dimanche 6 mai 2018

لست متحاملاً ولكنني مختلفٌ في دولة الفكر الأوحد بقلم/ د. فرج دردور

لست متحاملاً ولكنني مختلفٌ في دولة الفكر الأوحد............!!

بقلم/ د. فرج دردور

قد يكون دورنا مزعج للبعض، يصنفه في خانة الانتماء ومحاباة طرف على طرف آخر. هذا الاتهام لا يمكن فصله عن حالة قياس الذات وسحبها على كل الكائنات، وهذه قصة أخرى طويلة يصعب الخوض فيها هنا..

ومع هذا يجب القيام بدور ما، يعتقد أن فيه صلاح وتعديل لمفاهيم مقلوبة رسخها الإعلام التعبوي في عقول البسطاء، حتى يكون بعضهم آلات كاسرة في وجه ثقافة الاختلاف وحرية الرأي، وهم بذلك يزرعون بذور الرعب عن طريق ممارسة الإرهاب الفكري، كي تتحول عقول البشر إلى نسخة فكرية واحدة قابلة للسحب عبر أي آلة تصوير مادام القرص يحمل نفس المحتوى بفواصله وقواطعه..

وعليه فإن معركتنا اليوم يجب أن تكون ضد الجهل والتخلف والتخفيف من أثار بعض القنوات الإعلامية التعبوية على البسطاء، والتي بعضها صارت تعزف عبر شاشاتها، ومتابعيها يرقصون على نغماتها تاركين عقولهم في سلة العصور الغابرة التي زينوها لهم، حتى أن القبيلة صارت البديل عن الدولة، وأن حكمة شيخها أكثر مصداقية من نتائج المختبرات العلمية، وكثيراً ما تردنا على الخاص وعبر التعليقات عبارة: (الجامعات تمنح الشهادات ولكنها لا تمنح العقول)، كناية عن أهمية الحكمة التي لا زالت تصدر لنا مفهوم: (أنا وابن واخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب)، هذا الاعتقاد مرده (اللحمة الاجتماعية)، التي تستقي أهميتها من الأعراف والعادات والتقاليد غير القابلة للتطوير بسبب تعلقها بالماضي إلى أبعد مداه.

ومن هنا يأتي خلل تطبيق الديمقراطية في مجتمع يحمل فكرة (اللحمة الاجتماعية)، وهذه العبارة نقيضة للديمقراطية تماماً. حيث أن الديمقراطية قد تعني اختلاف الأخوة في البيت الواحد، فكل منهما يجذبه مشروع يراه الأسلم لقيادة البلاد، واللحمة الاجتماعية تتطلب تطابق فكر القبيلة ما بالك الأسرة، ومن يخرج عن أحادية هذا الفكر، فهو مارق يجب معاقبته وفق هذا الاعتقاد.

وليس غريباً أن تحقد القبيلة على العلم والعلماء وتصفهم بالجهل، لأنهم لا يعتنقون أعرافها، ومن هنا يحدث تزاوج بين الفاشلين وعناصر القبيلة الذين يقدمونهم في الصدارة، ويمنحونهم المناصب على طريق المحاصصة بالولاء وليس الكفاءة، وينتشر الفساد بين عناصر القبائل، ويدافع عن سرقاتهم البسطاء من القبائل أنفسها التي شبعتهم بالنعرة والحمية والتعصب!! وتكون النتيجة سحب البلاد إلى خانة الجهل والتخلف!!

الحـــــــــــــــل:

هو دولة ديمقراطية يتنافس فيها الليبيون عبر مشاريع حضارية ترسخ مبدأ المواطنة وتداول السلطة سلمياً، وجيش يحمي الحدود بعيداً عن المدن وشرطة تخصصية تطبق القانون داخلها.

والاستثمار في التعليم هو أفضل السبل لتحقيق الأمن الذاتي، الذي به تذوب الهوية الجهوية في الهوية الوطنية، عندما يؤمن كل فرد بأن دوره لا يكون مفيداً إلا من خلال جماعة. ولهذا السبب عدلت كثيراً من الدول مناهجها لتواكب القرن 21، والذي تحول فيه مفهوم التعليم إلى مفهوم تكويني يعتمد نظام ورش العمل، بدل المفهوم التلقيني الذي ما زال يسيطر على مناهجنا وأساليب تدريسنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire