mercredi 24 juillet 2013

قالوا خرجنا لله فأكلوا ناقة الله وسقياها..!! بقلم/ د. فرج دردور

قالوا خرجنا لله فأكلوا ناقة الله وسقياها..!!
بقلم/ د. فرج دردور
  لماذا ثوار تونس وهم من بدؤوا ثورات الربيع العربي لم يصبهم الجشع مثل (ثوار) ليبيا؟، ولماذا الانضمام إلى الثوار صار دليله (ارتداء لحية)، وبنطلون صاعقة!!!!
  لقد مرت أكثر من سنتين على ثورة 17 فبراير وما زالت ليبيا (بفضل ثوارها)، تعيش عصرها الخاص بها، فمنهم من لا يريد الخروج من نشوة الانتصار على النظام السابق، حتى تبقى بطولاته مثار حديث مستمر!!، فلا صوت يعلو غير صوت الثورة، وعلى الشعب أن يهلل ويطبل باسم الأبطال الذين (حرروه). نعم فهم يستحقون ويستحقون.......،!!!!!،.
  لا نريد شيئاً غير ذكر اسمائهم وأسماء كتائبهم، فهم أولى من أي تقدم أو حتى حضارة!!، علينا أن نبقى ماحيينا نمجدهم ونثني على دور كتائبهم. فهم من (حررونا)، على قول القائل: (من علمني حرفاً صرت له عبداً)، فإذا كان الأمر كذلك، فمن باب أولى أن نصير عبيداً لمن (حررونا)!!!!!!!
  لا نريد لا أكل ولا شرب ولا علم، فقط ننظر إليهم وننتظر بماذا يأمرون!!، يكفينا الحصول على الكهرباء لساعات وتكفينا تونس ومصر للعلاج ويكفينا الأمن عندما نكون في بيوتنا، ولا تهمنا أكوام القمامة التي في طريقنا، لا نريد حدائق ومنتزهات جميلة لعائلاتنا. كل ما نريده هو وقفة تأمل في كتيبة فلان، وكيف خاضت معركة ضروس بقيادة قائدها الميداني (ابوشلكة). يكفينا ارتياد سوق ال 23 و14 ونصف والشلكة و 106 والقاذف. فالاحتفاظ بهذه المعدات أمر ضروري لردع المحتجين أمام دروعهم. ألم يقتل أحد قادتهم (الاشاوس) أكثر من أربعين شاباً، ثم حل ضيفاً عزيزاً في عاصمتنا.
  علينا أن نفكر بدمجهم وكأنهم لم يكونوا موجودين قبل 17 فبراير، فهم ليسو مثل ثوار تونس ومصر الذين لا يحتاجون لدمج على اعتبار أنهم جزء من الشعب قبل الثورة وبعدها. كيف لقادة ثوارنا أن يعملوا تحت إمرة ضباط الجيش والشرطة السابقين. هذا لا يليق بقادة ثوارنا، لابد أن نُفَصل لهم وظائف جديدة على مقاسهم لا تراعي كفاءاتهم، وبمرتبات مفتوحة (بوفي مفتوح)، والسبب أنهم مازالوا ثواراً، ونحن في ثورة شهد لها العالم.
  فأفسحوا الطريق للثوار لماذا همشتموهم؟ لقد علمتهم حنكة السلاح ما لم تعلمه الكتب ولا حتى أعرق جامعات العالم!!، من هو الذي يستطيع أن يقدم مثلما قدموا؟، لقد ضحوا بأرواحهم شهداء في سبيلنا وهم احياء يرزقون بيننا يتجولون بمدافعهم في الشوارع، يعتصمون فيقفلون المؤسسات لابتزاز الدولة، ويمشطون فيتحصلون على ما يسد رمقهم. أليس من حق الثوار المهمشين أن يعطلوا المصافي ويغلقوا مواني تصدير النفط!!، فلما لا نطبق عليهم مقولة (شركاء لا أجراء)، ونتقاسم أنتاج النفط معهم!!!، ألا ينبع النفط من تحت أقدامهم!!! ثم كيف تحملونهم مسؤولية انقطاع الكهرباء وتقولون بأن مطالبهم مشروعة، ادفعوا لهم المال وأنتهى. أليس أنتم من عودهم في كل مرة بدفع صك حتى يفضوا اعتصاماتهم!!!!!.
  لقد كان القذافي يمجد (ثورته) ليل نهار، ويصفها بأنها ثورة أممية لا تخص الليبيين وحدهم، وأنه وضع روحه على كفه حتى حققها على رأس سيفه، فهي ثورة حسب زعمه، لم تقم مثلها ثورة ولن تقوم بعدها ثورة. فإذا كانت ثورة القذافي أممية وتم إسقاطها، فهذا يعني أن ثورة 17 فبراير لا تكون إلا ثورة (كونية)، لأن من حملوا أرواحهم على أكفهم ليسوا شخصاً واحداً، وإنما أكثر من مائتي ألف ثائر، وفق احصائيات مكافأتهم. ولهذا علينا أن نطلب من الأمريكان أن يمشطوا أمامهم الكواكب ثم ينقلوهم إليها، ليتجولوا بكتائبهم هناك حتى يخرج الماء من تحت إطارات عرباتهم، فيبعثوا فيها الحياة، أليست ثورة كونية.....!!!
ادارُ دارَ الهَمِّ وَالمَعاصي ****** هَل فيكِ لي بابٌ إِلى الخَلاصِ
  هذا مع احترامي الشديد للثوار الحقيقين (غير المتغطرسين) والذين لا تشوبهم شائبة فساد أو انتهاك لحقوق الإنسان.

  للتواصل:

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire