jeudi 10 janvier 2019

نعمان بن عثمان: عيرتني بالشيب وهو وقار بقلم د. فرج دردور

نعمان بن عثمان: عيرتني بالشيب وهو وقار...!!

بقلم/ د. فرج دردور

البعض يجمعون الصور عن نعمان بن عثمان في مواقف مختلفة، ويعطونها قراءة خاطئة، والحقيقة أنها تفسر موسوعة معلوماته وقدرته الفائقة على اختراق كل الصعاب والتعامل معها، فهؤلاء الذين يلتقطون الصور مع نعمان لم يلتقوا به لمجرد الصدفة، وإنما هم من اختاروا الالتقاء معه بعد أن اعجبوا بموسوعته الفكرية وحاولوا الاستفادة منها كل بما يخدم مصلحته.

أثر محطات الحياة في تعدد المصادر وصقل الخبرة:
 لو أردنا أن نضع قراءة علمية مجردة لما تجسده هذه الصور، والتمعن في تعقيدات المحطات التي ثبتتها، لاكتشفنا أن هذه المحطات المختلفة التي خاض غمارها، يصعب على الكثيرين مجرد الاقتراب منها، ناهيك عن الحصول على دور فيها، وهي بهذا تشكل تدريبا عقليا قاسيا تجعل الناجي من مخاطرها عبقريا، بسبب صقل أحداثها المتنوعة لشخصيته، فمن جهة ضاعفت شجاعته وزادت فيه روح المغامرة، ومن جهة أخرى جعلت منه موسوعة معلومات حصرية، يستطيع وحده أن يستجلب منها كل تحليلاته التي تظهر منطقية لكارهيه قبل محبيه، لأن مصدر هذه التحليلات حصري ولا يتوقف عن التحديث.

من الناحية المنطقية:
 السيد نعمان بن عثمان، لم يجلب له منتقدوه صورة وهو يضرب إنسان بطلقة في رأسه، ولم تسجل عليه أي تهم بالفساد المالي والأخلاقي، أو العمل ضد بلده، وما أكثرهم الذين تورطوا في مثل هذا الإفساد من بين منتقديه.... إلخ.

 من الناحية التربوية:
 فإن هذه المحطات، تعطي دلالة على أن السيد نعمان كان منفتحا على الجميع ولم يستقر في واحدة من المحطات، وذلك بسبب المرونة الفكرية التي يتمتع بها، والتي جعلت منه متحرر الفكر، يقبل من الجميع ويرفض من الجميع، ولا يطلق الاحكام قبل خوض تجربتها.

 انعكاساتها على الحالة الدولية والليبية: في الحالة الدولية تجد كثيرا من الباحثين والصحفيين يتمنون خوض تجربة بن عثمان لما فيها من روح المغامرة والقدرة على تتبع المصادر والتعامل معها مباشرة وليس نقلا.ً وهذا الأمر مقدر في الدول المتقدمة وهم يعيرونه بمقاييس النجاح والقدرة على الانجاز. أما في ليبيا، فإن قولبة العقل وانحسار الفكر في الانتماء والاستماتة على المبادئ الثابتة والشعارات الجوفاء المدغدغة للمشاعر، هي الطابع العام الذي يسيطر على المشهد الليبي، هذا الانغلاق الفكري لدى كثير من الليبيين جعل من بعضهم آلات ضاربة تولد العنف، والعاقل منهم يتمنى الاستمرار في خوض الحروب حتى يتحقق حلمه في السيطرة على المختلفين بهزيمتهم واجبارهم على التفكير بطريقته، وعليه فإن حالة نعمان بن عثمان لا تمثل له سوى تبعية مرة معه ومرة ضده، أما ما تحدثنا به فهو خيال لا ينسجم مع واقعه السيء الذي يراه فيه غيره ولا يشتم رائحته هو، لأنه يعيش في بيئته، وهؤلاء لا يعون خطورة خوضهم صراع الوجود على زعزعة الاستقرار وانهيار الدولة.

 الحل الذي يخرجك نحو مستقبل أفضل: هو عدم الثبات والتصلب، ومرونة الفكر، وهذا يعني قدرتك على قبول المختلفين والتعامل بموضوعية مع الاحداث، والتفكير في المستقبل بعين العصر، هو سبيل الخلاص.

 الخاتمة:
ما يحصل اليوم في ليبيا من عبودية فكرية والتعلق بالاجساد دون استعمال للفكر، هو سبب تخلفنا، والمؤسف أن هؤلاء يتهجمون على الأحرار ويسعون إلى إدخالهم في قفص العبودية، وهذا فيه ضرر كبير لتطور حركة المجتمع، عندما يحارب الفكر ويسود العبيد فكريا. مع احترامي لكل محترم لا يحاول اجبار الناس بأن يفكروا بطريقته...
كتب 2 يناير 2019