mardi 2 septembre 2014

LA LIBYE Rédigé par Farag DARDOUR

DESCRIPTION DU CONTEXTE SOCIOLINGUISTIQUE 

LA LIBYE
Rédigé par Farag DARDOUR 
  Selon les historiens, l’origine du mot Libye est attribué à la tribu des Libou de la région de la Cyrénaïque au 12ème siècle avant notre ère. On trouve le nom «Libye» chez les historiens grecs, qui servait à désigner tout le nord du continent africain, sauf l’Égypte. La Libye occupe une position centrale au nord de l’Afrique entre le Maghreb et le Mashrek «Moyen-Orient». Située entre la Méditerranée et le sud équatorial, la Libye fait partie d’un grand Sahara car les 9/10 de son territoire sont désertiques. A l’ouest et à l’est, le Sahara arrive jusqu’à une centaine de kilomètres de la mer ; les sables sont retenus par deux massifs : les djebels Nafusah et djebel Akhdar. Cette diversité géographique a donné lieu à de beaux paysages montrant l’originalité de ce territoire. Elle est l’un des cinq grands pays du Maghreb et fait partie de la Ligue Arabe, est membre actif à l’Union Africaine. La Libye a une population de 6,5 millions d’habitants, possède une superficie de 1 750 000 km². Ce qui place ce pays au troisième rang des pays d’Afrique du nord, après l’Algérie et le Soudan. La Libye dispose d’une large ouverture sur la Méditerranée avec 1900 km de côtes. La Libye est entourée par la Méditerranée au nord, au 33e parallèle et par le Tropique du Cancer au sud de l’oasis de Koufra, à proximité du 20e parallèle. Elle se situe dans la partie médiane du nord de l’Afrique entre le 9e et le 25e méridien à l’est de Greenwich. Elle est entourée de la Tunisie au Nord-Ouest «480 km» et de l’Algérie «1.000 km», au Sud le Niger et le Tchad «1.000 km». Elle fait frontière à l’Est et au Sud-Est avec l’Egypte et le Soudan «1080km». En 1911, lors de la colonisation italienne, on appliqua le nom de Libye à l’ensemble qui, dans l’empire Ottoman, portait le nom de Tripolitaine. En 1951, les trois grandes régions «Tripolitaine, Cyrénaïque, Fezzan» devaient être réunies sous le nom de Royaume fédéral de Libye (1951-1963). Puis tout simplement Royaume de Libye (1963-1969), devenu République Arabe Libyenne (1969-1977) et depuis 1977 la Libye a pris le nom de Jamahiriya arabe libyenne populaire et socialiste. Etat de pouvoir des masses.
  En 2011, le régime du dictateur Kadhafi a été chuté par la révolution de 17 février. Aujourd'hui, les chefs de milices gouvernent la Libye et bloquent les institutions de l'État en raison de leurs ambitions personnelles. Mais avec cela, la Libye a pris le chemin de la démocratie.

التوافق هدفنا والحوار مخرجنا.... بقلم/ د. فرج درد

التوافق هدفنا والحوار مخرجنا
بقلم/ د. فرج دردور
  الحوار يعزز التفاهم بين مختلف مكونات المجتمع، فهو يشمل جميع أنواع التفاوض أو التشاور بين الأطراف على القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
  وقد كونت الحقبة الزمنية االماضية في ليبيا تراكماً سلوكياً يقوم على إلغاء الآخرين وشطبهم، واللجوء إلى استعمال الخطابات الحماسية البعيدة عن المنطق، واتباع سياسة التخوين والتكفير وكيل الاتهامات جزافاً، وتعنيف المخالفين بشتى الوسائل، ومحاولة احتواء المثففين، في بوثقة الولاء التام للنظام القائم. وهو ما أفسد الحياة الفكرية والثقافية والسياسة للمواطن الليبي. وما نشاهده اليوم من محاولة بعض المجموعات فرض وجهة نظرها بالقوة على شعب بأكمله، إلا دليلا ً على انعدام ثقافة الحوار عند هذه المجموعات، وهو ما أدى إلى انحراف الحراك الاجتماعي والسياسي نحو منحدر خطير يصب في مستنقع العنف بين الأطراف المتصارعة على السلطة.
  فالمشكلة الحقيقة للأزمة الليبية اليوم هي ممارسة العنف السياسي بدل العمل بالحوار كأداة لحل الخلافات. أما السبب فهو انعدام ثقافة الحوار في المجتمع نتيجة عدم اقتران التعليم بالتربية وفق منهج علمي يتغدى من مراكز البحوث العلمية التربوية، والدليل هو أن الديكتاتورية تبدأ من الأسرة. حيث أن العلاقة الأسرية في الغالب تخضع لأسلوب الأوامر والطاعات، ويتحكم فيها مزاج الأفراد عند تربية الأبناء، إما عاطفة مفرطة، وإما عقاب لدرجة السادية. هذا النوع من العلاقات المضطربة نتيجة التربية المنفلتة، يعكس سلوك العنف المنتشر ـ إلى حد كبير ـ بين معظم الليبيين حتى المتعلمين منهم، وهو ما يفسر غياب مبادرات حقيقية تهدف للمصالحة. وتظل الأنانية والانتصار للذات، وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن، هي الشكل البشع الذي يحكم العملية السياسية.
  وتعد ثقافة الحوار محوراً هاماً في بناء لبنة الديمقراطية القائمة على تعددية الفكر والتنوع الثقافي والسياسي. هذه الثقافة عنوانها قدرة الإنسان على التفاعل مع الآخرين والاستماع إلى الرأي الآخر، واحترام وجهة النظر المعارضة، والهدف هو الوصول إلى القواسم المشتركة في أية قضية مطروحة للنقاش.
  ومن هنا فإن الحوار ظاهرة صحية يستطيع الفرد من خلاله إرسال ما يريده من أفكار للآخرين بالحجة والبرهان، ومناقشتهم بالوسائل الإنسانية المعهودة. وقد كان الحوار وسيلة أساسية للتواصل بين الأنبياء وشعوبهم. قال تعالى: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" (44).
  والحوار وسيلة للعيش المشترك رغم الاختلافات الفكرية والثقافية في المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة، وهو دليل رقي الشعوب وتقدمها، كما أنه يساعد على تكوين الإنسان المنتج المشارك في بناء الدولة بكل إخلاص. فمن خلال هذه الثقافة يعلم كل مواطن بأن له شركاء في الوطن يتفاعل ويتعامل معهم بعيداً عن الإقصاء والتفرد، واستخدام وسائل القوة لفرض وجهات النظر على الآخرين، هذه الأنواع من السلوك غالباً ما تتكون عندما يحدث انسداداً سياسياً ناتجاً عن اختلاف حاد في وجهات النظر، يتغذى من عدم ممارسة الحوار، فتكون انعكاساته سلبية على حركة المجتمع فيعرقلها.
  والحوار السياسي لابد أن ينطلق من أربعة مبادئ أساسية وهي: (الديمقراطية، حقوق الإنسان، الأمن، التنمية). فهذه المبادئ غالباً ما يقع فيها الخلل، والتركيز على مناقشة بعض منها دون غيرها قد يفشل الحوار، أو يجعل نتائجه أقل قيمة، مما يفقدها القدرة على حلحلة الوضع القائم الذي من أجله فُعل الحوار.
  أحد الأهداف الأساسية التي يقوم عليها الحوار هي دعوة صانعي القرار للجلوس على طاولة مستديرة، يتناقشون في مختلف القضايا موضع الخلاف بين أطراف المجتمع الذي يمثلونه، فاستماعهم لبعضهم بعض يجعلهم على وعي أفضل بالتحديات على الصعيدين الوطني والإقليمي الذي يؤثر في سياسة بلادهم، ولتحقيق ذلك لابد أن تجمع طاولة الحوار ممثلين عن كل الجهات الفاعلة بالمجتمع وهي الأطراف السياسية والاجتماعية والنقابية والمثقفين والباحثين وصانعي السياسات وممثلي المنظمات الحكومية، وقادة الأحزاب السياسية و ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص.
  وانطلاقاً من مبدأ "لا أحد يمتلك الحقيقة كاملة"، فإننا عندما نتحاور، سوف لن نحصل إلا على جزءٍ مما نريد، هذا الجزء قد يمثل مقدار الحقيقة التي نملكها، وما نتنازل عنه فهو نصيب الطرف المقابل من الحقيقة التي لا نملكها نحن. أما أهم متطلبات الحوار فهي الهدوء وشعور جميع الأطراف المتحاورة بالأمن، فإذا امتلك أحدهم السلاح ويلوح باستخدامه في حال فشل الحوار، فإن نتائجه لن تكون ملزمة بعد انتهاء أسباب حدوثها. كذلك التكافؤ بين المحاورين من حيث المستوى العلمي والثقافي، ولهذا تحرص الجهات المتحاورة على تفويض النخبة من بينهم كي يمثلونهم.

  وعليه فإن اللجوء للحوار هو الخيار المناسب للخروج من آثار وترسبات الماضي، وحصاده الحالي، وهو الدافع القوي نحو تطلعات المستقبل. وذلك لأن ثقافة الحوار هي الأساس السليم التي تبنى على قواعده الأوطان، وتؤسس به الديمقراطيات، كما أنه السبيل القويم لنشأة المواطن الصالح المحب لوطنه المشارك في رقي مجتمعه. فهو يبدأ من الأسرة وتدعمه المدرسة بمناهجها، وتلح عليه وسائل الاعلام في برامجها. ولنجاح عملية الحور بين الأطراف المتحاورة، لابد من الالمام ببعض متطلباته، التي سوف نحاول عرضها في هذا المقال المتواضع تحث المحاور الآتية:

   مفهوم الحوار:
  الحوار وفق بعض العلماء، هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب.

           متطلبات ما قبل الحوار:
       ·            الاقتناع بالحوار كوسيلة للتواصل بين الناس.
       ·            الاقتناع بقيمة رأي الآخرين.
       ·            الإقرار بحق الآخرين في التعبير عن رأيهم.
       ·            فهم أساسيات التحلي بآداب الحوار.
       ·            الاقتناع بأن الحوار قد لا يحقق كل ما نريد.

           أسس نجاح الحوار:
       ·            الاستعداد لتبادل الآراء والأفكار من أجل الوصول إلى أفضل البدائل الممكنة.
       ·            الاستعداد لتعديل وجهة النظر في ضوء ما يستجد من أدلة ومعلومات.
       ·            تجنب الإساءة للآخرين مهما كانت حدة الخلاف معهم.
       ·            إتاحة الفرصة للآخرين عند طرح أفكارهم دون مقاطعة.
       ·            إجادة استخدام فن السؤال في الوقت المناسب.
       ·            عدم السخرية من المخالفين وعد الاستخفاف بآرائهم.
       ·            عدم الانسياق وراء ما يشاع حتى تتوفر الأدلة والحجج الكافية.
       ·            تحري الدقة في اختيار الكلمات والعبارات التي تعبر عن الرأي.
       ·            تجنب المراوغة والتلاعب بالمصطلاحات.
       ·            ترك الحوار بكل أدب إذا جنح الطرف الآخر إلى الانفعال والغضب.

           كيف نؤسس للحوار؟
       ·            موضوع الحوار في ضوء القضايا والأحداث الآنية.
       ·            تهيئة المشاركين في الحوار ذهنياً كأن يحدد عنوان معبر عن المضمون.
       ·            جمع البيانات وبعض المعلومات المتصلة بالموضوع.
       ·            تحديد المحاور الرئيسية والفرعية لموضوع الحوار.
       ·            إعداد وسائل الإيضاح التي تساعد على التبسيط.

           تنفيذ الحوار:
       ·            التعريف بأطراف الحوار كأن يعرف كل عضو بنفسه.
       ·            الإنصات الجيد لما يطرح في الحوار وتجنب المقاطعة.
       ·            توزيع الكلمات بين المشاركين بحيث لا يستأثر طرف بالحديث.
       ·            استخدام لغة مباشرة تعبر عن الموضوع دون مراوغة.
       ·            الهدوء وعدم رفع الصوت أو الحماس الزائد.
       ·            الحذر من تحول الحوار إلى جدل عقيم.
       ·            تدوين الملاحظات التي تطرح، تمهيداً للرد عليها في وقتها.

           معوقات الحوار:
       ·            عدم شعور أحد الاطراف بالأمان.
       ·            التمسك بالرأي والتعصب له وضيق الأفق.
       ·            سوء الظن بالآخرين.
       ·            الإحساس المسبق بعدم قيمة الحوار.
       ·            قلة الحصيلة العلمية والثقافية للأفراد.
       ·            الخوف والخجل من التحدث أمام الناس.
       ·            الغرور وعدم الاعتراف بالتعددية والاختلاف.

    لذلك نقول بأن الحوار هو الأساس السليم لنشأة مواطن صالح، وهو السبيل القويم  لبناء الأوطان، ويبدأ من الأسرة وتدعمه المدرسة بمناهجها، وتلح عليه وسائل الاعلام في برامجها.

                                     أتمنى من الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء
          للتواصل معنا:

بدء حوار بشأن ليبيا في جنيف.....!! ترجمة/ د. فرج دردور

بدء حوار بشأن ليبيا في جنيف.....!! 
ترجمة/ د. فرج دردور

والرئيس الفرنسي (هولوند)، يقول: ليبيا عنصر مهم في انتشار الإرهاب
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص (بيرناردينو ليون)، إن مناقشات مفتوحة في جنيف، قد بدأت برعاية الأمم المتحدة لاستعادة السلام في ليبيا، وذلك من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية. المبعوث الأممي أعرب عن أمله في أن الفصائل المتناحرة تطبق وقف إطلاق النار، حتى تدعم عملية الحوار في جنيف.
هذا، فإن رجال الميليشيات الذين يسيطرون على العاصمة طرابلس، لن يقرروا انضمامهم قبل يوم الأحد للمحادثات أم لا.
وفي مؤتمر صحفي (لبرناردينو ليون) بجنيف، قال: "نحن نقدم صفقة لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة للبدء في حل الخلافات السياسية".
هذا وقد حدد منذ قليل الرئيس الفرنسي، (فرنسوا هولند)، في كلمة له على القنوات الفرنسية، ما يشبه خارطة طريق ينبغي على المجتمع الدولي تنفيذها في ليبيا، وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونزع سلاح المليشيات من قبل المجتمع الدولي، ثم التفرغ للقضاء على المليشيات المتطرفة التي لم يشملها الحوار، وأكد (هولوند)، إن فرنسا لن تتحرك في ليبيا إلا بعد تفويض دولي........
وعلى المستوى الشخصي: فقد سبق وأن حذرت عبر لقاءاتي التلفزيونية وبعض الندوات العامة، من كل المآلات التي وصلت إليها ليبيا اليوم وبكل تفاصيلها، حيث ألححت على ضرورة اللجوء للحوار كبديل عن الحرب، قبل أن تبدأ فجر ليبيا. الحوار الذي يمكن أن يوفر الأمن والاستقرار لليبيا، ويمنع عنها شبح التدخل الدولي، وذلك بناءً على اطلاعي لما تنشره الصحف الفرنسية والتي كانت تعرض دراسات استراتيجية يوصي خبرائها بضرورة التدخل في ليبيا قبل استفحال الوضع فيها.....
هذه النصائح الصادقة مني في ذلك الوقت، كلفتني ثمن اختطاف اخوتي وممارسة ابشع انواع التعذيب عليهم في معتقلاتهم في امعيتيقة ومصراتة وجعلتني اهجر وطني......... نأمل  من الله أن يفك أسرهم كما فك أسر بعضهم...

حفظ الله لــيــبــيـــا

المصدر/ صحيفة ليفيقاروه الفرنسية.

تعليم من أجل غد يسهم في تطوير أدوات الحوار اللغة عنوانه والنطق السليم مبتغاه إعداد/ د. فرج دردور

تعليم من أجل غد يسهم في تطوير أدوات الحوار 
اللغة عنوانه والنطق السليم مبتغاه
إعداد/ د. فرج دردور

المفردات:
• اللغة وسيلة للتعبير وأداة للتربية.
• طرائق التدريس وإشكالية التعبير الشفهي.
• التعبير الشفهي وسيلة أساسية للتواصل بأي لغة.
• أهمية التعبير الشفهي في تعليم اللغة.
• التعبير الكتابي يُنمي مهارة التعبير الشفهي.
• الاقتــــــــــــــــــراحات.
• المنهج التفاعلي أداة للتعبير الشفهي والحوار التربوي.
• اقتراحات تقنية لإعداد الدروس اللغوية.
• الدور الجديد لمدرس اللغة العربية.
• تنظيم الفصول بين الواقع والمطلوب. 
• النموذج المقترح لتفعيل الحوار التربوي.
• الطريقة المقترحة لتفعيل الحوار التربوي.
• دور وسائل الإيضاح في النشاط اللغوي.
• دور التكنولوجيا في استخدام اللغة.
• المعلم وتكنولوجيا المعلومات.
• النتائج المتوقعة.
• عيوب الخطة.
• المصادر.

  اللغة وسيلة للتعبير وأداة للتربية:
  اللغة العربية هي لغة أكثر من 370 مليون متكلماً، وناقلة لثقافة العديد من الشعوب الناطقين بها؛ كما أنها عنوان الهوية لليبيا، ومفتاح التنمية، ومسجلة للتراث والحضارة. وخصوصاً أن أطول حضارة في تاريخها سُجلت باللغة العربية؛ ومازال المجتمع الليبي متماسكاً إلى يومنا هذا بفضل اللغة والدين.
  وبما أنها أداة للتربية وصقل العقول وتهذيب النفوس، فقد أصبح من واجبنا النهوض بطرائق ووسائل تعليمها وتعلمها، وفي مقدمتها تطوير وسائل نطقها لتحسين مستوى المتعلمين فيها وزيادة تعلقهم بها، ولا يكون ذلك إلا بمراجعة شاملة تبدأ من أهداف تدريسها إلى وسائل تنفيذها مروراً بخطط تعليمها، وذلك بهدف إصلاح شؤونها، حتى يُصبح التعليم أجدى نفعاً وأقدر على تحقيق أهدافها.

  طرائق التدريس وإشكالية التعبير الشفهي:
  إن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في المجتمعات الناطقة بها بسبب اللهجات التي تؤثر سلباً في عملية تدريسها.  فعلى الرغم من أن الدول العربية ومنها ليبيـا قد عملت على وضـع إستراتجية لتعليـم العربية، إلا أنها ما زالت بعيدة عن تحقيـق أهدافها. ويبقى دورنا أن نسعـى إلى التطوير والتجديـد لما يقـع في إطار اهتمامنا. 
  فمنـذ وقـت مبكـر مـن خبـرتنا فـي التدريـس، كانت لدينـا ملاحظـات وتعليقات موجهة أساساً نحو التشكيـك فـي جديـة الأهـداف المصاغة مـن أجـل اكتسـاب مهارة التحدث باللغة العربية؛ لأن هذه الأهـداف تتطلـب جملـة مـن الإجراءات في برنامج يأخذ في اعتباره المجتمع واللهجة المحلية، والمنهـج وملاءمتـه لحـاجات المتـعلم اللغــوية، والمعلـم وقـدراتـه المهنيـة في تنفيـذ طــرائق تدريـس يُـفترض أن تؤدي في النهاية إلى تحقيق الكفاءات الخمس من تعلم اللـغة العربية، غيـر أن الحقيقة مختلفة تماماً. فالأهداف المصاغة يتَطلب بلوغها التحدث باللغة العربية الفصحـى، واللغة الرسمية للبلاد هي العربية القياسية، واللغة المستعملة في الحياة اليومية هي اللهجات المحلية. هذا التناقض الشديد بين ما هو مطلوب وما هو موجود أدى إلى ٳرباك المتعلم، وذلك بفصله عن بيئته، كما أثر بشكل سلبيٍ على كل مكونات العملية التعليمية بشكلٍ عام، وعلى ٳعداد المدرس وطـرائق التدريـس المستخدمـة بشكـلٍ خاص. كــل ذلك أنتـج دوراً سلبيـاً للمتعلـم باعتماده على معلم غير مشارك في صياغة أهداف التعلم.
  وقد رأيت من واجبي كمتخصص في علوم اللغة، ومن الطلب الملح لمدرسي اللغة العربية لأجل تَحديث طرائق تدريس العربية، أن أقوم بمحاولة نقل ما توصلت إليه الدول المتقدمة في مجال طرائق التدريس، للاستفادة منها في تعليم لغتنا. وعليه قررت العمل في هذا الموضوع. والسؤال المطروح هو:
  كيف نستطيع أن ننتقل باللغة العربية القياسية من لغة يقتصر استخدامها على الكتابة، إلى لغة للحوار بين المتعلمين أنفسهم ومُعلميهم؟ هذه المشكلة من وجهة نظرنا، لا تزال دون حل إلى يومنا هذا.

  ما هو الحل؟
  للإجابة على هذا السؤال علينا النظر أولاً في بعض المكونات الأساسية للعملية التعليمية وهي:
  • إعداد المعلم بحيث يكون قادراً على تطبيق برامج التعليم ومواكبة تطورها
  • إعداد المناهج الملائمة لكل مراحل التعليم المختلفة بما يضمن تحقيق الأهداف المحددة.
  • طرائق تدريس ومنهجية واضحة خاضعة للتجريب والتطوير المستمر.
  • التوسع في استخدام تقنية المعلومات.
  كيف يتم ذلك؟
  نحو تعليم يهدف إلى تنمية مهارة التواصل باللغة العربية.

  التعبير الشفهي وسيلة أساسية للتواصل بأي لغة:
  من اهتمامات علم اللغة الحديث دراسة المهارات الأساسية التي تُؤدي إلى اكتساب القدرة على التواصل باللغة الهدف؛ وذلك من خلال تطوير بعض النشاطات اللغوية التي تُنمي مهارة التعبير الشفهي، على أساس أنها الوسيلة العملية لجعل اللغة حية. "تموت اللغة عندما ينتهي الكلام بها" (ودسون 1996) .

  أهمية التعبير الشفهي في تعليم اللغة:
  التعبير الشفهي: هو عملية إنسانية، عرَّفها (بيلونجي 1992) ، بأنها عملية توازن بين العديد من العوامل الفيزيائية لدى المتكلم، فتسهم في تحديد نَوعية علاقته الإنسانية. وهو ما يُسمى أيضا بالإنتاج اللغوي أو التعبير التلقائي من قِبل المتعلم باستخدام لغة التعلم، والتعبير الشفهي يرتبط بالفهم اللغوي ويأتي بعده، أي أننا نفهم اللغة قبل أن نتكلمها، ومن هنا تأتي أهمية الفهم اللغوي. وقد أكد العديد من الباحثين على أهمية التعبير الشفهي في اكتساب مهارة التواصل باللغة الهدف، لأنه يُنمي القدرة العقلية واللغوية عند المتعلمين.

  التعبير الكتابي يُنمي مهارة التعبير الشفهي:
  الكتابة هي نشاط واسع الانتشار في الإجراءات الرسمية والإدارية، كما أنها تستخدم بشكل أوسع في عملية التعْليم والتعَلم. ويعد التعبير الكتابي عملية متطورة في عملية الإنتاج اللغوي، لأنه الأكثر قابلية للمراجعة والتدقيق، حيثُ يمكن للفرد تدقيق ما كتبه وإعادة صياغته. ولهذا كانت الكتابة جزءاً من عملية التواصل اللغوي الإنساني الذي لا يقل أهمية عن التواصل الشفهي ولا تزال كذلك، فهما أداتان أساسيتان في أي عملية إنتاج لغوي تهدف إلى إحْداث تواصل بين منتجين لأي لغة. وأهمية التعبير الكتابي تأتي من إمكانية تصحيحه ومراقبته قبل نشره، وهو ما لا يمكن حدوثه في التعبير الشفهي؛ لأن المتكلم فيه ينطق بشكل تلقائي وليست لديه فرصة لمراجعة ما يقوله وتدقيقه. ومن هنا يمكن الاستفادة من التعبير الكتابي في عملية تقويم تساعد على اكتساب مهارة التعبير الشفهي، هذه العلاقة يصفها السيد (لاتان 1990)، بأنها متداخلة ويوضحها في الشكل التالي :
Dualité entre l’oral et l’écrit, (cité par E. CANUT 2006:38).
  والحقيقة أن الكتابة العربية هي وسيلة هامة للتعبير والتواصل في المجتمع الليبي. ففي التعليم تأخذ الكتابة حيزاً كبيراً داخل الفصول الدراسية، وذلك من خلال الوقت المخصص للتعبير الكتابي والإملاء على حساب التعبير الشفهي.

