samedi 3 mai 2014

الحرب ضد القذافي، انتصاراً تكتيكياً وفشلاً إستراتيجياً ترجمة/ د. فرج دردور

نشرت صحيفة ليفيقاروه الفرنسية تقرير بعنوان:
الحرب ضد القذافي، انتصاراً تكتيكياً وفشلاً إستراتيجياً
ترجمة/ د. فرج دردور
دعوات غربية للقضاء على المليشيات في ليبيا مثلما حصل في مالي.....
   العمليات العسكرية للتحالف في ليبيا في عام 2011 ، كانت ناجحة، ولكنها وضعت البلاد في نفق مظلم، والصراع لا يزال مستمراً. فالحرب الجوية الفرنسية البريطانية على ليبيا، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية حققت أهدافها في غضون أشهر قليلة، دون وقوع إصابات في صفوفها، وبأضرار قليلة على الأرض. ولكنها بعد سنتين ونصف، البلاد تعيش في حالة فوضى عارمة، وهو ما يضع نجاح قوات التحالف على الأرض في ذلك الوقت منقوصاً، وهذا يتسق مع النظرية العسكرية التي تقول: "ما تقوم به أثناء الحرب سوف يثقل ما بعدها".
   يضيف التقرير: أن الدرس الذي تعلمناه من أفغانستان، هو أن قوات التحالف حاضرة تقود السياسيين. أما في ليبيا فإن قوات الناتو التزمت بالدعم الجوي، دون نزول جيش يضمن الاستقرار على الأرض. هذا الوضع رفضته القوة السياسية والمحاربين الليبيين. الأمر الذي جعل ليبيا تعاني من مأزق نتيجة غياب قوات دولية تؤمن ترسانة القذافي التي نهبت من قبل الجماعات الإسلامية، هذه الأسلحة صارت تهدد دول الساحل بأكملها. وقد خلق انهيار الدولة الليبية فراغاً مؤسسياً يشبه لذي حصل في العراق، فعزز من سيطرة الجماعات الإسلامية وخصوصاً في جنوب البلاد، بعد أن توحدت هذه الجماعات مع جماعات أخرى قادمة من شمال مالي.
حلقة مفرغة
   يقول الجنرال/ (فنسنت ديسبوغت): "الانتصار في الحرب بليبيا حققناه تكتيكياً وخسرناه إستراتيجياً، فإذا كنا قد حققنا الهدف العسكري، فإن السلام الذي توخيناه وهو تتويجاً للحرب ما يزال مفقوداً".
   أما الكلونيل/ (ميشيل جويا) فيقول: "بعد انتهاء الحرب الباردة قامت قوات الناتو بتخفيض القوة العسكرية والتمويل المالي، مما أدى إلى انخفاض عمليات حلف الناتو وتغير الثقافة العسكرية نتيجة فقدان كفاءاتها".وهذا انعكس على الأدوات التي وضعها المجتمع الدولي بعد انتهاء الحرب، لتحقيق السلام في ليبيا، حيث كانت غير كافية، تقتصر على بعثات أوروبية للمساعد في تأمين الحدود.
   ويقول: (فنيست ديسبوغت): "المثال الليبي يوضح حجم صعوباتنا الحالية، وهي افتقادنا للعمق الإستراتيجي الذي كان سببه خفض التمويل العسكري. فعلى الرغم من أن فرنسا تحقق بعض النجاحات في دول شمال أفريقيا. فإن التدخل العسكري الأوروبي في ليبيا عمل على سقوط نظام القذافي، ولكنه سمح بنشاط الجماعات الجهادية". وعلى الرغم من أن العمليات العسكرية في مالي كسرت شوكة المجموعات الإرهابية التي نهبت سلاح القذافي واستخدمته في مالي، إلا أن ما تبقى من هذه المجموعات هرب إلى الشمال، وصارت تتكاثر في ليبيا.
   وأخيراً كتب (انتوميون تسرون) مذكرة وجهها لمعهد (توماس مور) يقول فيها:  "يجب التعاون مع شركاؤنا في المجتمع الدولي للقضاء على المجموعات الجهادية في ليبيا مثلما تم القضاء عليها في مالي".
   وفي مكان آخر، يقول (فيليب ما غيني) عضو بمجلس الشيوخ الفرنسي على صفحته في توتر: ( تدفق المهاجرين على لمبيدوزا، يجعلني نأسف على غياب نظام القذافي...!).
   هذا وقد تناولت العديد من الصحف الأجنبية الشأن الليبي اعتماداً على تقارير موضوعية، تدل على أن الغرب يتابع كل ما يحدث في ليبيا بكل اهتمام. هذه التقارير ـ في الغالب ـ تعكس قلق المجتمع الدولي من الانفلات الأمني الخطير الذي قد يجعل البلاد تنهار بشكل كامل. وهنا فإن دول العالم لن تسمح بامتداد أثار هذا الانهيار نحو بلدانها عبر حدودها الجنوبية، ولهذا هناك أصوات بدأت ترتفع في أوروبا، القارة الأكثر تضرراً من عدم الاستقرار في ليبيا، هذه الأصوات بعضها يتحسر على سقوط نظام القذافي، والبعض الآخر يدعو بضرورة مساعدة ليبيا للخروج من أزمتها، وهذا يستلزم استخدام كل الوسائل الممكنة بما فيها التدخل العسكري. الذي لو سمح به الليبيون تحث أي ظرف سوف لن يكون زمنه قصيراً وأثره على الشعب والبلاد قليلاً.
حفظ الله ليبيا من عبث الذين لا يقدرون عواقب تصرفاتهم الرعناء.
المصدر/ صحيفة ليفيقاروه الفرنسية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire