vendredi 10 août 2018

العلم ضابطنا والجهل عدونا والفهم مخرجنا والاحترام يجب أن ينظم اختلافنا،،،،بقلم/ د. فرج دردور

العلم ضابطنا والجهل عدونا والفهم مخرجنا والاحترام يجب أن ينظم اختلافنا!

بقلم/ د. فرج دردور
 
العالم المتقدم غير من نمط تفكيره متماهياً مع قدرة هذا الجيل على استخدام التقنية الحديث بشكل ملفت للنظر ومثير للاهتمام، فطفل اليوم يستعمل تطبيقات الهاتف بسرعة بالغة، مولجاً بعقله في كل تفاصيلها، حتى أن بعض الآباء الليبيين لم يستوعبوا هذه القدرة الفائقة لأبنائهم الصغار، فتجدهم يتحدثون عن هذا الذكاء ولا يجدون له تفسيراً إلا (اشطانة)، وفي الحقيقة هي مكامن بشرية استحضرتها التقنية الحديثة، عندما عجز الإنسان التقليدي عن اكتشافها.

من هنا يجب أن تبدأ وزارة التعليم عملها، بتغيير التفكير النمطي، فالخطوة الأولى مراجعة التفكير، والثانية، قراءة حاجات التلميذ والطالب، قراءة عصرية تستوعب الزمن الذي يعيشونه!

وعليه فإن التعليم الذي يجب أن يستجلب قدرات النشء ويتعامل معها ويطورها، لا يمكن أن يحمل الطالب المسؤولية عن فشله في استيعاب فكر اجداده الذي لم يعد قائماً، هذا الجيل الذي ألغى أميته بنفسه عندما استعمل التقنية بجدارة. حيث قامت الأمم المتحدة بتحديث تعريف الأمية عندما صارت تعرفها بأنها: "عدم قدرة الانسان على استخدام التقنية"، وبهذا التعريف الجديد للأمية نستطيع أن نكتشف اعداداً لا بأس بها من الليبيين يحتاجون لمحو أمية، على الرغم من أنهم على درجة من العلم والثقافة.

 وإذا كان الأمر كذلك، فيكون من العبث وضياع الوقت أن نطلب من الطالب ترك الفيس بوك وغيرها من التقنيات إلا في حدود مراقبة استعماله ومساعدته على تنظيم وقته، وهو لن يترك استخدام تقنية الهاتف مثلاً، حتى ولو حاولنا سنين نحثه على تركها لصالح التعليم الذي محله المدارس، ومن منكم لا يهتم بشراء أفضل الهواتف لأبنائه!!

فالنظر لهذا العصر بمنظار العصور السابقة ووضع اللوم على الطالب، طريقة تفكير فات زمنها، ولهذا فإن أغلب الدول استدركت هذا التطور الهائل، ولحقت بها بعض من دول العالم الثالث، عندما كيفت تعليمها مع هذا العصر ونجحت. حيث أن البيت هو مكان للراحة واللعب، والمؤسسة التعليمية تقوم بدور المربي والمدرب، وذلك بهدف تعريف الانسان بنفسه، وكيف يتعامل مع الآخرين، وكيف يتميز في مهنة تنتظره. هذه كلها يتم اختبارها وتعديل مفرداتها من حين لأخر، بما يعرف علمياً (بالتغذية الراجعة).... فالتربية والتدريب في هذا القرن مؤسساتية وليست أسرية، وهذا لا يلغي ذاك، مع أن العالم يتطور ويتحول!!!

وعليه إذا بقينا نفكر بنفس الطريقة ـ مع احترامي لكم ـ سوف ينطبق علينا تعريف أينشتاين للغباء عندما عرفه بأنه: (تكرار نفس الشيء مرتين وبنفس الأدوات وانتظار نتائج مختلفة).

ومن المستغرب في بلدي أن تترك معالجة القضايا والتطوير للاجتهادات الشخصية (والتخريص والشعوذة) في زمن لم يترك فيه العلم شاردة ولا واردة إلا وأشبعها بحثاً، ولم يستخدم الانسان المحترم في التجارب إلا في حدود ضيقة، لا بل كانت الفئران هي حقل التجارب....... إلخ.

في ليبيا تكرر ركد الناس خلف لوحات إعلانية ينشرها من الحين لأخر، جهابذة التزوير على قارعة الطريق، فتبدو للناظرين البسطاء جميلة، ولكنها تريهم سراباً ولا تسقيهم ماء.

وفي الختام أقول مهما حاولتم التقدم واعادة محاولة التقدم بعد الفشل، لن يصلح حالكم، وبعضكم يعتقد بأن العلم الذي لا يعرف الهوية يمكن تطويعه ليكون مفصلاً على الليبيين، وهم ليس جزءاً من مكوناته الأساسية إلا ما رحم ربي، بل أن كثيراً من الليبيين ـ وللأسف ـ يحاربون العلم ويتفهون التخصص، ويعوضونه (بالتخريص والشعودة) مع احترامي للجميع ولا أعمم. فدعكم من عبارة (هذا ما يمشيش معانا)...

لك الله يا ليبيا،،،