  الاقتــــــــــــــــــراحات

  المنهج التفاعلي أداة للتعبير الشفهي والحوار التربوي:
  هذا المنهج يستند أساساً إلى اتخاذ إجراءات عملية لتحقيق نتيجة في جزء من المشروع بشكل كلي. وهذا المشروع يهدف إلى تفعيل عملية التواصل بين المكونات الأساسية للعملية التعليمية، هذا التواصل يُنفذ بالعديد من الإجراءات المعقدة التي ترمي إلى تحقيق توازن بين هذه المكونات، فيؤدي ذلك إلى تحقيق نتائج في المدى البعيد. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الإجراءات تُعد الأكثر نجاحاً كمشروع للتدريس، فهي تُركز على إستراتيجية تعبئة المهارات الفردية للمتعلمين. كما تأخذ في الاعتبار الموارد المعرفية والوجدانية والقدرة الشاملة على التفاعل الاجتماعي لدى المتعلمين من أجل التوصل إلى نتيجة محددة في عملٍ شاملٍ يتم فيه تقسيم المتعلمين إلى مجموعات مهارة في مجموعةٍ من الأنشطة اللغوية المتوازنة، لتعمل على خلق التفاعل وتعزيزه من أجل تحفيز المهارات الخمس لدى المتعلم وتطويرها، آخذة في الاعتبار أهداف التعليم ومهارات المتعلمين.
  إن تلبية متطلبات التدريس التواصلي في هذا المنهج تحتاج إلى تَنوع في التدريب، لتُصبح العملية التعليمية نشطة وفعَّالة تدعم مبدأ الكفاءات الفردية للمتعلمين، فيكون المتعلم في صلب العملية التعليمية وله دور فعَّال ومستقل ومسؤول عن التقدم الذي يُحققه.
هذا الأسلوب في تعليم اللغات يتطلب العديد من التدابير والأنشطة، من أهمها اعتماد إجراءات منهجية للتوجه في تعليمنا بتدريب المتعلمين على أداء المهام باستخدام أداة لغوية أبسط في توصيل الرسالة.
  حيثُ يمكن توزيع المتعلمين في مجموعات، مع الأخذْ في الاعتبار احتياجاتهم في مختلف الأنشطة اللغوية، من الاستماع والتحدث والكتابة التفاعلية. وهذا يأتي من خلال التنظيم الجيد وتوزيع المجموعة على أساس الاختلافات الفردية بينهم. والمعلم يمكنه تنظيم مجموعات من الأنشطة اللغوية في الصف والعمل على تفعيل مهارة الاستماع والتحدث على نحو أكثر كثافة، مما يسمح للمتعلم بتطوير مهارات أخرى من تلك التي حصل عليها بالفعل أو التي يجري الحصول عليها، كالقدرة على الإقناع بالحوار واحترام الرأي الآخر. ويتطلب هذا بطبيعة الحال التزاماً بالعمل المكثف بشأن نشاط متنوع.

  اقتراحات تقنية لإعداد الدروس اللغوية:
  منذ سنوات يُعد تدريس اللغات محل نقاش بين الباحثين والمدرسين في مجال اللغات ومناهج وطرق التدريس وعلم النفس، والهدف هو تحديد الدور الذي ينبغي للمتعلم أن يقوم به في عملية التعليم، وبالتالي إيجاد علاقة جديدة بين مكونات العملية التعليمية، محورها المتعلم، تعتمد بشكل أساسي على تكنولوجيا التدريس التي يعرفها، (محمد الحموز 2004: 22)، بأنها:" ترتيبات نظامية لأحداث تدريسية تعليمية، ثم تصميمها لوضع معرفتنا بالتعلم موضوع التطبيق والممارسة بطريقة تنبؤية وفاعلة لتحقيق الأهداف". 
  هذا الدور الجديد للمتعلم يستلزم اتباع طرق ملائمة تأخذ في اعتبارها احتياجات المتعلم اللغوية، ولمعرفة هذه الاحتياجات لابد من إعطاء الثقة الكافية للمتعلم، وذلك بإشراكه في إعداد المادة التي يريد تعلمها، وبالتالي إشراكه في تحمل المسؤولية التي تدعم استقلاليته. ونحن نقول إن في التعبير الشفهي مجال ملائم لتحقيق هذه الغايات.
  هذا الدور الجديد الذي يجب على المتعلم أن يقوم به - وفق آراء الباحثين- يجعل من دور المعلم ثانوياً يقتصر على تنسيق حاجات المتعلمين ومساعدتهم على تحقيقها في إطار مشروع طويل الأمد يهدف إلى تحصيل المهارات الخمس في تعليم اللغة.

  الدَّور الجديد لمدرس اللغة العربية:
  من خلال تحليل نتائج الاستبيانات واللقاءات مع بعض المدرسين وطلبتهم، وكذلك بعض مسؤولي المؤسسات التعليمة الليبية، وبالنظر لما وقعت عليه أعيننا في نواحٍ مختلفة لسير العملية التعليمية بفرنسا، لاحظنا أن هناك خللاً فنياً كبيراً في تطبيق التعليم الليبي بشكلٍ عام، وفي تدريس المواد اللغوية بشكلٍ خاص، وبالتركيز على الجانب اللغوي نجد أن التفكير لا يزال يَتمحور حول فكرة أن المتعلم يظل قاصراً في الاعتماد على نفسه عند تعلمه، وأن المناهج المعدة من قبل المتخصصين وأداء المعلمين، قادرةٌ على تحقيق نتائج أفضل في العملية التعليمية، ومن هنا كان ومازال الدور الأساس للمعلم. فهو من يُعد الدروس ويُلقيها ويضع أسئلة الامتحان فيها. أما المتعلم فهو الحلقة الأضعف التي يجب تقويتها من خلال التلقي.
  هذا التفكير مبعثه أيضاً اجتماعي ثقافي يعتمد فيه الأبناء على الآباء في تحقيق حاجاتهم اليومية؛ وهو ما يزيد من صعوبة حل المشكلة، ومن هنا يقع العبء الأكبر على السياسة التعليمية لتقوم بدورٍ أساسي في البنية الثقافية من خلال إشراك كل مقومات الدولة لإحداث تَغَير جذري في مختلف أنماط المجتمع الحياتية، وتكوين إستراتيجية تعليمية تعتمد على المتعلم عند تنفيذها . 
  وبهذا لا يكون المعلم وحده من يسير العملية التعليمية، بل يجب عليه أن يأخذ دور المنسق بين المكونات الأساسية في هذه العملية وفق الشكل التقريبي التالي: 
  هذه العلاقة المتبادلة بين المكونات الرئيسة في العملية التعليمية يمكن أن تكفل تحقيق أهداف التعلم إذا توفرت شروط الإعداد الجيد في المعلم. 
  المعلم القادر على أن يقوم بدور المحرك في العملية التعليمية، والذي يقود المتعلمين نحو القدرة على العمل في جماعات، وتمكين الجميع من المشاركة الفعالة، وإعطاء كل متعلم الوقت الكافي من الكلام، وخصوصاً إذا كان الموضوع يتعلق بالجانب اللغوي. وبهذا يكون المعلم قد ساعد المتعلمين في تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية وفق حاجاتهم اللغوية، والتي يمكن أن تسهم في تكوين شخصيتهم المستقلة.

  تنظيم الفصول بين الواقع والمطلوب:
  تنظيم الفصل بشكل عام وتنظيم الصفوف بداخله ومُراعاة العدد المسموح به، يُؤدي إلى ضمان مشاركة أشمل للمتعلمين، كما يضمن لهم رؤية واضحة وتركيزاً أكثر، مما يساعد المعلم على الدقة في عملية الإشراف والمتابعة عند تنفيذ الأعمال، وبالتالي يحقق نتائج أفضل عند بلوغ الأهداف، ولا يكون ذلك إلا بالاعتماد على النموذج المتطور المدروس الذي يُوزع المتعلمين بشكل أفضل داخل الفصل، ويُمكنهم من العمل في مجموعات تتفاعل في داخلها، ومع بعضها وبينها وبين مُعلمها، مما يُسهل دور المعلم في التعرف إلى الميول الفردية لكل منهم، ويُمكنه من استخدام التقنيات الملائمة لتسهيل عملية التعلم. ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن ممارسة التمارين اللغوية مثل الحوارات، وتبادل الأدوار تُحفز المتعلمين وتمنحهم المزيد من الوقت في الكلام، فتجعلهم يتفاعلون بشكلٍ نشط.

  النموذج المقترح لتفعيل الحوار التربوي:
  وهو عبارة عن شكل يشبه الشوكة الرنانة أو حرف U بالإنجليزية، وفيه لا يتجاوز عدد المتعلمين 20 متعلماً بالصف الواحد، وهو ما يُتيح مساحة أكبر لحركة المعلم، ويُمكنه من توزيع العمل بشكلٍ أفضل بين المتعلمين، فُرادى أو جماعات، كما يُتيح لهم مشاركة حقيقية بأكثر فاعلية. ومن المهم أن تطبيق هذا النموذج له معنى بالنسبة للمتعلمين لأن مستوى العمل فيه يسمح بالعمل الجماعي والمزيد من الاستثمار في التعليم الحقيقي. النموذج المقترح هو كالآتي :
  لقد جاء اقتراح هذا النموذج بعد التحقيقات التي قمنا بها من داخل الفصول التعليمية والتي أثبتت نتائجُها أن الصفوف في حينها مكتظة بالمتعلمين، بحيث لا تسمح للمعلم أن يُشرك جميع المتعلمين في عملية التعلم، فيقتصر تفاعله مع الصفوف الأولى، أما باقي المتعلمين فمنهم من يَنشغل بأمور أخرى كالرسم على المقاعد والعبث بها.

  الطريقة المقترحة لتفعيل الحوار التربوي:
  يَتم تقسيم المتعلمين في الحصة إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى لها رؤية محددة وتقابلها مجموعة أخرى لها رؤية معارضة، وتفصل بينهما مجموعة ذات رؤية محايدة مثلما هو موضح بالشكل السابق. الهدف من هذا التقسيم هو تنظيم المتعلمين في شكل يسمح لهم بتبادل المعلومات والمعارف عن طريق الاتصال، وهو الذي عرفه كل من (د. سمر الفيصل، د. محمد جمل، 2004: 13)، بأنه: "الطريقة التي تنتقل المعرفة والأفكار بواسطتها من شخص (أو: جهة أخرى) إلى شخص آخر (أو جهة أخرى)، بقصد التفاعل والتأثير المعرفي أو الوجداني في هذا الشخص، أو إعلامه بشيء، أو تبادل الخبرات والأفكار العامة معه........."  
  يشترك المعلم مع طلابه في اختيار الموضوع المطروح للحوار، ويُفضل أن يكون من واقع الحياة اليومية، كما يُستحسن أن يتطرق لقضية آنية ساخنة. ثم يقوم بإعطاء المتعلمين بعض الإرشادات المهمة من أجل تفعيل حوار تعليمي تربوي هادف، فيطلب منهم قبل البدء على سبيل المثال، التحدثْ بصوتٍ معتدل ودون تشنج وأن يُصاحب الكلام بسمة خفيفة، وأن ينظر المتكلم مباشرة في وجه الطرف المقابل.
  ثم يبدأ المعلم عملية تفعيل الحوار بين المتعلمين، بأن يطلب من أحد المتعلمين في المجموعة ذات الرؤية المحددة الكلام، ويطلب من المجموعة ذات الرؤية المعارضة حسن الإصغاء دون مقاطعة، والتأني في التعقيب، كما يطلب من المجموعة المحايدة تسجيل الملاحظات في ورقة. من ذلك مثلاً، أن أحد المتعلمين قاطع متكلماً، أو رفع صوته، أو لم يتقبل النقد من زميل له، أو حاول أن يفرض رأيه. ويمكن للمعلم أن يساعدهم في ذلك، بأن يسجل الحوار بجهاز تسجيل صوتي أو مرئي من أجل مراجعته والوقوف على الأخطاء فيه، ويستحسن حفظ بعض هذه التسجيلات لدراستها سواءً بداخل المدرسة أو في مراكز بحثية متخصصة. ومن المهم أن جل الملاحظات تكون موضوع نقاش يشترك فيه المتعلمون عندما يأتي دور مرحلة التقييم الذاتي.
  وهكذا يُدير المعلم النقاش فيعطيهم الوقت الكافي من الكلام دون التدخل لتصحيح الأخطاء اللغوية أو الأسلوبية، فيتغاضى عن بعضها، مؤجلاً التنبيه عنها في الوقت المناسب عندما يكون المتعلمون قد تخلصوا من أخطاء أكثر أهمية. ومن المهم أيضا أن يتم ذلك تدريجياً، ولا مانع من حصول تعاون منفصل بين المدرسين لمناقشة بعض الظواهر الفردية التي تبرز في مثل هذه الحوارات مثل تنمية مهارة أو التخلص من عادة.
  استخدام المعلم لهذا النموذج في مادة التعبير الشفهي يسمح له القيام بدور المحرك في العملية التعليمية، فيقود المتعلمين نحو القدرة على العمل في جماعات، ويُمكنهم من المشاركة الفعالة، وإعطاء كل متعلم الوقت الكافي من الكلام، وخصوصاً عندما يكون الموضوع يتعلق بالجانب اللغوي. وبهذا يكون المعلم قد ساعد المتعلمين في تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية وفق حاجاتهم اللغوية، والتي يُمكن أن تُسهم في تكوين شخصيتهم المستقلة.

  دور وسائل الإيضاح في النشاط اللغوي:
  استخدام وسائل الإيضاح في المدارس الليبية محدود أو معدوم، وفي حالة توفرها في المدارس، فإن المعلم لا يبذل أي جهد لاستخدامها، ووسيلته في نقل المعلومة تقتصر على الكتب المدرسية والسبورة. هذا ما هو مدون في سجلات المفتشين ومؤكد من قبل المعلمين من خلال نتائج تحقيقاتنا. يتم هذا في وقت تسعى فيه المراكز البحثية في مجال التعليم والتربية بجامعات الدول المتقدمة إلى تطوير هذه الوسائل لتكون أكثر ملاءمة مع متطلبات هذا العصر، وتشرف على عملية ممنهجة لتدريب المدرسين على استخدامها، مستفيدة من التقدم الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتنطلق برامجها من مبدأ أن هذه الوسائل تساعد المعلم على التوجيه الصحيح للعملية التعليمية في الفصول الدراسية، وتساعد المتعلم على فهم الدروس بسهولة، وتعزز اكتساب المهارات، وتفسح المجال للنقد والمقارنة. فضلاً على أن استخدام هذه المواد يسمح للمعلم بتقييم الفروق في مستوى المتعلمين والتعرف على اختياراتهم. يضاف إلى ذلك أن استخدام وسائل الإيضاح يحث المعلم على توفير وسائل أخرى أكثر ملاءمة لحل أي صعوبات تواجه فهم المتعلمين. وهذه الأدوات تتيح للمتعلم فرصة المشاركة الفعالة، وتقلل من اعتماده علي المعلم. 
  يقول البروفسور (ريشارد دودا 2000 : 18)، في هذا الصدد: "وفي رأينا استغلال هذه الوثائق يجب أن يؤدي بالمتعلمين إلى تحرير أنفسهم تدريجيا من المعلمين"  
  اعتماداً على بعض الدراسات البحثية الفرنسية ، أوصينا بضرورة استخدام العديد من الوسائط  التقنية لخدمة الاستخدام الفعلي للغة العربية، والتي يمكن أن تتخذ أشكالاً مختلفة منها: التسجيلات الصوتية والمرئية، والبث الصوتي، والرسائل النصية، وبرامج التلفزيون، والأقراص المدمجة، والطباعة والإعلانات، والمناظرات، وتقارير الطقس، والمقابلات، والصور، والملصقات، والكتب المصورة، وقوائم المطاعم، والبطاقات البريدية، والتعميمات الدورية، وغيرها من وسائل الإعلام كالصحف والمجلات والمنتجات المميزة للمتحدثين باللغة العربية، الخ. وباختصار كل شيء يحمل رسالة معينة تهدف إلى التواصل باللغة العربية. كل هذه المواد يمكن استخدمها كأنشطة تحمل المتعلمين على ممارسة أفضل للعربية. 
  إن استخدام وسائل الإيضاح لا يعني الاستغناء عن الكتاب المدرسي، بل نعتقد بإمكانية استخدامها جنباً إلى جنب مع الكتاب المدرسي، لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين في استيعاب المفردات وتنمية المهارات اللغوية الخمسة.

دور التكنولوجيا في تعليم اللغة: 
  نوعية التعليم الجيد هي التي تحتوي برامجها على أدوات تكنولوجيا المعلومات الجديدة. هذه الأدوات يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من التدريس، لأنها تشكل عاملاً حاسماً في سرعة انتقال وتبادل المعلومات . وهو ما ينقلنا إلى خلق أنماط جديدة في استخدام اللغة. الأمر الذي يتطلب تطوير بعض الأنشطة اللغوية التي تواكب لغة التكنولوجيا. وظهور مفاهيم جديدة في هذا المجال هو نتيجة التطور التقني الذي أسهم في توليد الآلاف من الكلمات. 
  لقد أدركت الدول المتقدمة أهمية المعلومات في تطوير بلدانها، فقامت بتنفيذ مشاريع كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات للاستثمار في التعليم، من خلال المبدأ المطبق "التدريب من أجل الحياة" هذا المبدأ حددته اللجنة الدولية المعنية بالتربية في القرن الحادي والعشرين. فهو يتناول علاقة الإنسان مع نفسه ومحيطه وذلك على النحو التالي: الإنسان يتكون، كيف يتم تكوينه، كيف هو، كيف يعيش مع الآخرين، كيف سيتم ذلك. مثل هذا المشروع يتطلب التدريب المستمر للمعلمين.

  المعلم وتكنولوجيا المعلومات:
  في عصر التكنولوجيا الحديثة المعلم هو المساعد التربوي الذي يعد النشاط العلمي والفني والاجتماعي، والذي يثبت قدرته على التكيف مع بيئة المتعلم، ويكون على اتصال مستمر مع الحداثة في مجال تعليم وتعلم اللغات، وعلى دراية بالابتكارات الجديدة في مجاله وعلى طرق تنفيذها. فالواقع أن المعلم الذي كان يوفر جهداً ضخماً لربط حياة طلابه خارج بيئتهم باحتياجاتهم في المجال العلمي والثقافي، فاليوم وبواسطة الحاسوب والإنترنت يمكن للمعلم أن يهيئ مناخاً ملائماً لمواصلة تطوير الخبرات، ويكون على اتصال دائم مع الطلاب لرصد عملية للتدريب الذاتي من خلال نشاطات هادفة يشترك فيها المتعلمين بفعالية. كيف يتم كل ذلك؟ 
  الجواب باستخدام نماذج الكترونية معدة لهذا الغرض، وهي من ضمن برنامج التعليم الالكتروني المحفزة للمتعلمين، كهذا النموذج على سبيل المثال :
Logiciel Tap’Touch A
       يعد النموذج السابق من ضمن برامج التعليم الالكتروني التي تستخدم نظام المحاكاة في التعلم الذاتي، كالنطق السليم للغة، والإملاء، والتعبير، وبعض التمارين الرياضية، والتدريب على الطباعة دون النظر إلى لوحة المفاتيح بجهاز الحاسوب، كما يوجد به نظام تقويم، وتقييم ذاتي، يحفز المتعلم على كسب الرهان مع المحاكي الاليكتروني.

       النتائج المتوقعة من تطبيق الخطة:
  • يُحسن من قدرة المتعلم في التحدث باللغة العربية.
  • يمنح المتعلم الاستقلالية، ويُقلل من اعتماده على الغير.
  • يُقوي من شخصية المتعلم، فيتمكن من التعامل مع المواقف الصعبة عند التعرض لها.
  • يمنح المتعلم الشجاعة الأدبية عندما يُوضع في موقف عام يتطلب الكلام.
  • يمنح المتعلم القدرة على الحوار والإقناع بالحجة.
  • يُعطي المتعلم القدرة على النقاش الموضوعي والاستماع للآخر.
  • يُهذب الأخلاق، ويُحسن أسلوب المتعلم عند طلب الحاجات.
  • يجعل من المتعلم عنصراً فعالاً ونشطاً في محيطه ومجتمعه.
  • يُقلل من ظاهرة العنف داخل المدارس وخارجها، لأنه يُعود المتعلم على ثقافة قبول الآخر.
  • يُنمى قدرة المتعلم على تحمل النقد والتعامل معه بموضوعية، وبالتالي توظيفه لصالحه.
  • يحسن سلوك المتعلمين، ويقلل من مظاهر الشغب في المدارس.
  • سوف ينعكس إيجاباً على نسبة التحصيل في المواد الأخرى، حيث إن اللغة مفتاح العلوم.
  • في المدى البعيد يمكن أن يسهم في تهذيب أخلاق المجتمع بشكل عام. 
         عيوب الخطة:
·       يُمكن أن تواجه معارضة في بداية تنفيذها بحجة عدم توفر الإمكانيات.
·       تحتاج إلى اختبار قدرة المعلمين على تنفيذها.
·       تحتاج إلى أدوات تنفيذ لا تقبل التقصير في أي منها.
·       أي خلل في تنفيذها يقلل من نتائجها.
·       لا تُعطي نتائجها إلا في المدى الطويل.

         المصادر:
1.    المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ (أسباب ومسببات تدنى مستوى تعليم اللغة العربية في الوطن العربي)؛ إصدارات 2010.
2.    المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ (استخدام التقنيات الحديثة في تطوير اللغة العربية)؛ إصدارات 2010.
3.    المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ (منهاج اللغة العربية للصفوف من (1 ـ 9) من مرحلة التعليم الأساسي)؛ إصدارات 2010.
4.    سمر الفيصل، محمد جمل، مهارات الاتصال في اللغة العربية، الطبعة الأولى، دار الكتاب الجامعي الإمارات، 2004.
5.    فرج دردور، رسالة دكتوراه في علـوم اللغــة، مناهج وطرق التدريس، (تقنيـات التعليــم)، مـن جامعة نانسي فرنسا 2008.
6.    فرج دردور، دراسة بحثية ميدانية، مسجلة من داخل الفصول الدراسية 2005.
7.    فريق البحث العلمي في مجال علوم اللغة والتربية، بمركز الدراسات اللغوية والتربوية بجامعة نانسي بفرنسا.
8.    محمد الحموز، تصميم التدريس، الطبعة الأولى، دار وائل عمان الأردن، 2004.

المصادر الأجنبية:

v WIDDOWSON H. G., (1996), Une approche communicative de l’enseignement des langues étrangères, Paris, Hatier. p. 69-88.
v BELLENGER L., (1992), L’expression orale une approche nouvelle de la parole expressive, « connaissance du problème », Paris, ESF-Entreprise moderne d'édition d’édition. p. 7-28.
v CANUT E., (2006), Apprentissage du langage oral et accès à l’écrit, « Travailler avec un chercheur dans l’école », Amiens: CRDP de l’académie d’Amiens. p. 38-48
v DEMAIZIÈRE F., NARCY-COMBES J.-P., (2007), Méthodologie de recherche en didactique des langues. Du positionnement épistémologique aux données de terrain in Les Cahiers de l’ACEDLE, Numéro 4, (1-20). En ligne : http://acedle.u-strasbg.fr. Consulté le 05 août 2008.
v Configuration spatiale de la classe, source : J-D. HADDAD (1997 :34).
v DUDA R., (2000), Discours et apprentissage des langues : contributions analytiques et méthodologiques, document de synthèse présente en vue l’obtention de l’habilitation à diriger des recherches, C.R.A.P.E.L., Université Nancy 2. p. 18-19.
v DUDA R., (2006), TIC et autonomie dans l’apprentissage des langues, Mélanges pédagogiques, C. R. A. P. E. L., Université Nancy 2. p. 67-71.