samedi 28 avril 2018

لغة الإعلام وأثرها في انتشار سلوك العنف بين الأطفال في ليبيا د. فرج امحمد دردور

                  الإعلام وأثرها في انتشار سلوك العنف بين الأطفال في ليبيا
د. فرج امحمد دردور
جامعة طرابلس
مقدمة:


حظيت وسائل الإعلام باهتمام كبير من قبل الباحثين، بعد أن سجلوا تأثيرها السلبي على المتلقين لبرامجها المختلفة. حيث لاحظ الباحثون انعكاس المضامين الإعلامية المعروضة على سلوك المشاهدين، إلى درجة أن هذه المضامين، خلقت نظرة خاطئة ومختلفة عن حقيقة العالم الذي يعيشون فيه، وبلورت أفكار جديدة لم يكن يعهدها الإنسان قبل انتشار هذه التقنية. وأكثر ما لفت انتباه الباحثين، مشاهد العنف المعروضة عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي أدى إلى اهتمام العلماء ببحث أسباب تفشي ظواهر العنف المختلفة، وكيفية تقبل المشاهدين لهذه المشاهد المؤثرة، وأي نوع من التأثير، تتركه المشاهد السلبية في نفوسهم بعد التعرض لها، وخاصة لدى الأطفال[1].
ولا يمكن تصور أن الإعلام يخاطب الناس بغير لغتهم التي يتفاعلون بواسطتها، ويقضون حاجاتهم بها ومنها المعرفة، ومن هنا تأتي أهمية اللغة المستخدمة من حيث مطابقتها لمعايير التربية. هذه الأخيرة،  كثيراً ما يقع فيها الخلل، عندما يهدف الإعلام إلى توفير المعرفة للمتلقي عبر وسائله المتعددة ومنها التلفاز. وذلك وفق توجهه الذي يضبط منهجه ويحقق أهدافه[2]، والأداة المستعملة في توصيل هذه المعرفة هي اللغة بشكل أساسي، وتأتي الصورة لتصديقها والتدليل عليها. حيث يقول الدكتور أحمد الرشراش في هذا الصدد: " وإذا كانت اللغة من أهم وسائل الاتصال، فإن سلطانها أزداد وقوتها تضاعفت في أداء وظيفة الاتصال عن طريق الإعلام"[3].
وقد ذهبت بعض الدراسات إلى أن الإنسان العادي يتحصل على نسبة 89% من معارفه عن طريق حاستي السمع والبصر، ويأتي في مقدمة هذه الوسائل من حيث الانتشار والاستعمال جهاز التلفاز، الذي يصل نسبة توفره في المنازل إلى 98% وفق بعض الدراسات التي أجريت على الأمريكيين والإنجليز واليابانيين.[4]
وعلى الرغم من أن مشاهد العنف وما يصاحبها من لغة، ليست من إنتاج القنوات الإعلامية نفسها، إلا أنها تقوم بنشرها وتعميمها على كل غافل عنها، وتعيد تكرارها لمن يحاول نسيانها، في الوقت الذي يجب أن يكون دورها الأساسي مساهماً في التقليل من أثارها؛ إذ يقول الباحث تيسير بن سعد بن راشد: "طفلة صغيرة طلبت من والدها كتاباً معيناً وأوصته بشرائه، فمر اليوم الأول والثاني والثالث وهي تكرر عليه الطلب ولم يحضر الكتاب المطلوب، فانزعجت من ذلك وضاق صدرها، فما كان منها إلا أن قالت لوالدها: طلّقني!!"[5]. وهذا اللفظ الذي صدر عن الطفلة في غير سياقه، إنما أطلقته محاكاة لما شاهدته من مسلسلات تلفزيونية، وقد كان أثر هذه المسلسلات واضحاً في نفسيتها، فجاءت لحظة الغضب لتكشف عن هذا التأثر.
وإذا ركزنا على زمن الأزمات والحروب الذي تزداد فيه القنوات التلفزيونية انتشاراً، مع قلة التقيد بالضوابط المهنية. حيث تدعم هذه القنوات ــ في الغالب ــ سياسة ممولها الذي أسسها لخدمة أهدافه الخاصة، وتلبي توجه الفئة السياسية أو الاعتقاد الأيديولوجي الذي ينتمي إليه، والتي قد تتعارض مع حاجة المجتمع المعرفية والثقافية المجردة من هذه التوجهات. وهكذا فإن هذه القنوات التلفزيونية وهي تخدم أغراض ممولها، تعمل على ربط الصورة البشعة باللغة الخشبية، فتساهم في نشر خطاب الكراهية بالمجتمع. ولتعزيز هذا الخطاب تستعمل الألفاظ القاسية والعنيفة وقد تكون بذيئة، فتكتمل الرسالة السيئة لتصل إلى المتلقي مشوهة الدلالة، فيتشبع بمفرداتها أطفالنا في وقت مبكر، مما يؤثر في سلوكهم مستقبلاً. وبهذا تفرض هذه الفضائيات على المجتمع أسلوباً تربوياً عنيفاً غير مرغوب فيه، فتهدد أمنه وهي تعمل على تأجيج الصراع والحرب الأهلية، التي تبدأ بنشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وتدعمه بالأساليب (التعبوية والشعبوية)، التي تستهدف الطبقة غير المثقفة بالدرجة الأولى"[6].

اللغة مخزون للفكر ووسيلة للتعبير:

النظرة الحديثة للغة، تضعها في مجالها الطبيعي وهو الاستعمال وأثره في التربية، فنحن نربي الطفل بكلمات تحدد سلوكه فيما بعد، فما قدمناه له وخزنه في ذاكرته الدائمة، هو ما سيرجعه لنا عندما يتعرض لموقف معين، وبناء على هذه المفردات سيتصرف[7]. وإذا كَبر أحدهم وصار يعمل في قناة إعلامية، ولم يتم تعديل سلوكه مهنياً بطريقة صحيحة، سوف تؤثر لغته بشكل سلبي على المجتمع بأكمله، لأنه يخاطب جمهوراً كبيراً عبر هذه التقنية المنتشرة في كل بيت.
وباختصار فإننا نفكر باللغة، حيث لا نستعمل الصوت (الكلام) إلا إذا أردنا مخاطبة غيرنا، أما عندما نسير في الطريق ونحن لوحدنا في السيارة مثلاً، فإننا نتحدث مع أنفسنا بالفكر[8]. ومن ذلك: إذا كنت تقصد مكاناً لشخص وصلتك معلومة بأنه أساء إليك، فإن مخزون اللغة هو من سيحدد ردة فعلك، حيث يكون تفكيرك منصباً على كيفية الاعتداء عليه والتخطيط للإيقاع به ولربما ضربه، عندما يكون محصولك اللغوي عنيفاً، هذا المخزون هو الذي أسس لطريقة تفكيرك. أما إذا كان محصول لغتك متوازناً معدلاً بالثقافة، فسوف ينصب تفكيرك في اتجاه اللوم والعتاب. وهنا يلعب مخزون اللغة السابقة دوراً مهماً في تحديد نمط التفكير، فإذا ما كان متسامحاً سيؤدي إلى المصالحة، أما إذا كان عنيفاً سيؤدي إلى الاعتداء بالضرب أحياناً. وهذا يوضح أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تلاحم وترابط.[9]

العنف بأنواعه وأثره في تقويض حركة المجتمع:

          العنف لغة وفق ابن منظور: الخرق بالأمر، وقلة الرفق به، وهو ضد الرفق[10].
وفي الاصطلاح :فهو الشدة والقسوة ضد الرفق. ومنهج الإسلام يقوم على الرفق واللين، لا على العنف والشدة والغلظة[11].
وقد عرف علماء العصر الحديث العنف تعريفات مختلفة منها: أنه تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس، أو ضد أي شخص آخر بصورة متعمدة، أو إرغام الفرد على إتيان هذا الفعل، نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما تعرض له من أذى[12]. ويعبر العنف عن القوة الظاهرة، حيث تتخذ أسلوباً فيزيقياً (مادياً) مثل الضرب، أو الضغط النفسي، بقصد إدلال الضحية، أو يأخذ صورة أخرى تمثل الضغط الاجتماعي[13].
وأضيف إلى التعريفات السابقة للعنف: بأنه الاعتداء اللغوي أو الجسدي الذي يلحق الأذى بالآخرين أو ممتلكاتهم أو العبث بالمؤسسات العامة. وقد يشمل العنف إجبار الضحية على ترديد أقوال تسيء لأدميته. ولا وجود لأي دليل علمي يثبت خرافة: (هذا شعب أصيل وذاك غير أصيل)، لأن الأصالة تكون في التربية، وهي نسبية حتى في أحسن الظروف. ويستمد العنف مشروعيته من اعتراف المجتمع به، كالمستخدم ضد النساء.
وعلى الرغم من أن نصوص القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، تكفل حماية خاصة للأطفال، فإن الصليب الأحمر دائماً يحذر من ظاهرة إجبار الأطفال على المشاركة في خضم الصراع المسلح، لأن هذه الظاهرة لا تتقيد بالقوانين. وكل يوم يسقط الآلاف من الضحايا الذين قتلوا، أو جرحوا في سياق الصراعات المسلحة، وأكثر من نصف هؤلاء الضحايا الأبرياء هم من الأطفال.
وقد شكلت الحرب العالمية الثانية منعطفاً درامياً، عندما كان معظم ضحاياها من النساء والأطفال، وهو ما عليه معظم الصراعات التي يكون أغلب ضحاياها من المدنيين، ويتأثر الأطفال بشكل خاص بهذه الصراعات. ووفقاً لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فإن مليوني طفل قتلوا، وستة ملايين فقدوا منازلهم، واثني عشر مليون أصيبوا أو شوهوا في السنوات العشر الماضية، أضف إلى ذلك مشاركة الأطفال في أعمال القتال بالصراعات المختلفة. ناهيك عن تأثر الكثيرين منهم بأعمال العنف[14].
وما نلاحظه اليوم من ممارسة العنف أو التحريض عليه من قبل بعض الناس، ما هو إلا انعكاساً لتربيتهم القاسية التي تعرضوا لها ما قبل سن 7 سنوات، والدليل قد يوجد من يحمل شهادة دكتوراه، ويحرض على العنف أو يقوم به، على الرغم من أنه على درجة عالية من العلم والمعرفة، ومع ذلك لم يتأثر بعلمه وبقى رغم طول السنين متأثراً بتربيته الأولى، وهؤلاء تجدهم في الغالب يمارسون العنف حتى مع أسرهم.
وقد أولى الدين الإسلامي اهتماماً كبيراً بتربية النشء، على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى يكون الإنسان مستقيماً صالحاً لأسرته ومجتمعه. قال تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور ﴾[15].
وقد اهتمت الدول المتقدمة بالتربية المبكرة، حيث هيأت كل السبل التي تساعد على توفير رعاية كافية للأطفال وخصوصاً سن الحضانة، ورياض الأطفال. فقد بلغت المصروفات على الطفل الواحد في مرحلة الحضانة بفرنسا مثلاً، ما يعادل 25 ألف دينار سنوياً، توفر من خلال هذا المبلغ كل المستلزمات المطلوبة للتربية العصرية، أضف إلى ذلك اهتمام الدول ببرامج التوعية الأسرية التي تتابعهم حتى في بيوتهم[16].
وهذا الاهتمام يعكس رغبة هذه الدول في الإشراف التربوي المباشر على الأطفال منذ سن مبكرة عن طريق كوادرها التربوية المدربة. هذا الإشراف التربوي تم إهماله ــ إلى حد كبير ــ من قبل مؤسسات الدولة الليبية؛ لا بل إن المعلمين أنفسهم يمارسون العنف ولو بشكل لغوي من خلال بعض الألفاظ التي يهدف من خلالها المعلم معاقبة المتعلمين، أحياناً بسب ارتكابهم لأعمال عنف، وقد تكون طرائق التدريس في المؤسسات التعليمية تعتمد بشكل غير رسمي، استخدام العنف كأسلوب للتربية، رغم إنكار مديري هذه المؤسسات.[17]

الانفلات التربوي وأثره في انتشار سلوك العنف:

سلوك العنف الذي يبدأ منذ الطفولة ويستمر مع مراحل عمر الإنسان ويعكس تصرفاته التي تؤثر سلباً في مجتمعه، مرده غياب ثقافة الحوار الناتجة من عدم اقتران التعليم بالتربية، وفق منهج علمي يتغذى من مراكز البحوث العلمية التربوية، التي تعمل مؤسسات الدولة تحت شروطها ومنها الإعلام. وفي ظل وجود تربية منفلتة لا تتقيد بالقواعد العلمية للتربية وعلم النفس، ومصحوبة بلغة عنيفة، فإن الديكتاتورية تبدأ من الأسرة، حيث أن العلاقة الأسرية في الغالب تخضع لأسلوب الأوامر والطاعات، ويتحكم فيها مزاج الأفراد عند تربية الأبناء، إما عاطفة مفرطة، وإما عقاب لدرجة السادية. هذا النوع من العلاقات المضطربة نتيجة التربية المنفلتة، يعكس سلوك العنف المنتشر ــــ إلى حد كبير ـــ بين معظم الليبيين حتى المتعلمين منهم، وهو ما يفسر غياب مبادرات حقيقية تهدف للمصالحة الوطنية. وتظل الأنانية والانتصار للذات، وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن، هي الشكل البشع الذي يحكم العملية السياسية.
ولعل ما يحدث اليوم من انفلات تربوي، هو جزء من حصاد عصر الانحطاط الفكري والانحراف السلوكي الذي تراكمت مقوماته عبر عصور امتدت منذ انهيار الدولة العباسية إلى يومنا هذا، والذي يعبر عنه بعض العلماء بنهاية عصر الاستشهاد العلمي. هذا الرأي يعكس الحالة العلمية التي اختزلت الفكر في عقول أهل السلف، وأعقبه تصحر ثقافي عبر عنه سلوك العنف، الذي هو نتيجة طبيعية للانهيار العلمي والمعرفي الذي تمر به الأمة، حتى صار التفكير في تجديد الخطاب يعني التمرد على التراث القديم، وما يحدث اليوم هو خير مثال لهذا الوصف، الذي عبر عنه الباحث وليد حسني زهرة  بقوله: "ليس من نافلة القول التأكيد على أن الخطاب الديني للحركات الإسلامية، والخطاب السياسي للأنظمة العربية الرسمية قد شكل الحاضنة الخصبة لتنامي خطاب الكراهية في السنوات الأخيرة وخاصة ما بعد سنوات "الربيع العربي" وهذه حقيقة بدت ــ للأسف ـــ أكثر من حقيقة واقعة تمشي على الأرص"[18].
فلم يكن أحداً يتوقع أن تتحول ليبيا من بلد يسوده الأمن والسلام نتيجة سياسة الاعتدال المنهجي الذي عليه أغلب الليبيين، إلى أن تفاجأ الجميع بظهور الجماعات التي تمارس الإرهاب الفكري، وتنتج العنف بمختلف أشكاله، وهي تعتمد على مصادر اجتهاد غير محلية، تستند عليها في الغلو والتطرف، الذي يبرر تكفير الدولة شعباً ومؤسساتٍ، بلغة الوعيد وبيانات التهديد. وقد ساهمت وسائل الإعلام المختلفة في نشر هذا السلوك، وما يحتويه من مشاهد عنف، حتى صار الانحراف في المسلك هو العنوان العريض الذي يسوس به الناس. فتحولت الحياة بمختلف مظاهرها إلى جحيم لا يطاق، يدفع بالناس إلى التفكير في الهجرة هرباً من واقع غير مألوف، اختلط فيه الحابل بالنابل، تساق فيه الأمور في غير مساراتها، وتسمى فيه الأشياء بعيداً عن صفاتها[19].

القنوات التلفزيونية ودورها في انتشار سلوك العنف بين الأطفال:

أحدثت القنوات الفضائية تغييرات جوهرية في المجتمع العربي، حيث كونت مصدراً أساسياً لثقافة الكبار ورافداً مهماً لتنشئة الصغار، لا بل صارت من أهم وسائل الاتصال الحديثة التي تؤثر في العملية التربوية. ففي هذا الصدد يقول الباحث سعادة خليل: "يعيش البيت العربي وضعاً انفلاتياً في مشاهدة القنوات الفضائية التي اقتحمت البيوت دون استئذان وشاركت الأسرة في خصوصياتها وفي أدق علاقاتها الاجتماعية. وبدأت العلاقة بين أفراد الأسرة تأخذ شكلا مغايراً للمفاهيم الأسرية التقليدية، فأصبحت القنوات الفضائية شريكاً للأسرة والمدرسة في تربية النشء، إن لم تكن هي الأولى في هذا السياق"[20]. وذلك لما تتمتع به من خصائص وإمكانيات لا تتوفر في وسائل أخرى، حيث صار التلفاز هو الضيف المقيم الذي لا يغادر البيت حتى وإن كان رب البيت خارجه. إذ يقول في هذا السياق الباحث محي الدين عبد الحليم: "ويرتبط بقضية التكنولوجيا قضية أخرى فرضت نفسها مؤخراً على الساحة الإعلامية، وهي إشكالية البث المباشر عبر الأقمار الصناعية، لكي تشكل غزواً جديداً لن تفلح الرقابة والمنع في مواجهته"[21]. حيث أظهرت أحد النتائج التي صدرت عن المركز الليبي لحرية الصحافة في تقريرها المعلوماتي والتحليلي بعنوان: (رصد خطاب الكراهية في القنوات التلفزيونية)، الدور السلبي لوسائل الإعلام الليبية، وقد تم في عملية الرصد، التركيز على 9 قنوات فضائية، اعتبر التقرير بأنها الأكثر تأثيراً في الصراع السياسي والعسكري والأمني القائم حالياً، وجاءت النتائج كما هو في الشكل التالي:




وعلى الرغم من أن هذه العينة، لم يتم ضبطها بدراسات مشابهة على هذه القنوات، فإنها تكشف عن وجود الظاهرة التي وجب الوقوف عندها، حتى وإن تمت في ظروف غير ثابتة.
إن بعض القنوات الليبية تبث مشاهد الرعب والقتل والدمار وتقرنها بلغة تبرر سلوك العنف؛ لا بل تصفه بالعمل البطولي كونه صادراً من الطرف الذي تروج له، دون مراعاة لأثر ما تعرضه شاشاتها على تربية الأطفال، وهي تغرس فيهم سلوك العنف. وهذا ما يؤكده الباحث محمد شلوف، عندما أرجع أسباب تعدد السلوك العدواني عند الأطفال إلى عدة عوامل منها: "مشاهدة الصور والمجازر المروعة التي تعرضها الفضائيات من مشاهد القتل والضرب والاعتقال أثناء تغطيتها لساحات القتال، والحروب المدمرة الذي تحدثها التكنولوجيا العسكرية، كما يحدث اليوم في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وفلسطين"[1].
وقد ظهر هذا الأثر واضحاً بالفترة الأخيرة، في سلوك بعض الأطفال الذين صاروا يحاكون مشاهد العنف في ليبيا، بتفضيلهم اقتناء الأسلحة (البلاستيكية) أو الخشبية عند اختيارهم للعبهم. وهؤلاء سوف يحملون السلاح عندما يكونوا قادرين على حمله، وهو ما يعد مؤشراً خطيراً تظهر انعكاساته السلبية لاحقاً، حيث سترتفع وثيرة انتشار سلوك العنف داخل المجتمع الليبي، ويزداد معدل الجريمة في البلاد؛ إذا لم تتم معالجة الظاهرة في الوقت المناسب. وهذه إحدى الصور الملتقطة من المشهد الليبي:

ولعل من أهم سلبيات القنوات الفضائية الليبية، أنها تفرض على المجتمع الليبي أسلوباً تربوياً هدَّاماً، سيؤدي في وقت لاحق، إلى انتشار الجريمة على نطاق واسع، نتيجة تأثر النشء بمشاهد القتل واستعمال السلاح. وفي هذا الصدد يقول الباحث أنور الجندي: "وبذلك كانت الصحافة من أكبر العوامل في هدم مقومات الأسرة وتمزيقها وتدمير وحدتها بالخطأ والانحراف على الأجيال الجديدة (إلى جوار تأثير السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون)"[1].
ومما زاد الطينُ بَلَّة، فإن هذه القنوات تخلط بين المفاهيم؛ عندما تضع السلوك المستقيم والسقيم في سلة واحدة. فهي تسمي المجرمين بغير مسمياتهم، لمجرد أنهم يساندون الطرف الذي تدعمه، الأمر الذي جعل المجرمين يتحركون بحرية، تحت مسمى أمني ينسب إلى الثوار أو الجيش، وبهذا تشترك هذه القنوات في الجريمة، عندما تغطي على مرتكبيها؛ فتزيد من معاناة الناس، نتيجة الضرر الذي يلحقهم، من قتل وخطف وغيرها.

محاكاة الأطفال لمشاهد العنف والتطرف التي تعرضها التلفزيونات:

القنوات التلفزيونية تبث مشاهد العنف والقتل واستعمال السلاح على شاشاتها، دون مراعاة لأدنى قيود المهنة، وهي تنشر هذه المشاهد المؤسفة بين الناس؛ لابل تستضيف محللين سياسيين يحرضون على ممارسة العنف، ويستخدمون لغة التهديد والوعيد في خطاباتهم التحريضية، هذه الخطابات تتحول ــ أحياناً ــ إلى رسائل توجه أفعال بعض المعجبين. وهنا تؤكد الباحثة (كاترين كربرات)، على ارتباط الأفعال بالكلام حيث تقول:[2] "الفعل متعلق بإنجاز الكلام، باعتبار أن اللغة لا تتجلى في كونها تمثيلاً للعالم؛ بل هي نشاط عملي يسعى لتحويل العناصر اللغوية من إصدارات صوتية إلى أفعال لها وظيفتها الاجتماعية: فالكلام بدون شك تبادل للمعلومات ولكنه أيضاً تحقيق لأفعال... [3]".
ومما زاد الأمر تعقيداً، أن كثيراً من الفضائيات تعرض بيانات المتطرفين المقروءة، التي يهدد أصحابها بارتكاب أعمال عنف بشعة، كالتي تقوم بها المنظمات الإرهابية. وهذه الصورة التي تحاكي مشاهد العنف، تؤكد تأثر هؤلاء الأطفال بما تبثه القنوات التلفزيونية من هذه البيانات:


ولقد لاحظنا ارتباط شريحة كبيرة في ليبيا بظاهرة الثورة والثوار، فتحولت هذه الأداة التي من المفترض أنها منتجة للتغيير الإيجابي، إلى آلة عنيفة تعبر عن رغبة جامحة في اشباع سلوك العنف عند كثير من الليبيين، من خلال خلق عدو دائم سمي (بالأزلام)، وهو الجسم الذي يوفر البيئة الملائمة لتبرير أعمال العنف، مما جعل كثيراً من المجرمين يتقمصون شخصية الثائر، التي صورته القنوات الفضائية، بأن (سيئاته تضع في ميزان حسناته).
واليوم وبنفس الطريقة تقريباً، يرتبط كثيرٌ من الليبيين بالجيش، ليس كمؤسسة عسكرية تقوم بواجب مهني، وإنما كأداة منتجة للعنف بحكم التخصص، هذه المؤسسة يمكن أن تشبع رغبة المعنفين، إما بأثر تربيتهم الأولى، أو أنهم تعرضوا للتعنيف من قبل الثوار، أو أنهم شاهدوا مواقف عنيفة أثرت في نفسياتهم بأية مرحلة من مراحل حياتهم. هؤلاء لديهم رغبة جامحة في الانتقام والتشفي، وبعضهم من السادية حتى أنه تعلق بقيافة الجيش. هذه الأخيرة لعب على وترها بعض العسكريين، فركزوا على ارتداء أفخر الملابس العسكرية، على الرغم من أنهم لا يقاتلون، وذلك لأجل توطيد العلاقة العاطفية بينهم وبين محبيهم، الذين صاروا يتهجمون لغوياً على كل من لا يخصص بعض من وقته للاحتفاء بالجيش، وهم في ذلك يقلدون لغة الإعلام ويحاكون تصرفات ما يعرض على شاشاته.

أثر التلفاز على تدني مستوى التحصيل بين الأطفال:

من المعروف أن مشاهدة التلفاز تتطلب وقتاً، لما تحتويه برامجه من تنوع فرضته الحاجة التجارية كأفلام الرعب، أو البرامج المختلفة التي تحمل توجه القناة السياسي أو الأيديولوجي، وما تنتجه هذه التوجهات من حروب اثبات الوجود، وما يصاحبها من مشاهد العنف المختلفة، أو قصص عاطفية أو إجرامية مثيرة. هذا التنوع يزيد من ساعات المكوث أمام شاشات التلفزيونات، الأمر الذي لن يقتصر أثره على سرقة الوقت؛ لا بل يتجاوزه إلى التأثر بهذه المشاهد، ولربما محاكاتها في واقع الحياة اليومية للطفل.
حيث أكدت بعض الدراسات البحثية المقامة حول (التلفزيون والطفل)، تأثر سلوك الأطفال بما يسمعونه من لغة، ويشاهدونه من صورة عبر شاشات التلفاز. ومن هذه البحوث، الدراسة البريطانية التي أجريت على عينة عددها 927 من الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين سن العاشرة والرابعة عشرة، هذه الدراسة شملت مواضيع مختلفة تتمحور حول العلاقة بين الطفل والتلفزيون، ومن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة: "أن الأطفال الذين لا يشاهدون التلفزيون يفوقون الأطفال المشاهدين في مستوى الأداء المدرسي؛ وأن الأطفال يشاهدون التلفزيون من 13 إلى 15 ساعة أسبوعياً؛ وأن أكثرية الأطفال يشاهدون التلفزيون في المساء مع ذويهم، وتبين الدراسة ضعف مراقبة الآباء وتوجيههم، فيما يتعلق بمشاهدة أطفالهم لبرامج التلفزيون"[1]. ولربما لو أجريت مثل هذه الدراسة على الواقع العربي لكانت النتائج أسوأ، وذلك لأن المواطن العربي يعتمد على السماع والمشاهدة أكثر من القراءة.

بعض التوصيات المقترحة للتقليل من مؤثرات الإعلام:

لعل من أهم القرارات الناجحة التي يمكن أن تتخذها الأسرة، هي محاولة السيطرة على وقت أطفالها وضبطه وتوزيعه على نشاطات هادفة مختلفة مع المراقبة المستمرة، حتى تتأكد بأن أطفالها يقومون بالنشاطات دون اللجوء للعنف الذي من الممكن أنهم تأثروا بمشاهده في مراحل سابقة. حيث يقول الباحث تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد، في معرض سرده لعدة تدابير وقائية مباشرة للحد من خطورة التلفزيون: " وضع نظام وقتي للمشاهدة يطبقه الأولاد بإشراف الوالدين وبرقابة ذاتية منهم، ويهدف إلى تقليل تأثير التلفزيون على نشاطاتهم الأخرى، مثل الصلاة والقراءة والزيارات والواجبات الدراسية والنوم المبكر"[2].
وقد أوصت الباحثة ظبية الظاهري: "بضرورة عدم وضع جهاز التلفاز في غرفة الطفل، وعدم السماح له بمشاهدته أثناء تأديته لواجباته، مع أهمية إخراج الطفل في نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة والترويح عن النفس, وأن يكون الآباء قدوة لأطفالهم من خلال عدم مشاهدة الكثير من البرامج"[3]. وجاء ضمن توصيات البحث أيضاً: "شاهد التلفاز مع طفلك وتحاور معه حول ما يشاهده، ولا تُفرط في جعل الطفل يشاهد الأفلام التعليمية فقط، وأترك له الفرصة للترفيه المراقب والمدروس, على أن لا تُفرط في شراء أفلام الفيديو, مع ضرورة حجب أو تشفير القنوات غير الملائمة للأطفال".[4]
وأُضيف من جانبي استناداً إلى دراسة سابقة كانت جزءاً من بحثي في رسالة الدكتوراه، بعض الأمثلة التي يمكن البناء عليها في تحسين لغة الأطفال، التي سوف يستحضرونها عند الحاجة لاستعمالها في المواقف المختلفة، فتكون بديلاً وقائياً عن استخدام العنف الذي قد يعوض الفراغ الناتج من افتقار المفردات اللغوية في ذاكرتهم.

برامج المحاكاة الإلكترونية ودورها في تحسين سلوك الأطفال:

تعد البرامج الالكترونية سواء المنتشرة عبر مواقع الانترنت، أو عبر برامج الكمبيوتر، أو المخزنة بالهواتف النقالة، من أهم الوسائل المساعدة في العملية التربوية والتعلمية، هذا إذا حَسُن اختيارها من حيث الهدف وملاءمتها لعمر الطفل. مع ملاحظة أن استخدام مثل هذه البرامج عبر الانترنت الذي يطرح كل يوم الجديد، يجب أن يخضع لمراقبة شديدة، لأن عالم الانترنت مفتوح على كل البرامج النافعة والضارة، والطفل غير قادر على اختيار الأجود منها دون مساعدة الكبار. وبرامج المحاكاة تطرح نشاطات مختلفة، ومنها برامج التدريب اللغوي التي تنتقي من الألفاظ أجودها وأكثرها تهذيباً، وقبولاً لدي المجتمع. وهذا يساعد على إضافة مفردات مرغوبة في ذاكرة الطفل. من هذه البرامج على سبيل المثال لا الحصر البرنامج التالي:


مثل هذه البرامج مفيدة للأطفال، وخصوصاً أنها تساعدهم على الخروج من دائرة العنف، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار عدم الإفراط في استعمالها، لا بل يجب اخضاعها لجدول توزيع الوقت الذي تقوم به الأسرة كي تنظم أيام أطفالها.

القراءة غداء للفكر ومهذبة للسلوك:

القراءة أساس تكوين الحضارات الإنسانية بمختلف ألوانها، والرابط الوثيق بين مختلف الثقافات، لذلك يلجأ القارئ للعيش في عالمه الخاص به بين كتبه. فلا تحصر القراءة على ما ينشر بمواقع التواصل الاجتماعي، لأن هذا الأسلوب يحرم القارئ من الفائدة التي لا يحس بمتعتها إلا عند قراءة الكتب الهادفة.

كيف تنمي ملكة القراءة عند طفلك وتزيد من محصوله اللغوي؟

يمكن للوالدين القيام بلفتات بسيطة، وذلك بأن يدخلوا عادات جديدة في حياتهم، ومنها تعزيز حب القراءة لدى الأطفال، حتى ولو كانوا هم أنفسهم يعانون من صعوبات في القراءة. ويكون هذا بتوفير بعض الكتب والمجلات والصحف، للمساعدة في خلق بيئة مناسبة تشجع على القراءة، ثم حث الأطفال على تخصيص زمن قصير يومي للاطلاع. والهدف هو تشجيع القراءة كنشاط شخصي أو عائلي.

حتى ولو كان الطفل صغيراً يمكنه أن يتعلق بالكتاب:

الطفل يحب النظر في الشكل، وتسمية الصور، وتقليب الصفحات من الورق المقوى، والتي تم تكييفها وفقاً لقدرات الأطفال الصغار. فمثل هذا التدريب يجعله يرتبط بالكتاب منذ الصغر..


الاهتمام بالقراءة في سن مبكرة من 0-5 سنوات.

إن رعاية الطفل تتمثل في (التغذية، والنظافة، والتعليم...)، ولكن ليس هذا فحسب، حيث يمكنك توفير فرصة رائعة لتحفيز طفلك بالتحدث معه مباشرة، كتسمية الأشياء من حوله، وأجزاء من جسده، والألوان المحيطة به، وكذلك الغناء له على وزن القوافي.
لماذا لا تتدرج بالهدوء في القراءة، وأخذ فترات راحة لاستئناف القراءة مرة أخرى؟ خاصة إذا كان الطفل يشعر بالقلق، الذي قد يؤثر على تركيزه، ومن هنا يمكن إعادة تنشيط الخلايا العصبية[1].

تحدث لطفلك حتى تزيد من محصوله اللغوي:

إن زيادة مخزون الطفل اللغوي سيجعله أكثر قدرة على التفكير السليم، والتعبير بطريقة أفضل، وقضاء الحاجات بشكل منظم، ويتعلم كل جديد بسرعة أكثر؛ أضف إلى ذلك يساعد على التحفيز والتقدم في القراءة التي توسع المدارك وتمني الذاكرة، وتجعل الطفل أكثر قدرة على الاستنباط والتحليل.

التركيز على تعلم القراءة الحرة في (المرحلة الابتدائية).

ويكون ذلك بتخصيص وقت مناسب وبيئة هادئة للطفل، ومساعدته على اختيار الكتاب الذي يمكن الاستفادة منه، مع تجنب توجيهه نحو قراءة الكتب التي تحتاج إلى تحليل واستنتاج، حتى لا يرهق عقله وبالتالي ينفر من القراءة.
وفي نهاية المطاف، فإن أي عمل يهدف إلى تعديل سلوك الأطفال يجب أن يأخذ في اعتباره خروجهم من بيئة العنف التي وضعوا فيها دون اختيارهم، إلى بيئة تتناسب مع براءتهم، وتزرع في نفوسهم الأمل في مستقبل زاهر، هذا الخروج من بيئة العنف تجسده الصورة التالية.


الخاتمـــة:

البث الفضائي يلعب دوراً مهماً في تشكيل شخصية الأطفال من خلال البرامج التربوية الهادفة، وفي نفس الوقت يؤدي بشكل نسبي إلى انحراف سلوك الأطفال من خلال بعض البرامج التي تتعارض مع قواعد التربية وعلم النفس، وتزداد خطورة البث الفضائي عندما تحتوي نشراته الإخبارية على مشاهد عنف وقتل حقيقية. الأمر الذي يعرقل دور المؤسسات التربوية في توجيه سلوك الأطفال توجيهاً سليماً، أضف إلى ذلك، تزاحم البرامج المصنوعة من مصادر متنوعة وثقافات مختلفة، والتي لا تراعي خصوصيات كل مجتمع على حده. ومن هنا يمكن القول إن برامج القنوات الفضائية، تعد سلاحاً ذا حدين. فإذا استخدمت بشكل مدروس، ومحكم بمناهج البحث العلمي، وذلك عن طريق البرامج التربوية والتوعوية الموجهة، لإحداث تنشئة تهدف إلى تشكيل شخصية الطفل بصورة إيجابية. أما إذا تُركت القنوات الفضائية تبث برامجها دون الاهتمام بالجانب التربوي، والتأثير النفسي لما تبثه على شاشاتها، وفشلت الأسرة في اختيار البرامج الملائمة لتعديل السلوك، فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر في تربية الأطفال، والذي سيظهر أثاراً سلبية في المجتمع بشكل عام في وقت لاحق.
وهكذا هي الحروب والصراعات، تبدأ بحرب لغوية تحريضية تدعمها الصورة، وتتحول إلى أفعال تمارس على أرض الواقع، وتنتهي بمصالحة لغوية، تتوقف ببنودها أعمال العنف. فبعد أن كانت اللغة أداة حرب، تصير أداة حوار ومصالحة، تؤدي في نهاية المطاف لوقف الحروب.

المصادر والمراجع العربية:

ــ القـــــرآن الكريم.

الكتــب:

1 ــ أنور الجندي، الصحافة والأقلام المسمومة، دار الاعتصام، الطبعة الأولى، القاهرة 1980.
2 ــ  سامي الشريف وأيمن منصور، اللغة الإعلامية، جامعة القاهرة، 2004.
3 ــ محمد شلوف، المشكلات السلوكية للأطفال، دار الكتاب الوطنية، بنغازي الطبعة الأولى 2015.
4 ــ  محمد علي إبراهيم، الإرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع، المكتبة الإلكترونية الشاملة.
5 ــ محي الدين عبد الحليم، إشكاليات العمل الإعلامي بين الثوابت والمعطيات العصرية، دار العلوم، الطبعة الأولى ،1998.
6 ــ وليد حسني زهرة، أني أكرهك... خطاب الكراهية والطائفية في إعلام الربيع العربي، مركز حرية وحماية الصحفيين، الطبعة الأولى، 2014.
7 ــ يحي محمد نبهان، الأساليب التربوية الخاطئة وأثرها في تنشئة الطفل، دار اليازوري، الطبعة العربية 2008، الأردن.

المجلات والتقارير العلمية:

1 ــ أحمد الرشراش، تأثير الرسوم المتحركة والأفلام الكرتونية في لغة الطفل العربي، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد الخامس، 2013.
2 ــ تقرير رصد خطاب الكراهية في القنوات التلفزيونية الليبية، الصادر عن المركز الليبي لحرية الصحافة، 2017.
3 ــ تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد، وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال، شبكة الألولة، 2007.
4 ــ حامد كاظم عباس، جدلية اللغة والفكر، مجلة كلية الآداب، بغداد، العدد 97.
5 ــ سعادة خليل، القنوات الفضائية وأثرها على الأطفال، مجلة ديوان العرب، 2004.
6 ــ عبد العزيز جاهمي، العنف التلفزيوني وعلاقته بالسلوكيات العدوانية للطفل، مجلة الدراسات الاجتماعية، مركز الدراسات الاجتماعية، طرابلس، 2014.
7 ـ علي بدور، الفضائيات تهدد براءة أطفال قطر، دراسة ظبية الظاهري: البث الفضائي سلاح ذو حدين والأطفال أكثر تأثراً، مجلة الراية 2      .
8 ــ ويكيبيديا الموسوعة الحرة.  

المصادر الأجنبية:

1 - Badreddine Hamma,(2014), La place de la pens´ee dans l’´etude de la langue, theses.
2 - Carol Bellamy,(2017), Les enfants sont les premières victimes de la guerre, L'Observateur.
3 - Catherine Kerbrat Orecchioni, (1980),Enonciation de la subjectivité dans le langue, Armand Colin, Paris.
4 - GSCHWIND-HOLTZER G, (2006), Analyse sociolinguistique de la communication et didactique, «Application à un cours de langue: De Vive Voix », Paris, Didier
5 - HIRSCHSPRUNG  N., (2005), Apprendre et enseigner avec le multimédia, Tours.
6 - LES ENFANTS DANS LA GUERRE, comité international de la Croix-Rouge.
7 - Martine TIMSITT-BERTHIER, definitions de la violence, chapitre 1.
8 - Pedayoga un programme simple des techniques qui visent à promouvoir le mouvement et la concentration.
 مصادر الانترنت:

[1] ــ Pedayoga, un programme simple des techniques qui visent à promouvoir le mouvement et la concentration. https://www.pedayoga.ca/

                                                                                         

[1]  ــ تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد، وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال، منشورات شبكة الألولة، 2007.
[2]  ــ المرجع السابق.                                                       
[3]  ـ علي بدور، الفضائيات تهدد براءة أطفال قطر، دراسة ظبية الظاهري: البث الفضائي سلاح ذو حدين والأطفال أكثر تأثراً، مجلة الراية 2   
[4]  ـ المرجع السابق.

                            

[1]  ــ تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد، وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال، منشورات شبكة الألولة، 2007.
[2]  ــ المرجع السابق.                                                       
[3]  ـ علي بدور، الفضائيات تهدد براءة أطفال قطر، دراسة ظبية الظاهري: البث الفضائي سلاح ذو حدين والأطفال أكثر تأثراً، مجلة الراية 2   
[4]  ـ المرجع السابق.

                            

[1]  ــ أنور الجندي، الصحافة والأقلام المسمومة، دار الاعتصام، الطبعة الأولى، القاهرة 1980، ص 11.
[2]  ــ النصوص المقتبسة في البحث من المصادر الفرنسية والمستعملة كشواهد، قام بترجمتها من الفرنسية إلى العربية، فرج دردور.
[3] - Catherine Kerbrat Orecchioni, Enonciation de la subjectivité dans le langue, Armand Colin, Paris, 1980, p: 185.

[1]  ــ محمد شلوف، المشكلات السلوكية للأطفال، دار الكتاب الوطنية، بنغازي الطبعة الأولى 2015، ص 75.

[1]ــ  HIRSCHSPRUNG  N., (2005), Apprendre et enseigner avec le multimédia, Tours, Hachette. p. 12.
[2]  ــ  سامي الشريف وأيمن منصور، اللغة الإعلامية، جامعة القاهرة، 2004، ص 49.
[3]  ــ أحمد الرشراش، تأثير الرسوم المتحركة والأفلام الكرتونية في لغة الطفل العربي، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد الخامس، 2013، ص 49.
[4]  ــ عبد العزيز جاهمي، العنف التلفزيوني وعلاقته بالسلوكيات العدوانية للطل، مجلة الدراسات الاجتماعية، مركز الدراسات الاجتماعية، طرابلس، 2014، ص 71.
[5]  ــ ــ تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد، وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال، شبكة الألولة، منشورات 2007.
[6]  ــ  تقرير رصد خطاب الكراهية في القنوات التلفزيونية الليبية، الصادر عن المركز الليبي لحرية الصحافة، 2017.
[7] ــ GSCHWIND-HOLTZER G., (2006), Analyse sociolinguistique de la communication et didactique, «Application à un cours de langue: De Vive Voix », Paris, Didier. p.12.
[8] ــ  Badreddine Hamma, La place de la pens´ee dans l’´etude de la langue, theses 2014.
[9]  ــ حامد كاظم عباس، جدلية اللغة والفكر، مجلة كلية الآداب، بغداد، العدد 97، ص 158.
[10]  ــ لسان العرب لابن منظور.
[11]  ــ : محمد علي إبراهيم، الإرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع، الكتبة الإلكترونية الشاملة، ص 57.
[12]  ــ ويكيبيديا الموسوعة الحرة،    https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%86%D9%81
[13]ــ  Martine TIMSITT-BERTHIER, definitions de la violence, chapitre 1

[14]  ــ Carol Bellamy, Les enfants sont les premières victimes de la guerre, L'Observateur, 2017.
[15]  ــ سورة لقمان: 17.
[16] ــ  TV5MONDE, Maghreb orient.
[17]  ــ يحي محمد نبهان، الأساليب التربوية الخاطئة وأثرها في تنشئة الطفل، دار اليازوري، الطبعة العربية 2008، الأردن. ص 30 ــ 38.
[18]  ــ وليد حسني زهرة، أني أكرهك... خطاب الكراهية والطائفية في إعلام الربيع العربي، مركز حرية وحماية الصحفيين، الطبعة الأولى، 2014.
[19] ــ LES ENFANTS DANS LA GUERRE, comité international de la Croix-Rouge.
[20]  ــ سعادة خليل، القنوات الفضائية وأثرها على الأطفال، مجلة ديوان العرب، 2004، ص 6.

[21]  ــ محي الدين عبد الحليم، إشكاليات العمل الإعلامي بين الثوابت والمعطيات العصرية، دار العلوم، الطبعة الأولى ،1998، ص 90.