لم نعد نحتفي بفصل الربيع، لأن مساحاته صارت محاور قتال
۩۩۩ افتقدنا غلة الصيف، لأن فلاحيها مهجرين ۩۩۩ لا ننام في ظل الخريف الميت، مخافة
رصاصة طائشة ۩۩۩ لا نفرح بساعة نزول مطر الشتاء، لأننا داخل بيوتنا ۩۩۩ سيارتنا
الفارهة استبدلناها بخردة، كي ننجوا بأجسادنا ۩۩۩ كتاباتنا صارت بقلم الرصاص، حتى
نمحي بسرعة مالا يعجب الآخرين ۩۩۩ ألقابنا صارت مستعارة، مخافة سؤال المقنعين في
بوابات الرعب الجهوية ۩۩۩ أطفالنا صاروا يفرقون بين أصوات القذائف، لأنهم خبروها
۩۩۩ أولادنا يمتشقون السلاح بغير مناسبة، لأن حمله صار رديف الرجولة ۩۩۩ أموالنا
ندخرها لفدية، قد يفرضها اختطافنا ۩۩۩ السياسة المسلحة، هي منهج ديمقراطيتنا ۩۩۩
الولاء للخارج، هو سيمتنا ۩۩۩ فقدان الأمل في المستقبل بدل الخوف منه، طغى على
تفكيرنا ۩۩۩ تلفزيوناتنا تعرض وجوهاً، لم نكن نألفها ۩۩۩ تمنحهم كل الألقاب،
العلمية، والفنية، والتحليلية، والتفكيرية، والإبداعية، رغم لغتهم الخشبية ۩۩۩
الإقصاء منهجهم، والتحريض على القتل تعبئتهم ۩۩۩ ونعت الناس بالباطل، ديدنهم ۩۩۩
وتلميع المعتم المطفي، مهنتهم ۩۩۩ وجر الناس كالقطعان خلف قناعاتهم، دائماً هدفهم
۩۩۩.
بلادي اختفى فيها مصطلح المجرم، لأنه اختلط بالثائر ۩۩۩
لم يعد للمشعود وجود، لأنه صار قائداً ميدانياً ۩۩۩ فدينارات العجائز، لم تعد تلبي
متطلبات مهنته ۩۩۩ حتى السجون صارت خاصة، تسمى بأسماء ملاكها ۩۩۩ يسترزقون من كثرة
نزلائها ۩۩۩ يخدمونهم بأبشع أنواع التعذيب، لإرضاء زبائنهم ۩۩۩ التعليقة من اليدين
مع ربط ثقلين في الرجلين والضرب بماسورة، فن من فنونهم ۩۩۩ الحاقد ما عليه إلا
الدفع حتى يستلم إذن زيارة مفتوح، لتعذيب ضحيته وقتما يشاء ۩۩۩ سجين الأمس خرج
بشحمه ولحمه منتقماً ۩۩۩ فصار مدير لسجن يخرج ضحاياه إلى القبور ۩۩۩ بل يدعم اذرع
تفجيرية وقاطعي رؤوس ۩۩۩ قدرنا العيش تحت وطأة الثورة والثوريجية والثوريون
والثوار ۩۩۩ ثورة سبتمبر ۩ ثورة فبراير ۩ الثورة المضادة ۩۩۩ الثورة صارت عقيدة
والحفاظ عليها، يعني سفك الدماء ۩۩۩ غرف أمنية وتنسيقيات ولجان عليا، والشعب حيران
۩۩۩ هل نحن فعلاً شعب ثائر، أم مجيد للمصطلحات ۩۩۩ بلادي كل شيء صار يخضع للامنطق
تداخلت الفصول الأربعة، لدرجة أننا اهملنا حسابها.
*بِلاَدِي وإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ ۩۩۩۩۩
وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ*
فرج دردور
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire