samedi 12 mai 2018

عن القبيلة لا تحاكيني، لكم دينكم ولي ديني، ونور الإسلام يهديني،،،،، بقلم/ د. فرج دردور


عن القبيلة لا تحاكيني، لكم دينكم ولي ديني، ونور الإسلام يهديني،،،،،

                                                بقلم/ د. فرج دردور

المعذرة أصدقائي؛ فوجهة نظري التي تعبر عن حالي ولا تلزم غيري هي: أنني أرفض بشدة دولة دينية على نموذج افغانستان، كما أرفض دولة قبلية على نموذج اليمن، فلن أقبل بدولة تعادي الحضارة وتقاوم التغيير، وتناهض التقدم وتقضى على الإبداع في مهده، ليحل محله فكر شيوخها. ويهاجم فيها العلماء بالألفاظ النابية، ويتفه العلم بعبارة: (الجامعات تعطي الشهادات ولا تعطي العقول)، ولهذا يشتري ابناء بعض القبائل الشهادات العلمية لتغطية النقص القانوني عند التقدم للانتخابات.

ويبقى الجهل هو سيد الموقف الذي يسير أمور بعض العامة الذين منهم من يعتقد أن الجنس هو مفتاح السعادة والحصيلة التي يتمحور حوله التفكير الإنساني. ولهذا تجد الفرد في القبيلة يقاس (بالفحل)، والمؤسف أنهم يسقطون هذا التفكير الشاذ على كل الناس ولا يعلمون أن الفراغ الفكري الذي يخصهم وحصر الفكر الإنساني في الحكمة، هو سبب اعتقادهم هذا، وأن العمل والمثابرة لا يقع معهما الشذوذ الجنسي.

لست ضد من أراد العيش في قمقم القبيلة، شرط ألا يتجاوز سلوكه حدودها، فنحن اليوم أمام معضلة من يقول لك: (ما بالك تكره برقة والمنطقة الشرقية)، وهو ينطلق من فكره القبلي، حيث يفترض أن عقليتك تصب في مصبه الفكري، لأنه أعتقد أنك عندما تنتقد رأس الدولة الذي يمثل الجميع، فإنك اعتديت بالضرورة على القبيلة والمنطقة التي زكته، ولا يجوز مناقشاتها عن فساده لأنه ابنها، وحجته أنه يوجد لديكم (فلان وعلان) في منطقتك، وعندما تحاول إقناعه بأنك في السياسة ليس معنياً حتى بأهلك، يرد عليك: (بأنك ما عندك أصل). ولهذا قلت "لكم دينكم ولي ديني" لأن الحوار مع مثل هؤلاء جدل عقيم ومضيعة للوقت.

ومادام اجبرتنا القبيلة على نظام المحاصصة، وفرضت علينا طوق من التخلف ودججته بالسلاح، ولهذا لن نخرج منه بسهولة، عليه فإن من تدفع بهم القبيلة في الواجهة كحصة أمام القبائل الأخرى، يجب أن يتم اخضاعه للفحص الدقيق، وتخليصه من الشوائب القبلية التي تعرقل الدولة، فإن عجز الفاحصون عن علاجه، وجب ارجاعه لمن دفع به وطلب البديل عنه، وإذا لم يتوفر لديهم البديل عليهم العيش في دولة الخدمات التي تعجز القبيلة عن توفيرها، وتبقى تمارس طقوسها في حدود أرضها.

وهذا لا يعني أن القبائل لا يوجد فيها مثقفين وعلماء، ولكن للأسف الحسابات الداخلية في القبيلة هي التي تدفع بالشخوص للواجهة وليس معيار العلم والكفاءة، والقبيلة التي تطبق مبدأ الكفاءة سوف نقبله دون تردد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire