jeudi 1 juin 2017

الإعلام الليبي سلطة رابعة أم بدعة تابعة، بقلم/ د. فرج دردور

الإعلام الليبي سلطة رابعة أم بدعة تابعة.........!!
بقلم/ د. فرج دردور
مع احترامي لكل أصدقائي الإعلاميين الذين لا أشك في وطنيتهم، رغم تحفظي على مهنية بعضهم، ورفضي لحماقة من تطفل على مهنتهم مشوهاً رسالتهم، وهم في الغالب من الذين تدفع بهم القنوات الداعمة منهجاً للعنف والرافضة للسلام والمضرة بأصول التربية، وليس لهم أي دور في التوجيه والتوعية، لابل عوضوا عنها بالشعبوية والتعبوية.
وعلى الرغم من إقراري بأن لكل قناة إعلامية توجهها الذي لا يخفى على أحد، فإن بعض الإعلاميين يبرزون ذاتهم من خلال هذا التوجه ويطرحونه على المشاهد بأنه الحقيقة بعينها، فيشرعون لهذا وينزعون الصبغة عن ذاك، وما نظرت في وجوههم إلا ولاحظت عليها قشعريرة الانحياز، وهم في ذلك درجات حتى أن بعضهم يصل إلى حد التطرف.
السلطة الرابعة وفق المفهوم العلمي، هي سلطة مستقلة، هذا الاستقلال إن لم تحققه القناة الإعلامية، فيمكن أن يبلغ الإعلامي المهني قدر منه، عندما يوازن بين ضميره وحاجته للعمل في هذه القناة، وتكون النتيجة أكثر اعتدالاً.
المؤسف أن كثيراً من البرامج التلفزيونية في بعض القنوات المتحررة من جغرافيا العنف، يصب نشاط الإعلامي فيها في خانة التوجه والجهوية المقيتة، فيدعم جسم تشريعي أو تنفيذي سواء باختيار الضيوف المنحازين أو بعدم العدالة في منح فرصة الحديث والمقاطعة للطرف الذي جلبه لإحداث الموازنة، حتى يرفع عن نفسه شبهة الانحياز لغير الوطن. هذا الأخير ينبغي على كل القنوات الفضائية أن تعمل من أجله عندما تمارس سلطتها الرابعة وهي تجلد الأجسام الأخرى بأقسى ألفاظ اللغة، وتضيق على نشاطاتهم المشبوهة، حينما تراقب ملبسهم ومأكلهم ومركبهم قبل أن ترد على تصريحاتهم، وألا تشركهم كضيوف في مهنة السلطة الرابعة، ليدافعوا عن فشلهم ويغطوا عن فسادهم من خلال هذه القنوات التي كان من المفروض أنها تتسلط عليهم.
اعتقادي أن بعض الإعلاميين لا يعرفون دورهم الحقيقي عندما يدورون في بوتقة السلطات الأخرى، فيتحولون إلى تابعين يسيرون في فلك النظام الحاكم.
صديقي الإعلامي لا ترسل رسائل سلبية للمستمع والمشاهد لأنك مراقب، فثلما أنت مهتماً بهندامك اعتقاداً منك أن الناس تركز على ملبوساتك، فإن المتخصص والمثقف يركز على أدائك وأسلوبك وإيماءتك وحركاتك، ويستخلص منها صفاتك الذاتية والمهنية، ويقيمك من خلالها وليس من خلال حلاقتك العصرية وملابسك غالية الثمن. حيث لا يستقيم المظهر العصري مع عقلية القرون الغابرة.
كل الشكر والتقدير لكل من يمثل السلطة الرابعة منهجاً ومسلكاً، والذي قد يعاني ويلات الفقر ولربما العوز نتيجة مواقفه هذه.

صورة جمعتني مع الأستاذ الفاضل الأديب/ محمد المغبوب، أمس بفندق ردسون بلو، في احتفالية اليوم الوطني لحرية الصحافة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire