samedi 12 juillet 2014

الجامعة وصراع الآفات وسوء المخرجات.....!! بقلم/ د. فرج دردور

الجامعة وصراع الآفات وسوء المخرجات.....!!
بقلم/ د. فرج دردور
سألني أحدهم هل ضربت جامعتي في مقتل مثلما ضربت بلادي، فأجبته مسكينة هي كليتي حالها أسوأ من حالي، كثرت فيها الآفات، وأخطرها المعديات الدخيلات، اللاتي ينتشرن عبر عروق كليتي الرافضات، فهي للمناصب بشرايين القلب من الساكنات، فجعلت لها صمامات تعيق الدم النافع، فكثرت الانسدادات، وزادت المعوقات وقلت البركات، لأن كليتي تحبني فهي مثلي ليست من المنافقات، حتى تقبل الدخيل من المكرهات، ولكنها أجبرت على قبول الآفات والعاهات، فسببت لها المنغصات، وما زالت تعاني من التشوهات وشبهات مدرسة الأمن الداخلي والخارجي عند كتابة البيانات. والهاتفون بثورة 17 فبراير ما أكثرهم، وقرارات الساعدي تشملهم.
آفات لم يتركوا متفوقاً إلا وأرهقوه، ولا عالماً إلا وشوهوه، ولا هادئ إلا وشنجوه، ولا سيئة إلا وزينوها، ولا خطيئة إلا وسددوها، ولا وشاية إلا وفعلوها، ولا حماقة إلا وارتكبوها، ولا اشاعة إلا وبثوها، ولا جلسة إلا وأفسدوها. كليتي فعلوا بك كل الافاعيل، حتى الشكر والتقدير صار يقدم باسمك لمن يستحق الذم، دون علمك، والعلامة يخرج من بين العلامة، ولكنه ليس كأية علامة، لأن ابنه قال هذا ابي، فكرموه باسمي، شئتِ أم آبيتِ فهذا قدرك..... معاييرك صارت آنية، ومقاييسك كلها سطحية، وبحوثك لا تخدم قضية، ولا تحل اشكالية، فهي منسوخة من كتب الكترونية، تهتم بالقديم البالي، ولا تطرح الجديد الحالي...... زمانها عصر الجاهلية، ومنهجها على منوال خرافات العجوز الليبية، إلا أن الطفل لا يجد فيها أهمية..... كليتي في أرضك الخصبة، السنابل الفارغات من خفتها ارتفعت، والمليئات من ثقلها انحنت، ولكن الفارغات من هوائك المنعش سرقت، والمليئات من روائح عرقهن انكفأت.
اغتصبوك كليتي، فلم تتركي لي بقية، إلا هجرك مضطراً، بعد أن قذفتني آفاتك بكل سيئة، حتى شهادتي الوردية التي هي من عرقي، وتعبي، وسهري، ومعاناتي وتقديراتي،...... أعمالي، وطنيتي، كلها مهددة بعدوى آفاتك، كلما حاولت ابعادهم عادوا ليسكنوا مساماتك النقية، ومع هذا فإن لونك الناصع ظل سويا، لن تنال منك الآفات....كليتي تطاولت عليّ كل الأطوال والمقاسات، وجميع الماركات، ولكنها رخيصة، وتظل القامات قامات، والسنبلات الفارغات عجاف، والمليئات مدرة للخيرات.
كليتي اشترطوا عليّ أن أردد قال سيببويه، ووافقه الأخفش، وأختلف معهم ابن جني. فقلت كان وربيباتها مازالت على حالها منذ العصور الغابرة، ترفع الأول وتنصب الثاني، والفاعل دائماً مرفوعٌ، والغريب أنه أحيانا يرفع بالواو، إذا كان جمعاً، وطبعاً الحال لا يكون إلا منصوباً، أما المعجزة فهي، كيف تزوجت الصفة من الموصوف .....وللصرف قصص أخرى يصعب سردها.....ومازال الطالب يعاني، من هدر الزمان، وتزاحم المكان، وتراكم مناهج الطغيان.....والنطق والكتابة والقراءة تبقى الضحية لأساتذتها قبل غيرهم من إي إنسان، والمتعلم في زمن غيره، من كثرة ما سمع عن العصر الجاهلي وما بعده بقليل، تكلس عقله بعلم الأوثان.
العلم يتألم من وجع الآفات.....فأين المفر من هذا القهر الذي تشيب له الرضيعات....أما عن لوحة الاعلانات، فقد تزاحمت بالقصاصات، فهي خفيفة لا يحتاج حملها لحاويات.......... قالوا أشهدوا عليه، هؤلاء الشهود، أحضروهم، ضربني ضربته، أحلف يميناً، أكتب تقريراً للقابع هناك، هذه ملك أصدقائنا فكيف تكون بيننا،...... فما بحمل الشهادات تنمو العقول، وما بأشباه الرجال تحل العقد.. كبيرهم قابع هناك في أعلى قمة النفاق، يهاتف الخوارج، يراقبني، من أجل رفاقه في السوء يحاول أن يؤلمني. أعرفهم، ذاتهم، صفاتهم، تاريخهم، مدرسة علمهم، ومنهل ثقافتهم، فقط تَعرَّف على سلوكهم، تعرفني. ..... فهل ضربت جامعتي في مقتل مثلما ضربت بلادي؟؟؟
كان أحدهم يدعي المسؤولية، كثير الكلام على النخب الليبية، فوصفهم بالمتخلفين، وغير المثقفين، وانهال عليهم ركلاً لأنني نكدت عليه، فأراد أن يراني في عيونهم، ليزيد في ركلي، سألته من الذي أتى بك إلى هنا، كي تركلني أليست هي الحالة الشبيهة لما تحكي ؟؟؟ أين التَّميز، أين الكفاءة، أين الإبداع، أين الحكمة، أين الرجاحة، فكيف أنت صديقي هل تذكرتني؟ نظر إليّ محدقاً بعينيه، وتذكر أنه، نسى نفسه بأنه ليبي بار..... ولابد أنه قال في نفسه (عليّ أن أبدأ بنفسي)، ولكنه صار يكرهني، لأنه ليبي منهم، لا يتمتع بالروح الرياضية عندما يقال له مثلما قلت، ومع هذا فمازال صديقي، لأنه إلى حد الآن رفيقي........ رفيقي القلم، ورفيقهم الورق المنقول لغيرهم، وشتان بين الحبر السائل الفاعل، والإسفار المفعول بها، فهو المرفوع، وهي المنصوبة،...... فيا سارق مقدمات الرسالات، ويا مزور المستندات، أين أنت من علم اللسانيات، مسكينة هي كليتي، كم تعاني من زمان اختلط فيه الحجر بالمرجان، فبرز اللؤلؤ ولكن ضاع المرجان، مسكينة هي كليتي..... والهاتفون بثورة 17 فبراير ما أكثرهم، وقرارات الساعدي تشملهم...
رسالتي لوزير التعليم العالي ووكلاء الوزارة، ورئيس الجامعة، بأن يتحملوا مسؤولياتهم بالوقوف على أسباب تواجد المكلفين بمفاصل الجامعة، واستبعاد الفاشلين المتسلقين منهم، وترك أسلوب التكليفات على أساس الولاء بدل الكفاءة، وهو ما أدى إلى انتشار الفساد التعاوني، الذي يصعب كشفه، في ظل سلسلة الولاءات التي تناصر بعضها بعضاً....والضحية هم طلابنا....
ولتكن المسابقات بين عدد من المتنافسين هي الآلية الوحيدة التي يبرز من خلالها المتفوق، حتى ينال احترام زملائه عندما يتقلد المنصب، لأنه أقدرهم.

ونعول أيضاً على دور منظمات المجتمع المدني، بأن يكونوا في المدة القادمة حاضرين بكثافة، لضغط من أجل اصلاح شؤون الجامعة وتخليصها من الشوائب التي لحقت بها..........

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire