mercredi 30 juillet 2014

التطور التاريخي لطرائق التدريس اللغوية بقلم/ د. فرج دردور

التطور التاريخي لطرائق التدريس اللغوية

بقلم/ د. فرج دردور

انسجاما مع حركة التطور العلمي التي بدأت في أوائل القرن التاسع عشر، ظهرت العديد من المناهج المستخدمة في تعليم اللغات كاستجابة لحاجات المجتمعات في مواكبة حركة التطور العلمي. حيث خضعت هذه المناهج إلى التعديل والتطوير بما يلبي تحقيق الأهداف من تعليم اللغات. وبنظرة عامة إلى محتوى هذه المنهجيات نجد أن تطورها يصب في اتجاه إعطاء المزيد من الاستقلالية للمتعلم في الاعتماد على نفسه، وتحد من الدور المطلق للمعلم ليصبح مساعداً. ويمكن إيجاز هذه المناهج فيما يلي:ـ
1- المنهج التقليدي:
هذا المنهج ظهر في القرن التاسع عشر، وهو يعتمد في الأساس على تدريس مادة النحو كوسيلة لتعلم قواعد اللغة الأدبية، ولهذا يهتم بدراسة المفردات كمكونة للغة ويهمل اللغة من حيث أنها وسيلة للتعبير.
2- المنهج الطبيعي:
هذا المنهج لا يختلف كثيرا عن المنهج التقليدي إلا في كونه يهتم بتعليم اللغة للمتعلم الألماني على أساس أنها وسيلة لاكتساب الثقافة. ولهذا تم التركيز في هذا المنهج على التعبير الشفهي والكتابة إلى جانب النحو.
3- المنهج المباشر:
هذا المنهج يعتمد على الملاحظة المباشرة لاكتساب اللغة ويتعامل معها على أساس أنها لغة الأم. حيث يتم تعليم اللغة الأجنبية بدون اللجوء إلى الترجمة باستخدام الصور والنماذج للمساعدة في التعليم الشفهي للغة. أما تعليم الكتابة فيأتي في المرتبة الثانية بالنسبة لهذا المنهج.
4- المنهج الانتقائي:
ظهر هذا المنهج في سنة 1920م بعد تحفظ المدرسين على المنهج المباشر. البعض سماه "المنهج التركيبي" لأنها تعني التطور في المنهج التقليدي والمباشر. هذا المنهج جمع بين بعض الأساليب والتقنيات التقليدية والحفاظ على المبادئ الرئيسية لهذه الطريقة المباشرة. فقد أُدخلت بعض التغييرات، مثل التخفيف من حدة الأسلوب الشفهي. ثم استخدام الكتابة وتعلم النطق من خلال طريقة التقليد المباشر. كما سهلت النحو بالتركيز على بناء الجملة صرفيا.
5- المنهجية السمعية البصرية:
هذه الطريقة اعتمدت أساساً على الاستخدام المتزامن للصوت والصورة. أدخل هذا المنهج في التعليم بفرنسا في سنة 1960، تم نشره من قبل مركز البحوث في عام 1962. يعطي هذا المنهج أولوية للتعبير الشفهي والكتابي. هذه الطريقة تسعى لاكتساب المهارات الأربعة، فضلا عن التعبير عن المشاعر والعواطف. وهو أسلوب يعتمد على وجود علاقة بين حالة التواصل والحوار والصور، ويستند على قيام نشاط بدعم من الصور التي تعبر عن مضمون رسالة من الدلالات التي لها دور من غير الكلام.
6- المنهج التواصلي:
ظهر هذا المنهج بفرنسا في سنة 1970، نتيجة لعدة بحوث في مجال اللغات وتعليمها. هذا المنهج يتبنى مبدأ تنظيم الأدوات اللغوية لتطوير القدرة التواصلية من خلال زيادة النشاط في اللغة، ليصبح التعلم عملية نشطة يكون المتعلم المنظومة الأساسية في هذه العملية. ومن هنا ينبغي أن تكون الأنشطة متنوعة وعديدة، لتشجيع حرية التعبير وتبادل الأفكار بين المتعلمين أنفسهم ومعلمهم. وهذا لن يحصل إلا بعد أن يدرك المتعلم دوره في عملية التعلم ويصبح المعلم مرشدا أي "مستشار".
7- المنهج التواصلي المنقح:
يشار من قبل الباحثين إلى أن محتوى المشروع التعليمي في المنهج التواصلي هو الأكثر مصداقية، والأهم من الناحية التفاعلية؛ لأنه أخذ في الاعتبار المبادئ الأساسية التربوية من حيث التركيز على استقلالية المتعلم. وعلى الرغم من أن هذا المنهج يؤدي إلى تنمية مهارة التعبير الشفهي، فيرفع من حالة الخطاب بدرجة عالية، إلا أنه قد يبدو أقل أهمية في حالة القراءة والفهم. أي أنه ركز عن مهارات وأهمل أخرى مما جعله يتراجع بسبب تعرضه للانتقاد من قبل النقاد والفنيين في مجال التدريس؛ وذلك لأنه ركز على اللغة المحكية. وقد تم ذلك في الغالب على حساب الكتابة والنحو، هذا الأخير كان في الواقع غير موجود أو يدرس بشكل سطحي. وهذا الانحياز الشديد للجانب العملي في تدريس اللغة أجبر المدرسين على العودة إلى الأساليب القديمة لتعليم الحد الأدنى من المعرفة النظرية.
عملية التجديد في هذا المنهج تبنت معالجة هذه الثغرات من غياب الكتابة والنحو، عندما حددت أربع مهارات رئيسية لازمة لتعلم اللغة وهي: "الفهم والتعبير الشفهي، الفهم والتعبير الكتابي".
وأقر المرجع الأوروبي الموحد للغات وجود مهارة خامسة داخلة في التعبير الشفهي فتقسمه إلى قسمين "الإنتاج والتفاعل". دعاة هذا المنهج أقروا بما سموه "مبدأ التقدم المتماسك في التعلم للتعرف على المجهول". وذلك بالذهاب من البسيط إلى المعقد ومن العام إلى الخاص. في هذه الحالة يتم تشجيع المتعلم على وضع إستراتيجيات من أجل التفاعل والتقييم الذاتي.

في النهاية تم تطوير المنهج التواصلي باتخاذ إجراءات موجهة احتفظت بالميزات الأساسية لهذا المنهج، ولكنها أضافت أساليب جديدة أكثر تطورا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire