lundi 28 juillet 2014

ليبيا بين مطرقة الإرهاب وسندان الجهوية.....!! د. فرج دردور

ليبيا بين مطرقة الإرهاب وسندان الجهوية.....!!
د. فرج دردور
سبحان الله، كلما فرت مجموعة هاربة من محرقة الحرب بافغانستان وباكستان، وحلت في مكان، إلا وأشعلت فيه النيران، وقد رأينا كيف فعلوا في اليمن والصومال والعراق.
هذه المجموعات تأهيلها التعليمي والثقافي لا يسمح لها بتصور مشروع للتقدم والبناء. فالآثار النفسية بسبب مآسي الحروب، هي ما توجه سلوكهم نحو العنف والتطرف. ولهذا لا تجدهم يعيشون إلا في مستنقعات الحقد والعداء، بسبب ظن السوء فما هو قادم. وعليه فإن عملية اخراجهم من البيئة التي يفضلونها تكاد تكون مستحيلة.........فخياراتهم محدودة وأحسنها مر، فإما الموت، أو السجن، أو ممارسة الإرهاب مع هامش ضئيل من الحرية. ولهذا سيظلون يقاتلون باسم الدين للحفاظ على هذا الهامش. وسبيلهم للعيش ليس من عرق جبينهم، وإنما من غنائم الحروب التي يخوضونها، أو من عمليات السرقة التي ينفذونها، ففي ليبيا مثلاً يسطون على سيارات نقل النقود للمصارف، ولا يبالون بالنتائج المدمرة من جراء هذه التصرفات في الدولة التي يحلون بها.
القسم الليبي من هذه المجموعات الإرهابية ـ للأسف ـ كان أوفرهم حظاً. حيث تسلل عبر ثورة 17 فبراير، مستغلاً الفراغ الحاصل لتمكين عناصره بمفاصل رئيسية أمنية في الدولة، وهو ما أكسبهم سهولة الدعم المالي، بعد أن استولوا على جزء كبير من ميزانية وزارة الدفاع التي ضموا لها كتائبهم........ وهنا مكمن الخطر، عندما تتحول بعض المؤسسات الأمنية كداعم رئيسي للإرهاب، فتفقد الدولة هيبتها، وتحل محلها سلطة المنطقة والقبيلة، التي تلعب هذه المجموعات على تناقضاتها ومصالحها...فيصبح قادة هذه المجموعات يديرون حربهم من الفنادق، ويجنبون أنفسهم شر القتال، ويوقعون فيها غيرهم من ابناء الفقراء الذين يمنحونهم مرتبات مغرية، من مال الشعب الليبي، ويعيدونهم بالشهادة في سبيل الله، مقابل الانضواء تحت رايتهم، واستعمالهم كوقود لحربهم. وهذا ما يفسر ضياع الميزانيات المليارية السابقة، والتي كانت تذهب على ما يبدو، للتجهيز الدائم بالعدة والعتاد لهذه الكتائب. وقد شاهدنا حجم هذه المعدات العسكرية التي دخلت طرابلس وبنغازي. ولأنهم لا يبالون لا بحياة بشر، ولا بناء قائم، تجدهم يتبعون سياسة الأرض المحروقة، في منطقة مأهولة بالسكان، لا بل يتخذون منهم دروعاً بشرية، فيختبئون في شوارع المدن عندما يتقهقرون. كل هذه التصرفات لم تكن معهودة في أوساط المجتمع الليبي، وإنما هي صناعة افغانية بامتياز........
حفظ الله ليبيا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire