vendredi 1 août 2014

إذا انتشرت الفوضى في بلاد، فأعلم أنها بدأت من جامعاتها... بقلم/ د. فرج دردور

إذا انتشرت الفوضى في بلاد، فأعلم أنها بدأت من جامعاتها...
بقلم/ د. فرج دردور
"هذا على الأقل ما يحدث في ليبيا"
لقد تم تمكين بعض (الأساتذة) بالجامعات الليبية في السنوات الأخيرة، الذين هم في الغالب ممن لا يحملون من العلم إلا بعض عناوينه، فبقت تصرفاتهم دون تأثر بعلم سجلوه في افادات تخرجهم. حيث بقوا على حالهم دون تحسن في سلوكهم، وخصوصاً أولئك الذين أشرفت على تعليمهم بعض الجامعات العربية، المسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان المسلمين بمصر والسودان ـ مع احترامي الشديد لبعضهم ـ حتى لا أعمم . هذه الجماعة ركزت على منحهم الشهادات العليا دون الاهتمام بجوهر اعدادهم، وذلك ليعودوا كأعضاء للجماعة في بلدانهم........وما يؤكد ذلك، هو أن كثيراً منهم، كان يمكث أيام دراسته بليبيا الوقت الطويل، يعمل في مجالات ليس لها علاقة بتلقي العلم، ويذهب من حين لأخر لتلك الجامعات البائسة كي يسجل حضوره، ويعود في نهاية الأمر بشهادة دكتوراه.....!!

  وقد اكتشفنا هذا مؤخراً، عندما سيطرت جماعة الإخوان على مفاصل مهمة في بعض الجامعات، عن طريق عناصرها الفاشلة التي زرعتها سابقاً لهذا الغرض.....ونحن في صدام مستمر معهم، لأنهم لا يتصرفون ـ للأسف الشديد ـ  بعقلية الأستاذ الأكاديمي، ولا يحملون فكراً يرقى إلى مستوى مهنتهم، أو تكون لديهم قدرات تذكر، يمكن أن تمثل نتاج جامعات يعتمد عليها المجتمع، للمساعدة في تحقيق تنمية شاملة تواكب الحداثة والتقدم، وتلبي طموحات الليبيين. هؤلاء العاهات أثروا سلباً في التقاليد والأعراف الأكاديمية، وجروها إلى مستوى أدنى من المستوى الطبيعي التي كانت عليه الجامعات على تواضعه.

   حيث يعملون على عرقلة أي محاولة تطوير يقوم بها غيرهم، تتجاوز مستوى تفكيرهم، لا بل يحاربون ويكيدون كل من يعمل خارج نطاق قدراتهم العلمية المتواضعة، حتى يحتفضوا بالصدارة، طبعاً ليس بتفوقهم ولكن بعرقلة تفوق غيرهم بوسائل (الكولسة) التي ينسجونها مع رفاقهم في السوء في كل الأقسام......!!

   ولا ننكر بأن لهم القدرة على نسج العلاقات العامة، والإتصال بالمسؤولين حتى في بيوتهم، مستفيدين من علاقات الرؤوس الكبيرة لجماعة الإخوان، فقط ليكيدوا لكل من هو قادر على كشف حقيقتهم، وخصوصاً الذين درسوا في جامعات غربية. فهؤلاء تهمتهم دائماً جاهزة.

   وعليه، فقد شاب أغلب التكليفات بالمناصب في الجامعات الليبية، التزوير المهني على أساس الولاء بدل الكفاءة، ولهذا يصعد أصحاب المصالح الخاصة الذين لا يهمهم نجاح تواصل الجامعة مع محيطها المجتمعي، بقدر ما تهمهم تصفية حساباتهم الخاصة، ليتخلصوا من "المنافسين المحتملين لهم على الصعيد العلمي والإداري".

  هؤلاء (الأساتذة)، لوحظ بأنهم الأكثر غروراً وتكبراً في مجتمعهم وتسلطاً على طلابهم، والأقل انتاجاً، والأكثر انتقاداً للمخالفات القانونية التي هي في الحقيقة أوجدتهم وعنونت تصرفاتهم، والعجب أنهم يدعون حرصاً على ثورة 17 فبراير أكثر من غيرهم، رغم أنها ـ من حيث المبدأ ـ لا تمثلهم... وعليه يمكن التذكير ببيت الشعر الذي يصف حالهم، وهو قول الإمام على رضي الله عنه:
ملء السنابل في خشوع تنحن.......والفارغات رؤوسهن شوامخ

   هذا الوضع المزري الذي يصعب تحديده، يجب الانتباه إليه عند أي محاولة إصلاح في المستقبل، ليكون السؤال البديهي الموجه للمسؤول في المرحلة القادمة هو: ما سبب وجودك في هذا المكان؟؟؟ الإجابة قطعاً، لن تكون لأنني أفضلهم، فزت بمسابقة علمية، حددت اختياري من بين آخرين في مجالي.........!!!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire