، تسلم فيه المطارات للحكومة. وقد أقامت الكتائب الإسلامية حفل تسليم المطار العسكري امعيتيقة وللمرة الثالثة في عامين ولم يتم تنفيذ أي منها تم حتى الآن.
في طرابلس، أغلقت المحلات التجارية والشوارع هادئة في شهر رمضان. ليبيا صارت مفصولة عن العالم شبيهة بحالة الحظر الجوي في سنوات التسعينيات.
المصدر/ صحيفة ليفيقاروه الفرنسية:
http://www.lefigaro.fr/international/2014/07/15/01003-20140715ARTFIG00319-tripoli-bataille-entre-brigades-pour-le-controle-de-l-aeroport.php

فشل الاسلاميون في ليبيا بالانتخابات البرلمانية........ ترجمة/ د. فرج دردور

صحيفة الابزغفاتيغ الفرنسية:
بعد أن فشل الاسلاميون وللمرة الثانية في الانتخابات البرلمانية، شنوا حربهم من أجل فرض سياسة الأمر الواقع....

ترجمة/ د. فرج دردور
الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي للسيطرة على مطار طرابلس صارت تقود البلاد نحو الحرب الأهلية.
شبح الحرب الأهلية في ليبيا لم يكن بعيد الاحتمال منذ سقوط معمر القذافي. وجاءت الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي للسيطرة على مطار طرابلس بين الميليشيات الثورية المختلفة الذين يدعون الشرعية، واشتباكات في بنغازي بشرق البلاد بين الإسلاميين والجيش الليبي، لتعزز الشعور بأن البلاد ذاهبة للجحيم، ومشهد الخراب الذي يسود داخل وحول مطار طرابلس، الذي أغلق منذ يوم 13 يوليو، بعد هجوم شنته تحالف الميليشيات الإسلامية، وميليشيات من مدينة مصراتة (200 كلم إلى شرق طرابلس). على لواء حرس المطار التابع لمدينة الزنتان، الذين يسيطرون على المطار منذ قيام الثورة، مع العديد من المواقع العسكرية الأخرى، هذه المدينة تقع في جنوب العاصمة (170 كلم جنوب غرب طرابلس).
 أدت هذه الاشتباكات حتى يوم السبت الماضي إلى وقوع 47 قتيلاً على الأقل و 120 جريحاً. وكان الضحايا الرئيسيين لهذا القتال هم سكان منطقة قصر بن غشير، الذين يقطنون بالقرب من المطار، قتلوا بسبب الصواريخ التي كانت تتساقط على منازلهم. هذه الحرب تعد هي الاعنف منذ عام 2011.
استخدمت في هذه المواجهات قذائف الهاون والصواريخ ومدافع الدبابات، ودمرت عدة طائرات. وزير الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، دعا في 17 يوليو، مجلس الأمن إلى ضرورة " التحرك قبل فوات الأوان."
الصراع على السلطة بين الإسلاميين والليبراليين، في الشرق والغرب والجنوب، وبين مؤيدي ومعارضي القذافي، فالبلاد مقسمة لمناطق حكم ذاتي، شبه مستقلة، تعيش على تغير التحالفات والمصالح المباشرة.
حدثت الاشتباكات الأخيرة بعد أن خسر الإسلاميون مرة أخرى الانتخابات البرلمانية، حيث يفضل الشعب الليبي "الليبراليين". والآن فإن الإسلاميين يريدون فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض من خلال العاصمة طرابلس، كما قال (مانسوري موكافي)، المستشار لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
منذ عام 2011، بعض الميليشيات رفضت نزع سلاحها، وأصبح لها ممثلين سياسيين في المشهد الليبي، وحلت محل الجيش النظامي. وهي مليشيات غير قانونية.
المصدر/ صحيفة الابزغفاتيغ الفرنسية
http://tempsreel.nouvelobs.com/monde/20140723.OBS4502/minee-par-les-milices-la-libye-s-enfonce-dans-l-anarchie.html

الجامعة وصراع الآفات وسوء المخرجات.....!! بقلم/ د. فرج دردور

الجامعة وصراع الآفات وسوء المخرجات.....!!
بقلم/ د. فرج دردور
سألني أحدهم هل ضربت جامعتي في مقتل مثلما ضربت بلادي، فأجبته مسكينة هي كليتي حالها أسوأ من حالي، كثرت فيها الآفات، وأخطرها المعديات الدخيلات، اللاتي ينتشرن عبر عروق كليتي الرافضات، فهي للمناصب بشرايين القلب من الساكنات، فجعلت لها صمامات تعيق الدم النافع، فكثرت الانسدادات، وزادت المعوقات وقلت البركات، لأن كليتي تحبني فهي مثلي ليست من المنافقات، حتى تقبل الدخيل من المكرهات، ولكنها أجبرت على قبول الآفات والعاهات، فسببت لها المنغصات، وما زالت تعاني من التشوهات وشبهات مدرسة الأمن الداخلي والخارجي عند كتابة البيانات. والهاتفون بثورة 17 فبراير ما أكثرهم، وقرارات الساعدي تشملهم.
آفات لم يتركوا متفوقاً إلا وأرهقوه، ولا عالماً إلا وشوهوه، ولا هادئ إلا وشنجوه، ولا سيئة إلا وزينوها، ولا خطيئة إلا وسددوها، ولا وشاية إلا وفعلوها، ولا حماقة إلا وارتكبوها، ولا اشاعة إلا وبثوها، ولا جلسة إلا وأفسدوها. كليتي فعلوا بك كل الافاعيل، حتى الشكر والتقدير صار يقدم باسمك لمن يستحق الذم، دون علمك، والعلامة يخرج من بين العلامة، ولكنه ليس كأية علامة، لأن ابنه قال هذا ابي، فكرموه باسمي، شئتِ أم آبيتِ فهذا قدرك..... معاييرك صارت آنية، ومقاييسك كلها سطحية، وبحوثك لا تخدم قضية، ولا تحل اشكالية، فهي منسوخة من كتب الكترونية، تهتم بالقديم البالي، ولا تطرح الجديد الحالي...... زمانها عصر الجاهلية، ومنهجها على منوال خرافات العجوز الليبية، إلا أن الطفل لا يجد فيها أهمية..... كليتي في أرضك الخصبة، السنابل الفارغات من خفتها ارتفعت، والمليئات من ثقلها انحنت، ولكن الفارغات من هوائك المنعش سرقت، والمليئات من روائح عرقهن انكفأت.
اغتصبوك كليتي، فلم تتركي لي بقية، إلا هجرك مضطراً، بعد أن قذفتني آفاتك بكل سيئة، حتى شهادتي الوردية التي هي من عرقي، وتعبي، وسهري، ومعاناتي وتقديراتي،...... أعمالي، وطنيتي، كلها مهددة بعدوى آفاتك، كلما حاولت ابعادهم عادوا ليسكنوا مساماتك النقية، ومع هذا فإن لونك الناصع ظل سويا، لن تنال منك الآفات....كليتي تطاولت عليّ كل الأطوال والمقاسات، وجميع الماركات، ولكنها رخيصة، وتظل القامات قامات، والسنبلات الفارغات عجاف، والمليئات مدرة للخيرات.
كليتي اشترطوا عليّ أن أردد قال سيببويه، ووافقه الأخفش، وأختلف معهم ابن جني. فقلت كان وربيباتها مازالت على حالها منذ العصور الغابرة، ترفع الأول وتنصب الثاني، والفاعل دائماً مرفوعٌ، والغريب أنه أحيانا يرفع بالواو، إذا كان جمعاً، وطبعاً الحال لا يكون إلا منصوباً، أما المعجزة فهي، كيف تزوجت الصفة من الموصوف .....وللصرف قصص أخرى يصعب سردها.....ومازال الطالب يعاني، من هدر الزمان، وتزاحم المكان، وتراكم مناهج الطغيان.....والنطق والكتابة والقراءة تبقى الضحية لأساتذتها قبل غيرهم من إي إنسان، والمتعلم في زمن غيره، من كثرة ما سمع عن العصر الجاهلي وما بعده بقليل، تكلس عقله بعلم الأوثان.
العلم يتألم من وجع الآفات.....فأين المفر من هذا القهر الذي تشيب له الرضيعات....أما عن لوحة الاعلانات، فقد تزاحمت بالقصاصات، فهي خفيفة لا يحتاج حملها لحاويات.......... قالوا أشهدوا عليه، هؤلاء الشهود، أحضروهم، ضربني ضربته، أحلف يميناً، أكتب تقريراً للقابع هناك، هذه ملك أصدقائنا فكيف تكون بيننا،...... فما بحمل الشهادات تنمو العقول، وما بأشباه الرجال تحل العقد.. كبيرهم قابع هناك في أعلى قمة النفاق، يهاتف الخوارج، يراقبني، من أجل رفاقه في السوء يحاول أن يؤلمني. أعرفهم، ذاتهم، صفاتهم، تاريخهم، مدرسة علمهم، ومنهل ثقافتهم، فقط تَعرَّف على سلوكهم، تعرفني. ..... فهل ضربت جامعتي في مقتل مثلما ضربت بلادي؟؟؟
كان أحدهم يدعي المسؤولية، كثير الكلام على النخب الليبية، فوصفهم بالمتخلفين، وغير المثقفين، وانهال عليهم ركلاً لأنني نكدت عليه، فأراد أن يراني في عيونهم، ليزيد في ركلي، سألته من الذي أتى بك إلى هنا، كي تركلني أليست هي الحالة الشبيهة لما تحكي ؟؟؟ أين التَّميز، أين الكفاءة، أين الإبداع، أين الحكمة، أين الرجاحة، فكيف أنت صديقي هل تذكرتني؟ نظر إليّ محدقاً بعينيه، وتذكر أنه، نسى نفسه بأنه ليبي بار..... ولابد أنه قال في نفسه (عليّ أن أبدأ بنفسي)، ولكنه صار يكرهني، لأنه ليبي منهم، لا يتمتع بالروح الرياضية عندما يقال له مثلما قلت، ومع هذا فمازال صديقي، لأنه إلى حد الآن رفيقي........ رفيقي القلم، ورفيقهم الورق المنقول لغيرهم، وشتان بين الحبر السائل الفاعل، والإسفار المفعول بها، فهو المرفوع، وهي المنصوبة،...... فيا سارق مقدمات الرسالات، ويا مزور المستندات، أين أنت من علم اللسانيات، مسكينة هي كليتي، كم تعاني من زمان اختلط فيه الحجر بالمرجان، فبرز اللؤلؤ ولكن ضاع المرجان، مسكينة هي كليتي..... والهاتفون بثورة 17 فبراير ما أكثرهم، وقرارات الساعدي تشملهم...
رسالتي لوزير التعليم العالي ووكلاء الوزارة، ورئيس الجامعة، بأن يتحملوا مسؤولياتهم بالوقوف على أسباب تواجد المكلفين بمفاصل الجامعة، واستبعاد الفاشلين المتسلقين منهم، وترك أسلوب التكليفات على أساس الولاء بدل الكفاءة، وهو ما أدى إلى انتشار الفساد التعاوني، الذي يصعب كشفه، في ظل سلسلة الولاءات التي تناصر بعضها بعضاً....والضحية هم طلابنا....
ولتكن المسابقات بين عدد من المتنافسين هي الآلية الوحيدة التي يبرز من خلالها المتفوق، حتى ينال احترام زملائه عندما يتقلد المنصب، لأنه أقدرهم.
ونعول أيضاً على دور منظمات المجتمع المدني، بأن يكونوا في المدة القادمة حاضرين بكثافة، لضغط من أجل اصلاح شؤون الجامعة وتخليصها من الشوائب التي لحقت بها..........

بيت الداء عند من يدعي الدواء.........!! بقلم/ د. فرج دردور

بيت الداء عند من يدعي الدواء.........!!
بقلم/ د. فرج دردور
الثورة قام بها الليبيون عندما أحسوا بالظلم، ومرشد الإخوان المسلمين كان ـ لأخر لحظة ـ يعلن من جنيف، بأنهم ضد الفتنة ولا يجوز الخروج على ولي الأمر، ورفض من قبلها الاجتماع مع المعارضة في الخارج، لأنهم ملتزمون بصلحهم مع القذافي....وقبل أن يتصالحوا معه، لم ينتصروا في حرب واحدة ضده، بل زج بمعظمهم في السجون، إلى أن أعلنوا التوبة على يد سيف الإسلام، وتعهدوا بعدم شق عصا الطاعة على والده، وقد أثبتوا ذلك رسمياً في مراجعتهم، حتى صاروا دعاة له وشركاء في برنامجه الإصلاحي ليبيا الغد، لا بل ربطت بعضهم صداقة حميمة معه، بعد أن قبضوا تعويضات مالية على سنوات سجنهم. وبهذا ضربوا كل حركات المقاومة الوطنية في مقتل. وحتى قانون العزل السياسي الذي صاغوه وفرضوه بقوة السلاح، بغرض إبعاد خصومهم والتغلغل في مفاصل الدولة، كان يشملهم لولا قوة دروعهم التي توفر لهم الحصانة من تطبيق القوانين عليهم...!!
أضف إلى ذلك فإن تيار الإسلام السياسي، لم يكنوا معارضين يوماً، لنظام القذافي على أساس أهداف وطنية ليبية، بل قاتلوه من أجل افتكاك السلطة، لأغراض فئوية وإقليمية ليس لها علاقة بالأجندة الليبية. وفي النهاية عيروا ميزانهم على قياس مصالحهم، وتصالحوا معه. والآن عندما رفضتهم صناديق الاقتراع، بعد أن ظهر للناخب سوء سلوكهم، رجعوا لعاداتهم القديمة، وهي زعزعة الأمن، فلربما تدور الدوائر لصالحهم. ولكن إرادة الشعب في التقدم نحو الديمقراطية ـ بعون الله ـ أقوى من إرادتهم........!!

فمن هم الذين يسعون لقيام الجماهرية الثانية يا ترى.؟؟؟ وقد برهنوا على ذلك من خلال رفعهم لشعارات الشرعية الثورية التي ما انفكوا يستعملونها في كل المناسبات للانقضاض على السلطة من جديد...؟؟؟!!!!!

ليبيا بين مطرقة الإرهاب وسندان الجهوية.....!! د. فرج دردور

ليبيا بين مطرقة الإرهاب وسندان الجهوية.....!!
د. فرج دردور
سبحان الله، كلما فرت مجموعة هاربة من محرقة الحرب بافغانستان وباكستان، وحلت في مكان، إلا وأشعلت فيه النيران، وقد رأينا كيف فعلوا في اليمن والصومال والعراق.
هذه المجموعات تأهيلها التعليمي والثقافي لا يسمح لها بتصور مشروع للتقدم والبناء. فالآثار النفسية بسبب مآسي الحروب، هي ما توجه سلوكهم نحو العنف والتطرف. ولهذا لا تجدهم يعيشون إلا في مستنقعات الحقد والعداء، بسبب ظن السوء فما هو قادم. وعليه فإن عملية اخراجهم من البيئة التي يفضلونها تكاد تكون مستحيلة.........فخياراتهم محدودة وأحسنها مر، فإما الموت، أو السجن، أو ممارسة الإرهاب مع هامش ضئيل من الحرية. ولهذا سيظلون يقاتلون باسم الدين للحفاظ على هذا الهامش. وسبيلهم للعيش ليس من عرق جبينهم، وإنما من غنائم الحروب التي يخوضونها، أو من عمليات السرقة التي ينفذونها، ففي ليبيا مثلاً يسطون على سيارات نقل النقود للمصارف، ولا يبالون بالنتائج المدمرة من جراء هذه التصرفات في الدولة التي يحلون بها.
القسم الليبي من هذه المجموعات الإرهابية ـ للأسف ـ كان أوفرهم حظاً. حيث تسلل عبر ثورة 17 فبراير، مستغلاً الفراغ الحاصل لتمكين عناصره بمفاصل رئيسية أمنية في الدولة، وهو ما أكسبهم سهولة الدعم المالي، بعد أن استولوا على جزء كبير من ميزانية وزارة الدفاع التي ضموا لها كتائبهم........ وهنا مكمن الخطر، عندما تتحول بعض المؤسسات الأمنية كداعم رئيسي للإرهاب، فتفقد الدولة هيبتها، وتحل محلها سلطة المنطقة والقبيلة، التي تلعب هذه المجموعات على تناقضاتها ومصالحها...فيصبح قادة هذه المجموعات يديرون حربهم من الفنادق، ويجنبون أنفسهم شر القتال، ويوقعون فيها غيرهم من ابناء الفقراء الذين يمنحونهم مرتبات مغرية، من مال الشعب الليبي، ويعيدونهم بالشهادة في سبيل الله، مقابل الانضواء تحت رايتهم، واستعمالهم كوقود لحربهم. وهذا ما يفسر ضياع الميزانيات المليارية السابقة، والتي كانت تذهب على ما يبدو، للتجهيز الدائم بالعدة والعتاد لهذه الكتائب. وقد شاهدنا حجم هذه المعدات العسكرية التي دخلت طرابلس وبنغازي. ولأنهم لا يبالون لا بحياة بشر، ولا بناء قائم، تجدهم يتبعون سياسة الأرض المحروقة، في منطقة مأهولة بالسكان، لا بل يتخذون منهم دروعاً بشرية، فيختبئون في شوارع المدن عندما يتقهقرون. كل هذه التصرفات لم تكن معهودة في أوساط المجتمع الليبي، وإنما هي صناعة افغانية بامتياز........
حفظ الله ليبيا.

dimanche 13 juillet 2014

الإسلام دين الفطرة وإعمال الفكر بقلم/ د. فرج دردور

الإسلام دين الفطرة وإعمال الفكر
بقلم/ د. فرج دردور
    الموروث العلمي عند المسلمين بدأ بدوافع دينية، وتطور وتشعبت مجالاته تحت هذا الغطاء، ولهذا رأينا أن الحضارة الإسلامية قد ازدهرت منذ القرن السابع الميلادي تزامناً مع انتشار الإسلام، وكان المسلمون أكثر انفتاحاً على الشعوب الأخرى، وأكبر دليلاً على ذلك هو نشاط حركة الترجمة في ذلك الوقت، من الإنتاج العلمي للشعوب المجاورة، فاتسعت مجالات الفكر، حتى صار الإسلام دين العلم بامتياز. وقد تكررت ألفاظ كثيرة في القرآن الكريم تدل على إعمال الفكر، من ذلك مثلاً: (يتفكرون، يتذكرون، يتدبرون)، وكلها مركزها العقل. قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (24)، محمد.
    ثم بدأ عصر الانحطاط، بعد أن توقف البحث، واقتصر الباحثون على الاستشهاد بالموروث السلفي والنقل منه، مما تسبب في قتل حركة الابداع إلي يومنا هذا. فتقدم الغرب وتأخر العرب، بعد أن ضمرت عقول باحثيهم نتيجة اعتقاد أغلبهم بأن ما أبدعه أسلافهم، يعد كافياً وافياً لا ينبغي الخروج عنه، ولا يجوز الاستشهاد بغيره. فتكلس العقل وانتشر الجهل من جديد وتراجعت المجتمعات الإسلامية، في الوقت الذي ظهرت فيه شعوباً أخرى أكثر تقدماً، لأنها نشطت الحركة الفكرية، فجنت ثمار زرعها....
   أدى هذا التراجع الفكري إلى انحسار ظاهرة التنافس البحثي في اعجاز القرآن الكريم، وتفسيره وفق ما يحتمله من تأويلات. ففسح المجال لأصحاب الايديولوجيات المقترنة بالسياسة والخوارج أيضاً، بأن يفسروا الدين وفق قناعاتهم التي تفتقر للسند العلمي، وأقتصر فهمهم على ظاهر النصوص، فاخلطوا فهمها، وأنزلوا أحكامها على غير سياقاتها.
   هذا الانحطاط الفكري، جعلهم يركزون على الماديات الملموسة، وأهملوا الفكر، وكان أحد مظاهر هذا الانحطاط  هو الاهتمام بجسد الإنسان وإهمال فكره، (شهواته وممنوعاته)، من ذلك نوع ملبسه مأكله، القصاص منه، عقابه، وتحول فصل الجنسين في المضاجع إلى المطالبة بالفصل في كل شيء، وبدل أن يغض الشيخ من بصره خشية الفتنة، صار يطالب بإخفاء المرأة من أي مشهد تكون ماثلة فيه أمامه...
    ولو أنهم أعملوا الفكر بدل الاهتمام بالجسد، لوجدوا حلولاً مناسبة لما يخشون فتنته، لأن العلم الذي يمثل الفكر، له أساليبه التربوية المستوحاة من تعاليم الإسلام، والتي تعالج مختلف الظواهر الشاذة بطرق الثواب بدل العقاب. فما يتحقق بالثواب يفوق بكثير ما نحققه بطرق العقاب، مع فارق القناعة............
   فعندما يخطئ الإنسان يمكن أن ينبه وينصح بتلطف، لا بتعنيف وتعسف وباحترام ذاته والصبر عليه والشفقة والرفق به. حيث يقصد الناصح بذلك إصلاح شأنه. قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. فلقد جمعت الآية الكريمة بين العقاب والمغفرة والرحمة. وتأكيداً لهذه المعاني السامية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف).......
   أما ما يحدث اليوم فهو جزء من حصاد عصر الانحطاط الذي تراكمت مقوماته عبر عصور امتدت منذ انهيار الدولة العباسية إلى يومنا هذا، والذي يعبر عنه بعض العلماء بنهاية عصر الاستشهاد العلمي. هذا الرأي يعكس الحالة العلمية التي اختزلت الفكر في عقول أهل السلف، وأعقبه تصحر ثقافي عبر عنه سلوك العنف، الذي هو نتيجة طبيعية للانهيار العلمي والمعرفي الذي تمر به الأمة، وما يحدث اليوم هو خير مثال لهذا الوصف.

للناطقين بالفرنسية نقدم: لغة القرآن بين الأصالة والاستشراق. بقلم/ د. فرج دردور

La langue du Coran
 
                     Rédigé par Farag DARDOUR

L’année 610 est une étape importante pour les Arabes, puisque c’est l’année de la Révélation du Coran au prophète Muḥammad et l’apparition de l’Islam.
Selon M. ELIADE, le Coran est un corpus qui par sa seule existence constitue un élément fondamental de cohésion linguistique. De plus, apparaissant comme la propre parole éternelle et immuable de Dieu, il prenait une valeur de norme définitive. Mais cette langue n’a pas réussi à s’implanter comme langue parlée. A. AL-SAMARAI a souligné que le brassage ethnique entre Arabes et non Arabes (perses et romains entre autres) durant cette conquête a eu une influence non négligeable sur l’arabe. Celui-ci s’est vu attribuer des prononciations différentes et des termes étrangers.
C’est ainsi que les grammairiens et philologues durant cette période avaient une volonté consciente d’organiser l’arabe. Mais leurs principales préoccupations étaient d’ordre religieux. Ce qui donna une impulsion à leurs recherches. Leur conception de cette langue avait une projection du caractère sacré du Coran sur la langue même. MALHERBE souligne dans le même sens que: «L’arabe a gardé intacte cette richesse grâce à la déclamation du Coran, qui se transmet identique de génération en génération. C’est ainsi qu’a été évitée une certaine usure phonétique constatée généralement dans les autres langues au cours de leur évolution. (….) L’arabe est maintenu très pur et unique grâce au Coran ».
Les philologues arabes ont entamé une vaste enquête qui a dépassé le cadre de l’analyse grammaticale et lexicale du Coran, afin de constituer un corpus complet de l’arabe. Ils ne se limitèrent pas uniquement aux hadiths du prophète transmis par la tradition orale et aux poésies anciennes, mais ils ont aussi étendu leurs recherches à tout lexique existant dans les dialectes des tribus réputées être d’origine arabe tels que : Quṣaī, Asad, Hadīl, Tamīm, et une partie du Kināna. Ce travail qui a duré prés d’un siècle a permis de rédiger l’essentiel d’une grammaire originale. D. COHEN ajoute dans ce sens : « C’est grâce à ce travail qu’en un siècle fut établi l’essentiel d’une grammaire qui constitue l’un des chefs-d’œuvre historiques de science du langage, et d’une somme lexicale d’une stupéfiante richesse ».
La progression de l’islam nécessitait et exigeait de produire une grande évolution du vocabulaire. Selon A. AL-JUNDI, en raison de la gestion du domaine islamique, en parallèle avec l’évolution des connaissances scientifiques et culturelles, l’arabe a été contraint d’intégrer des termes concrets de diverses origines. Pour les termes abstraits, les philologues ont dû recourir à des adaptations de vieux termes à des significations nouvelles, à des néoformations par dérivation et à toute forme de calques sur des termes étrangers.
Depuis la période des Omeyades et surtout dans celle des Abbassides (661-1258), la civilisation musulmane a connu un essor culturel et fabuleux. D’innombrables ouvrages ont été publiés, à partir du 7ème siècle, comme par exemple l’œuvre de al-‘yn de Al-farāhīdī, al-kitāb de Sibawayh, al-ẖaṣā’iṣ de Ibn-jinnī et al-muzhar  de Al-siyûṭī.
Néanmoins, l’arabe a commencé à décliner lorsque le pouvoir de l’empire musulman est passé aux mains des dynasties non arabes. En effet, elle a perdu son statut de langue officielle et elle est restée une langue se rapportant à la religion. D’ailleurs COHEN confirme cette réalité : « À partir du XIIIe siècle, l’hégémonie sur l’empire musulman passe à des dynasties non arabes. Demeuré langue religieuse, l’arabe n’est plus langue officielle que dans une partie du domaine. La littérature d’expression arabe entre progressivement en léthargie, et la langue littéraire cesse d’évoluer, sauf pour s’encombrer d’un très grand nombre de vocables étrangers ».
Ce phénomène de modification n’est pas uniquement au niveau de l’oral, mais pour l’écrit aussi, comme le souligne BROCKELMANN lorsqu’il dit : « L’arabe est la langue littéraire de l’Islam. Légèrement modifié dans son écriture au XIIIe siècle par le persan, le mongol et le turc, qui l’adoptèrent comme langue officielle du Coran ».

samedi 12 juillet 2014

التعليم العالي أزمات لها جذور وأطنبت بقلم/ د. فرج دردور

التعليم العالي أزمات لها جذور وأطنبت.....!!
بقلم/ د. فرج دردور
    مع احترامي الشديد لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام العلمية المخلصين في أداء واجباتهم، رغم تحفظنا على بعضهم، لعدم مراعاة المعايير الأكاديمية عند تكليفهم، أقول إن تصنيف جامعاتنا في قائمة الجامعات التي صُنفت في وقت سابق، بأنها خارج قائمة (500) جامعة الأولي، كان تصنيفاً صائباً، بالنظر لما يحدث في بعضها من فساد علمي وإداري، بعد أن تحولت المؤتمرات العلمية إلى مناسبات لدر الرماد في العيون، دون أي قيمة علمية تذكر، والبارز الوحيد فيها، هو توزيع الشكر والثناء بين الأصدقاء وتكريم الأقرباء دون استفاء. ومحصلة هذه المناسبات تنتهي في (بوفيه) المرطبات والمشروبات الشهية، ولا شيء غير ذلك إلا ما ندر. أما المجلات العلمية، فقد تم الاستلاء عليها من قبل بعض الفاشلين لتمرير وريقاتهم الرثة، وللتجمل على الزملاء كي ينشروا لهم بحوثهم. ولتورية هذا الفساد العلمي يتعاونون مع فريق من المراجعين يمررن لهم بحوثهم، ويرفضون بحوث غيرهم، حتى تكون لأفعالهم الشنيعة صبغة قانونية. وينتهي الحال بهذه المجلات العلمية، في آلات كبس الورق، استعداداً لإعادة تصنيعها، كجزء من عمليات تدوير النفايات.
    أما الفساد الإداري فقد استشرى، والذي من ابشع مظاهره، أن يقبل رئيس قسم علمي بمنصب مخبر للذي زكاه، مطيعاً لأوامره، يمارس كل أنواع التدليس المضرة بكيان الجامعة، من أجل إرضائه، مقابل أن يتغاضى من زكاه عن تجاوزاته ومخالفاته، محاولاً جاهداً ـ عن طريق فريق (فزعة) يكونه ـ التضييق على كل من لا ينصاع إلا لنتائج العلم، والذي سيتجمعون عليه بخبثهم. ومن هنا كان لمثل هذا السلوك الذي يتم فيه تكليف المسؤول بالجامعة على أساس التبعيىة والولاء، بدل المقدرة الإدارية والكفاءة العلمية، والنزاهة الشخصية، أثره البالغ على الأداء العام للجامعة، وخصوصاً على أعضاء هيئة التدريس، الذين صاروا يحسون بظلم وقع عليهم، من قبل بعض الذين التحقوا بركب الجامعة، قادمين من جامعات (قارعة الطريق) بدول متخلفة علمياً وثقافياً. فلا هم بحملة علم، حيث أن تأهيلهم قاصر بدليل جامعاتهم، ولا هم بحملة أخلاق يمكن اكتسابها من دول تعلموا فيها، وهي تغرق في ظلمات الجهل. (فاقد الشيء لا يعطيه).....هؤلاء هم أول من تجدهم يعارضون التطور والتجديد، وكيف يقبلون به وهم لم يتعودوا عليه، وخصوصاً أن أي محاولة لتصحيح الوضع القائم، قد تقذف بهم خارج الوسط الجامعي.
   ولهذا يظهرون أنفسهم في صورة المثابرين عن طريق افتعال بعض المناسبات العلمية الجوفاء، للتغطية عن العجز العلمي الذي يعانون منه، وإذا شاركوا في مؤتمر دولي، فإنهم يذهبون جماعة عبر (رحلات الشارتر الرخيصة)، التي تدفع ثمنها الجامعة، دون أي مردود ينعكس على أرض الواقع، ولتثبيت وضعهم يستميتون على تقلد أي منصب، لأنه الضمانة الوحيدة لاستمرارهم، ومنه يستطعون محاربة كل الناجحين، حتى لا يكون من بينهم من يحمل علم يفوق قدرتهم. وهكذا يضيقون على كل وطني شريف يحاول فعل شيء لخدمة جامعته وبالتالي مجتمعه، فقط لأنهم موجودين لتمرير ما يرغب فيه غيرهم. ونظراً لإدراك المكلف بمهمته وشروطها، وعلى اعتبار أنه قبل بأن يكون تابعاً مجروراً، فإنه يكون مستعداً للمارسة التزوير لإرضاء رؤسائه، مقابل أن يتغاضون عن تجاوزاته .قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) (12)، البقرة .
    إذن ما يُصيب الجامعات اليوم هو جزء من حصيلة، ما أصاب أجهزة الدولة بشكل عام، حيث يتقدم للتعيين بها، المتحصل على مؤهل الدكتوراه، والماجستير في نفس التخصص، وقد يكون حامل الدكتوراه من جامعة أفضل ــ مع احترامي الشديد للجميع ــ ومع ذلك يُقدم حامل الماجستير على الدكتوراه إذا كان لديه ما يقربه بالمسؤولين، ويمكنكم من هذا وذاك، استنتاج مستقبل الطالب الذي أصبح ضحية كل هذه المعادلات الظالمة.
    ومما يؤسف عليه، أن جامعاتنا تستهلك في أكوام من الورق لإنجاز معاملات يومية، كان من الممكن أن تتم الكترونياً، ويستغرق تبادل هذه المعاملات بين الأقسام والكليات أيام، وينال البعض منها الضياع. ويتم كل ذلك في وقتٍ أصبحت فيه جامعات العالم ومنها عربية، قد تطورت إلى درجة أن أغلب معاملاتها تتم عبر منظومات معدة لهذا الغرض، فسهلت التواصل في داخلها ومع نظائرها.


          حفظ الله البلاد والعباد، من سوء أعمال الفساد.

علوم اللغة بين الأصالة والإستشراق، بقلم/ د. فرج دردور

L’arabe est une langue sémitique
علوم اللغة بين الأصالة والإستشراق......!!
بقلم/ د. فرج دردور

علاقة اللغة العربية باللغات السامية:
يقول (السمرائي) في المقطع القادم، إن اللغة العربية هي جزء من اللغات السامية، التي تمركز الناطقون بها في جزء من أفريقيا، بالمغرب العربي وحتى الصومال والكمرون،وارتريا، وحتى مالطا وجزء من قارة آسيا.

L’arabe fait partie de la famille des langues chamito-sémitiques qui couvrent une partie de l’Afrique et une partie de l’Asie. C'est-à-dire, sur une situation géographique qui s’étend vers le sud « du Maghreb au Nigéria, une partie du Cameroun, l’Ethiopie, l’Erythrée et la Somalie » et vers le Nord Est, c'est-à-dire de « Malte, tout le Proche Orient jusqu’aux frontières de l’Iran » (AL-SAMARAI 1983 :13 etc.(.

وعند البحث وجدت ما يؤيد كلامه من كلام المستشرقين، ومنهم المستشرق الفرنسي، (ماليرب)، وكذلك المستشرق اليهودي (كوهين) الذي كتب باللغة الفرنسية عن هذا الموضوع، وقد حدد 
(كوهين) الشعوب الناطقة باللغات السامية، وأعدادها في المقطع التالي:

Certaines langues sémitiques telles que l’ougarique, l’éblaite… remontent à 2000 ans avant notre ère. Parmi les langues sémitiques figurent l’arabe avec 377 millions de locuteurs au monde, l’amharique avec 20 millions de locuteurs, le tigrina avec 6 millions et l’hébreu avec 4,6 millions. Ceci est confirmé par D. COHEN dans la citation suivante :
« L’arabe est une langue sémitique. Elle appartient génétiquement à la même famille que l’akkadien, l’amorite, l’ougaritique, le cananéen, (hébreu, phénico-punique, moabite), l’araméen, le sudarabique et divers idiomes éthiopiens (guèze, amharique, etc.)» D. COHEN (1996 :708(.

وتأكيداً لما أورده السمرائي والمستشرق اليهودي، عترت على هذه الخريطة التي تدعم ما ذهبوا إليه ويبذو وضحاً عليها، توزيع السكان الناطقين باللغات السامية.


La carte géographique ci-après montre la répartition des langues :

اللغة العربية وسيلة للتعبير وأداة للتربية بقلم/ د. فرج دردور

اللغة العربية وسيلة للتعبير وأداة للتربية
بقلم/ د. فرج دردور
اللغة العربية هي لغة القرآن، ومفتاح التنمية، وناقلة للتراث، ومسجلة للحضارة. وبما أنها أداة للتربية وصقل العقول وتهذيب النفوس، أصبح من واجبنا النهوض بطرائق ووسائل تعليمها وتعلمها، وفي مقدمتها تطوير وسائل نطقها لتحسين مستوى المتعلمين فيها وزيادة تعلقهم بها، ولا يكون ذلك إلا بمراجعة شاملة تبدأ من أهداف تدريسها إلى وسائل تنفيذها مروراً بخطط تعليمها، وذلك بهدف إصلاح شؤونها، حتى يُصبح التعليم أجدى وأنفع وأقدر على تحقيق أهدافها.
إن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في المجتمعات الناطقة بها بسبب اللهجات التي تؤثر سلباً في عملية تدريسها. فعلى الرغم من أن الدول العربية ومنها ليبيـا قد عملت على وضـع إستراتجية لتعليـم العربية، إلا أنها ما زالت بعيدة عن تحقيـق أهدافها.
ويبقى دورنا أن نسعـى إلى التطوير والتجديـد لما يقـع في إطار اهتمامنا، وخصوصاً أنني لا زلت أشكك فـي جديـة الأهـداف المصاغة مـن أجـل اكتسـاب مهارة التحدث باللغة العربية، لأن هذه الأهـداف تتطلـب جملـة مـن الإجراءات في برنامج يأخذ في اعتباره المجتمع واللهجة المحلية، المنهـج وملائمتـه لحـاجات المتـعلم اللغــوية، والمعلـم وقـدراتـه المهنيـة في تنفيـذ طــرائق تدريـس يُـفترض أن تؤدي في النهاية إلى تحقيق الكفاءات الخمس معيار اللغات الحية، غيـر أن الحقيقة مختلفة تماماً. فالأهداف المصاغة تَطلب لبلوغها التحدث باللغة العربية الفصحـى، واللغة الرسمية للبلاد هي العربية القياسية، واللغة المستعملة في الحياة اليومية هي اللهجات المحلية.
هذا التناقض الشديد بين ما هو مطلوب وما هو موجود أدى إلى ٳرباك المتعلم، وذلك بفصله عن بيئته، كما أثر بشكل سلبيٍ على كل مكونات العملية التعليمية بشكلٍ عام، وعلى ٳعداد المدرس وطـرائق التدريـس المستخدمـة بشكـلٍ خاص. كــل ذلك أنتـج دوراً سلبيـاً للمتعلـم باعتماده على معلم غير مشارك في صياغة أهداف التعلم.
والسؤال المطروح هو: كيف نستطيع أن ننتقل باللغة العربية القياسية من لغة يقتصر استخدامها على الكتابة، إلى لغة للحوار بين المتعلمين أنفسهم ومُعلميهم؟ هذه المشكلة من وجهة نظرنا، لا تزال دون حل إلى يومنا هذا.
ما هو الحل؟
وللإجابة على هذا السؤال علينا النظر أولاً في بعض المكونات الأساسية للعملية التعليمية وهي:
1 ـ إعداد المعلم بحيث يكون قادراً على تطبيق برامج التعليم ومواكبة تطورها.
2 ـ إعداد المناهج الملائمة لكل مراحل التعليم المختلفة بما يضمن تحقيق الأهداف المحددة.
3 ـ طرائق تدريس ومنهجية واضحة خاضعة للتجريب والتطوير المستمر.
4 ـ التوسع في استخدام تقنية المعلومات.

اقتراحات تقنية لإعداد الدروس اللغوية بقلم/ د. فرج دردور

اقتراحات تقنية لإعداد الدروس اللغوية
بقلم/ د. فرج دردور
منذ سنوات تُعد مناهج اللغات وطرائق تدريسها، محل نقاش بين الباحثين والمعلمين، والهدف هو تحديد الدور الذي ينبغي للمتعلم لعبه في عملية التعليم، وبالتالي إيجاد علاقة جديدة بين مكونات العملية التعليمية، محورها المتعلم.
          هذا الدور الجديد يستلزم إتباع طرائق ملائمة تأخذ في اعتبارها احتياجات المتعلم اللغوية، ولمعرفة هذه الاحتياجات لابد من إعطاء الثقة الكافية للمتعلم، وذلك بإشراكه في إعداد المادة التي يريد تعلمها، وبالتالي إشراكه في تحمل المسؤولية التي تدعم استقلاليته. ونحن نقول إن في التعبير الشفهي مجالاً ملائماً لتحقيق هذه الغايات.
هذا الدور الجديد الذي يجب على المتعلم لعبه، وفق آراء الباحثين، يجعل من دور المعلم ثانوياً يقتصر على تنسيق حاجات المتعلمين ومساعدتهم على تحقيقها في إطار مشروع طويل الأمد يهدف إلى تحصيل المهارات الخمس في تعليم اللغة.
فمن خلال تحليل نتائج الاستبيانات واللقاءات مع بعض المدرسين وطلبتهم، وكذلك بعض مسئولي المؤسسات التعليمة الليبية، وبالنظر لما وقعت عليه أعيننا في نواحي مختلفة لسير العملية التعليمية بفرنسا، لاحظنا أن هناك خلل فني كبير في تطبيق التعليم الليبي بشكلٍ عام، وفي تدريس المواد اللغوية بشكلٍ خاص، وبالتركيز على الجانب اللغوي نجد أن التفكير لا يزال يَتمحور حول فكرة أن المتعلم يظل قاصراً في الاعتماد على نفسه عند تعلمه، وأن المناهج المعدة من قبل المختصين وأداء المعلمين، قادرةٌ على تحقيق نتائج أفضل في العملية التعليمية، ومن هنا كان ومازال الدور الأساسي للمعلم. فهو من يُعد الدروس ويُلقيها ويضع أسئلة الامتحان فيها. أما المتعلم فهو الحلقة الأضعف التي يجب تقويتها من خلال التلقي.
هذا التفكير مبعثه أيضاً اجتماعي ثقافي يعتمد فيه الأبناء على الآباء في تحقيق حاجاتهم اليومية؛ وهو ما يزيد من صعوبة حل المشكلة، ومن هنا يقع العبء الأكبر على السياسة التعليمية في لعب دورٍ أساسيٍ بالبنية الثقافية من خلال إشراك كل مقومات الدولة لإحداث تَغَير جدري في مختلف أنماط المجتمع الحياتية، وتكوين إستراتيجية تعليمية تعتمد على المتعلم عند تنفيذها. وبهذا لا يكون المعلم وحده من يُسير العملية التعليمية، بل يجب عليه لعب دور المنسق بين المكونات الأساسية في هذه العملية. وفق الشكل التقريبي التالي:

هذه العلاقة المتبادلة بين المكونات الرئيسية في العملية التعليمية يمكن أن تكفل تحقيق أهداف التعلم إذا توفرت شروط الإعداد الجيد في المعلم.


الجامعة وصراع الآفات وسوء المخرجات.....!! بقلم/ د. فرج دردور

الجامعة وصراع الآفات وسوء المخرجات.....!!
بقلم/ د. فرج دردور
سألني أحدهم هل ضربت جامعتي في مقتل مثلما ضربت بلادي، فأجبته مسكينة هي كليتي حالها أسوأ من حالي، كثرت فيها الآفات، وأخطرها المعديات الدخيلات، اللاتي ينتشرن عبر عروق كليتي الرافضات، فهي للمناصب بشرايين القلب من الساكنات، فجعلت لها صمامات تعيق الدم النافع، فكثرت الانسدادات، وزادت المعوقات وقلت البركات، لأن كليتي تحبني فهي مثلي ليست من المنافقات، حتى تقبل الدخيل من المكرهات، ولكنها أجبرت على قبول الآفات والعاهات، فسببت لها المنغصات، وما زالت تعاني من التشوهات وشبهات مدرسة الأمن الداخلي والخارجي عند كتابة البيانات. والهاتفون بثورة 17 فبراير ما أكثرهم، وقرارات الساعدي تشملهم.
آفات لم يتركوا متفوقاً إلا وأرهقوه، ولا عالماً إلا وشوهوه، ولا هادئ إلا وشنجوه، ولا سيئة إلا وزينوها، ولا خطيئة إلا وسددوها، ولا وشاية إلا وفعلوها، ولا حماقة إلا وارتكبوها، ولا اشاعة إلا وبثوها، ولا جلسة إلا وأفسدوها. كليتي فعلوا بك كل الافاعيل، حتى الشكر والتقدير صار يقدم باسمك لمن يستحق الذم، دون علمك، والعلامة يخرج من بين العلامة، ولكنه ليس كأية علامة، لأن ابنه قال هذا ابي، فكرموه باسمي، شئتِ أم آبيتِ فهذا قدرك..... معاييرك صارت آنية، ومقاييسك كلها سطحية، وبحوثك لا تخدم قضية، ولا تحل اشكالية، فهي منسوخة من كتب الكترونية، تهتم بالقديم البالي، ولا تطرح الجديد الحالي...... زمانها عصر الجاهلية، ومنهجها على منوال خرافات العجوز الليبية، إلا أن الطفل لا يجد فيها أهمية..... كليتي في أرضك الخصبة، السنابل الفارغات من خفتها ارتفعت، والمليئات من ثقلها انحنت، ولكن الفارغات من هوائك المنعش سرقت، والمليئات من روائح عرقهن انكفأت.
اغتصبوك كليتي، فلم تتركي لي بقية، إلا هجرك مضطراً، بعد أن قذفتني آفاتك بكل سيئة، حتى شهادتي الوردية التي هي من عرقي، وتعبي، وسهري، ومعاناتي وتقديراتي،...... أعمالي، وطنيتي، كلها مهددة بعدوى آفاتك، كلما حاولت ابعادهم عادوا ليسكنوا مساماتك النقية، ومع هذا فإن لونك الناصع ظل سويا، لن تنال منك الآفات....كليتي تطاولت عليّ كل الأطوال والمقاسات، وجميع الماركات، ولكنها رخيصة، وتظل القامات قامات، والسنبلات الفارغات عجاف، والمليئات مدرة للخيرات.
كليتي اشترطوا عليّ أن أردد قال سيببويه، ووافقه الأخفش، وأختلف معهم ابن جني. فقلت كان وربيباتها مازالت على حالها منذ العصور الغابرة، ترفع الأول وتنصب الثاني، والفاعل دائماً مرفوعٌ، والغريب أنه أحيانا يرفع بالواو، إذا كان جمعاً، وطبعاً الحال لا يكون إلا منصوباً، أما المعجزة فهي، كيف تزوجت الصفة من الموصوف .....وللصرف قصص أخرى يصعب سردها.....ومازال الطالب يعاني، من هدر الزمان، وتزاحم المكان، وتراكم مناهج الطغيان.....والنطق والكتابة والقراءة تبقى الضحية لأساتذتها قبل غيرهم من إي إنسان، والمتعلم في زمن غيره، من كثرة ما سمع عن العصر الجاهلي وما بعده بقليل، تكلس عقله بعلم الأوثان.
العلم يتألم من وجع الآفات.....فأين المفر من هذا القهر الذي تشيب له الرضيعات....أما عن لوحة الاعلانات، فقد تزاحمت بالقصاصات، فهي خفيفة لا يحتاج حملها لحاويات.......... قالوا أشهدوا عليه، هؤلاء الشهود، أحضروهم، ضربني ضربته، أحلف يميناً، أكتب تقريراً للقابع هناك، هذه ملك أصدقائنا فكيف تكون بيننا،...... فما بحمل الشهادات تنمو العقول، وما بأشباه الرجال تحل العقد.. كبيرهم قابع هناك في أعلى قمة النفاق، يهاتف الخوارج، يراقبني، من أجل رفاقه في السوء يحاول أن يؤلمني. أعرفهم، ذاتهم، صفاتهم، تاريخهم، مدرسة علمهم، ومنهل ثقافتهم، فقط تَعرَّف على سلوكهم، تعرفني. ..... فهل ضربت جامعتي في مقتل مثلما ضربت بلادي؟؟؟
كان أحدهم يدعي المسؤولية، كثير الكلام على النخب الليبية، فوصفهم بالمتخلفين، وغير المثقفين، وانهال عليهم ركلاً لأنني نكدت عليه، فأراد أن يراني في عيونهم، ليزيد في ركلي، سألته من الذي أتى بك إلى هنا، كي تركلني أليست هي الحالة الشبيهة لما تحكي ؟؟؟ أين التَّميز، أين الكفاءة، أين الإبداع، أين الحكمة، أين الرجاحة، فكيف أنت صديقي هل تذكرتني؟ نظر إليّ محدقاً بعينيه، وتذكر أنه، نسى نفسه بأنه ليبي بار..... ولابد أنه قال في نفسه (عليّ أن أبدأ بنفسي)، ولكنه صار يكرهني، لأنه ليبي منهم، لا يتمتع بالروح الرياضية عندما يقال له مثلما قلت، ومع هذا فمازال صديقي، لأنه إلى حد الآن رفيقي........ رفيقي القلم، ورفيقهم الورق المنقول لغيرهم، وشتان بين الحبر السائل الفاعل، والإسفار المفعول بها، فهو المرفوع، وهي المنصوبة،...... فيا سارق مقدمات الرسالات، ويا مزور المستندات، أين أنت من علم اللسانيات، مسكينة هي كليتي، كم تعاني من زمان اختلط فيه الحجر بالمرجان، فبرز اللؤلؤ ولكن ضاع المرجان، مسكينة هي كليتي..... والهاتفون بثورة 17 فبراير ما أكثرهم، وقرارات الساعدي تشملهم...
رسالتي لوزير التعليم العالي ووكلاء الوزارة، ورئيس الجامعة، بأن يتحملوا مسؤولياتهم بالوقوف على أسباب تواجد المكلفين بمفاصل الجامعة، واستبعاد الفاشلين المتسلقين منهم، وترك أسلوب التكليفات على أساس الولاء بدل الكفاءة، وهو ما أدى إلى انتشار الفساد التعاوني، الذي يصعب كشفه، في ظل سلسلة الولاءات التي تناصر بعضها بعضاً....والضحية هم طلابنا....
ولتكن المسابقات بين عدد من المتنافسين هي الآلية الوحيدة التي يبرز من خلالها المتفوق، حتى ينال احترام زملائه عندما يتقلد المنصب، لأنه أقدرهم.

ونعول أيضاً على دور منظمات المجتمع المدني، بأن يكونوا في المدة القادمة حاضرين بكثافة، لضغط من أجل اصلاح شؤون الجامعة وتخليصها من الشوائب التي لحقت بها..........