dimanche 18 juin 2017

إلى بعض السادة الأفاضل حملة المؤهلات العليا والدقيقة د.فرج دردور


الشهادة العليا والدقيقة رخصة للبحث وليست رخصة للنقل، فإن قرأت كتاباً وذيلته برأيك فهذا هو واجبك، ولعله الفرق بين المثقف الذي ـ في الغالب ـ يسلم بجهد الأخرين ويضيفه إلى رصيده الثقافي، وبين العالم المتخصص الذي ينتقد جهد الأخرين ويضيف عليه من عنده.
وهذه قصة واقعية معبرة: أتذكر يوم تكريمنا من قبل الدولة الفرنسية على حصول دفعتنا لمؤهل الدكتوراه، وقد اعدوا للمناسبة اعداداً جيداً، وكانت المفاجأة بالنسبة لنا كمكرمين عندما اعتلى المنصة علماء أخرين جمعوهم من كل بقاع العالم وألبسوهم لباساً خاصاً، وعرفوا بهم من خلال كتيب كل وفق الاختراع والجهد المتميز الذي قام به، ونحن حجزوا لنا المقاعد الأمامية في (الأوبرا) وخلفنا الجمهور.
وبدأ الحفل بتكريم هؤلاء العلماء وتم منحهم دكتوراه شرف إضافية ونحن مع المتفرجين. وجاءت كلمة مندوب الرئيس الفرنسي لتضع النقاط على الحروف، عندما قال: " يا سادة الذين نحتفل بتخرجكم اليوم، أتعلمون لماذا كرمنا هؤلاء العلماء في مناسبة تخصكم أنتم؟ لأننا اليوم نعطيكم مفتاح البحث العلمي بحصولكم على شهادة الدكتوراه، ونتطلع إلى يوم تكريمكم وأنتم تعتلون هذه المنصة الشرفية، مثل هؤلاء الذين كرمناهم في مناسبتكم، والعالم يزخر مستقبلاً بإنتاجكم العلمي الذي قدمتموه للبشرية، وفي ذلك الوقت تكونوا ورثتهم.
عليه أقول إن الانتاج العلمي في القرن 21 يعتمد نظام الجهد الجماعي عن طريق العمل في مجموعات بحثية، لأن الجهد الجماعي أدق وأكثر فائدة من الجهد الفردي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire