jeudi 10 mai 2018

تراتبية البناء وأصول السياسة ومعايير التحضر،،،،، د. فرج دردور


تراتبية البناء وأصول السياسة ومعايير التحضر،،،،،
د. فرج دردور

ليبيا دولة واحدة ومدن وسكان لهم حق التنقل والتملك في أي مكان يشاؤون، وأن الدول عواصم نشطة يطبخ فيها القرار السياسي بما يفيد جميع المدن على درجة متساوية من الخدمات.

المال يجب الحصول عليه بالنسبة للأفراد من الجهد الشخصي وبعرق الجبين، والدولة عائل لمن لا عائل له، أما المال العام فمن يقترب منه تكوى يده.

أم القوانين عبارة: ( من أين لك هذا؟)، هذه العبارة تختصر الزمن وتوفر الجهد وتعفي السارق من (الفلقة) حتى يعترف، فعندما يقول أحد الفاسدين بأنه لا يتقاضى مرتباً، والتزوير المتهم به، قام به أب مذيعة تلفزيون، وأقاربه عينهم الثني في السفارات وليس هو، ولا شيء عليه. ثم يقول أقيم بفندق رئاسي بمصر، هنا يتدخل سؤال (من أين لك هذا؟)، ولن نحتاج لدليل أو فلقة تجعله يعترف.

القبائل نظام اجتماعي من أراد التمسك به، عليه أن يبقيه داخل حدود قبيلته، ولا يحاول تعميمه على من يرفضه. ومن يقول منهم (الجامعات تعطي الشهادات ولا تعطي العقول)، يجب الحجر عليه إلى أن يتوب، لأنه مضر للمجتمع ومروج لظاهرة شراء الشهادات العلمية المنتشرة في ليبيا!

أفضل استثمار تحتاجه ليبيا هو الاستثمار في التعليم، وذلك بالتركيز على التعليم التكويني بدل التعليم التلقيني، وتدريب النشء على العمل بروح الجماعة حتى يقبل الناس بعضهم بعضاً ويتخلصون من سلوك الإقصاء، فالقراءة التي تنمو ملكتها بالتعليم، تهذب النفوس وتوسع المدارك، فيضمحل فيروس العنف في العقل بفضلها.

الجيش ليس أعلى مرتبة من الشرطة والحرس البلدي. هذا الأخير يركز عليه العالم المتحضر لعلاقته بالأمن الغذائي ومراقبة التسعيرة، أما الشرطة فتحقق الأمن الشخصي للمواطن وهو الأهم، ويأتي دور الجيش في آخر القائمة من حيث الأهمية وفق معطيات منظومة الردع العالمي وتوزان القوة، لأن دوره حماية الحدود التي صارت محمية بالمنظومة العالمية، فالعراق عندما احتلت الكويت انتهت عملياً كدولة اسمها العراق، وقد عجز الناس عن دفن الجثث من كثرتها، وما زالت تعاني بسبب أخطاء قادة الجيش!

الدين عبادة وحدود ومعاملات، والله سبحانه وتعالى، هو من سيحاسب عباده يوم القيامة، ولم يوكل للبشر أن يحاسب بعضه بعضاً عن التقصير وارتكاب المعاصي، بدليل أنه وضع لكل انسان ملكين أحدهما يسجل الحسنات والأخر يسجل السيئات. ويبقى تطبيق الحدود لولي الأمر الشرعي العدول.

أعلم أن مثل هذا الكلام سيغضب القلة من المتطرفين والجهويين والعنصريين والفاسدين، الذين اعتادوا على نهب المال العام، ولكن مع هذا يجب أن نذهب في الاتجاه الصحيح الذي نعود عليه عامة الناس، وإن لم يتحقق اليوم فسوف يتحقق غداً... هكذا تطور العالم وصار أفضل، وعجلة التاريخ لا تدور إلى الخلف...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire