mercredi 7 juin 2017

تعليم يهدف إلى تطوير أدوات الحوار بقلم/ د. فرج دردور

تعليم يهدف إلى تطوير أدوات الحوار......!!
بقلم/ د. فرج دردور
منذ سنوات تُعد مناهج اللغات وطرائق تدريسها، محل نقاش بين الباحثين والمعلمين، والهدف هو تحديد الدور الذي ينبغي للمتعلم لعبه في عملية التعليم، وبالتالي إيجاد علاقة جديدة بين مكونات العملية التعليمية، محورها المتعلم.
وبالتركيز على الجانب اللغوي، نجد أن التفكير لا يزال يَتمحور حول فكرة أن المتعلم يظل قاصراً في الاعتماد عن نفسه عند تعلمه، وأن المناهج المعدة من قبل المختصين وأداء المعلمين، قادرةٌ على تحقيق نتائج أفضل في العملية التعليمية، ومن هنا كان ومازال الدور الأساسي للمعلم. فهو من يُعد الدروس ويُلقيها ويضع أسئلة الامتحان فيها. أما المتعلم فهو الحلقة الأضعف التي يجب تقويتها من خلال التلقي.
هذا التفكير مبعثه أيضاً اجتماعي ثقافي يعتمد فيه الأبناء على الآباء في تحقيق حاجاتهم اليومية؛ وهو ما يزيد من صعوبة حل المشكلة، ومن هنا يقع العبء الأكبر على السياسة التعليمية التي يجب أن تلعب دوراً أساسياً في البنية الثقافية من خلال إشراك كل مقومات الدولة لإحداث تَغَير جدري في مختلف أنماط المجتمع الحياتية، وتكوين استراتيجية تعليمية تعتمد على المتعلم عند تنفيذها. وبهذا لا يكون المعلم وحده من يُسير العملية التعليمية، بل يجب عليه لعب دور المنسق بين المكونات الأساسية في هذه العملية.
هذا النهج يستلزم إتباع طرائق ملائمة تأخذ في اعتبارها احتياجات المتعلم، ولمعرفة هذه الاحتياجات لابد من إعطاء الثقة الكافية للمتعلم، وذلك بإشراكه في إعداد المادة التي يريد تعلمها، وبالتالي إشراكه في تحمل المسؤولية التي تدعم استقلاليته. ونحن نقول إن في التعبير الشفهي والتفاعل اللغوي مجالاً ملائماً لتحقيق هذه الغايات.
تلبية متطلبات هذا النهج في التدريس تحتاج إلى تَنوع في التدريب، كي تُصبح العملية التعليمية نشطة وفعَّالة تدعم مبدأ الكفاءات الفردية، فيكون المتعلم في صلب العملية التعليمية، وله دور فعَّال ومستقل، ومسؤول عن التقدم الذي يحرزه. هذا الأسلوب يتطلب جملة تدابير وأنشطة، أهمها اعتماد إجراءات تربوية توجه المتعلمين نحو أداء المهام باستخدام أدوات تقنية، الهدف منها تطبيق مبدأ "التدريب من أجل الحياة"، هذا المبدأ الذي حددته اللجنة الدولية المعنية بالتربية في القرن الواحد والعشرين، يتناول علاقة الإنسان مع نفسه ومحيطه، وذلك على النحو التالي: "الإنسان يتكون، كيف يتم تكوينه، كيف هو، كيف يعيش مع الآخرين، كيف سيتم ذلك." ولإنجاح أي برنامج من هذا النوع لابد من إتباع سياسة تعليمية تأخذ في اعتبارها حاجات المتعلمين، وخبرة الموجهين، وملاحظات المعلمين، وتعاون الفنيين، وآراء الوالدين.

هذا الدور الجديد الذي يجب على المتعلم لعبه، وفق آراء الباحثين، يجعل من دور المعلم ثانوياً يقتصر على تنسيق حاجات المتعلمين ومساعدتهم على تحقيقها في إطار مشروع طويل الأمد يهدف إلى تحصيل المهارات الخمس في تعليم اللغة، التي بها تترسخ ثقافة الحوار.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire