dimanche 18 février 2018

ليبيا: لن نقبل بالفكر العقيم الذي يعكسه السلوك السقيم،،، بقلم/ د. فرج دردور

ليبيا: لن نقبل بالفكر العقيم الذي يعكسه السلوك السقيم،،،

بقلم/ د. فرج دردور

كثر الجدل عن الاحتفال بمناسبة ثورة فبراير بين رافض وفرح. فعن نفسي، فإن ثقافتي علمتني ألا أحجر عن الناس أراءهم واختلافهم الذي هو تنوع مطلوب، لا بل من حقهم أن يفرحوا ويحتفلوا حتى يقللوا من حالة القلق والضيق بسبب حجم المعاناة التي يعيشها المواطن، ولا ننسى دور هذه المناسبات الاحتفالية في تعديل سلوك الأطفال بعد أن تشربوا سلوك العنف الذي ظهر واضحاً في محاكاتهم للواقع، حيث أن مثل هذه المناسبات تغرس فيهم روح المواطنة في الوقت العمري المناسب.

ولكن تمنيت أن هذا العام كان مناسبة احتفالية بتنفيذ خطة التنمية الخمسية الماضية، وعرض خطة خمسية قادمة، فهذا ما نحتاجه فعلاً في ليبيا اليوم، إذا كنّا نعي بأن الثورات لا تجتر الماضي بقدر ما تغير تفكير الإنسان ليخوض غمار المستقبل.... وهذا كان بالإمكان تحقيقه لو تركوا الخيار الديمقراطي يسير في سبيله دون عقبات قام بها بعض من المؤتمر الوطني، وذراعهم العسكري فجر ليبيا، وبعض من البرلمان وذراعهم العسكري الكرامة، والذين اجتمعوا على قاسم مشترك بينهم وهو القفز على السلطة والاستحواذ على المال العام. مع احترامي للبعض الذين يؤيدونهم على غير هذا القصد.

إذاً فإن التخلص من هذه التيارات المعيقة للتقدم والمناهضة للحضارة، هو ما تحتاجه ليبيا حتى تنطلق بسلام في ركب الحضارة الذي ينظم علاقات العالم على أساس المصلحة المشتركة، وليس على أساس التكاثف حول تيارات تحكمها أفكار جاهلية، ورموز بعضهم تعلق ماضيهم بمشاهدة أفلام الولاة وخادميهم، وبعضهم الأخر تعلق بمشاهدة الأشرطة الوثائقية (ابيض واسود) التي تظهر (هتلر وموسيليني وستالين) في هيئة البطل الذي يعصر الجماهير بين مسافة التلويح بذراعيه، وهو يقنعهم بأن الحروب وما تنتجه من قتل ودمار، هي الغذاء الروحي الذي يبرر تجويعهم، وفي داخله يحصد الهزيمة التي لا تظهر عليه إلا بعد حرق الزرع والنسل، ولعل نهاية علي عبد الله صالح وقبله القذافي، هي محاكاة لمشهد نهاية موسيليني!

فالقرن 21 زمن الشباب بهوية جديدة تجمعها المصلحة المشتركة التي تتجاوز الحدود الدولية ولا تعترف بالحدود الجهوية، التي يحاول ترسيخها كهول ليبيا فكرياً.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire