dimanche 6 mai 2018

اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة فتحدثوا مع أطفالكم لطرد العنف من سلوكهم.. بقلم/ د. فرج دردور


اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة فتحدثوا مع أطفالكم لطرد العنف من سلوكهم..

بقلم/ د. فرج دردور
                           
النظرة الحديثة للغة تضعها في مجالها الطبيعي، وهو الاستعمال وأثره في التربية، فنحن نربي الطفل بكلمات، تحدد سلوكه فيما بعد، فما قدمناه له وخزنه في ذاكرته الدائمة، هو ما سيرجعه لنا عندما يتعرض لموقف معين، وبناء على هذه المفردات سيتصرف. وإذا كَبر أحدهم وصار يعمل في قناة إعلامية، ولم يتم تعديل سلوكه مهنياً بطريقة صحيحة، فسوف تؤثر لغته بشكل سلبي على المجتمع بأكمله، لأنه يخاطب جمهوراً كبيراً كل يوم عبر هذه التقنية المنتشرة في كل بيت.

وباختصار فإننا نفكر باللغة حيث لا نستعمل الصوت (الكلام) إلا إذا أردنا مخاطبة غيرنا، أما عندما نسير في الطريق ونحن لوحدنا في السيارة مثلاً، فإننا نتحدث مع أنفسنا بالفكر . ومن ذلك: إذا كنت تقصد مكان لشخص وصلتك معلومة بأنه أساء إليك، فإن مخزون اللغة هو من سيحدد ردة فعلك، حيث يكون تفكيرك منصباً حول كيفية الاعتداء عليه والتخطيط للإيقاع به ولربما ضربه، عندما يكون محصولك اللغوي عنيفاً، هذا المخزون هو الذي أسس لطريقة تفكيرك. أما إذا كان محصول لغتك متوازناً معدلاً بالثقافة، فسوف ينصب تفكيرك في اتجاه اللوم والعتاب. وهنا يلعب مخزون اللغة السابقة دوراً مهماً في تحديد نمط التفكير، فإذا ما كان متسامحاً سيؤدي إلى المصالحة، أما إذا كان عنيفاً سيؤدي إلى الاعتداء بالضرب أحياناً. وهذا يوضح أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تلاحم وترابط.

وما أحوجنا اليوم في ليبيا لمثل هذا الاهتمام، حتى نغرس روح التسامح في مجتمعنا، من خلال تعلمنا للحوار الذي أداته اللغة، ومنه تعم ثقافة الاختلاف، وينتج الفكر ما يصلح البلاد وينفع العباد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire