samedi 12 juillet 2014

اللغة العربية وسيلة للتعبير وأداة للتربية بقلم/ د. فرج دردور

اللغة العربية وسيلة للتعبير وأداة للتربية
بقلم/ د. فرج دردور
اللغة العربية هي لغة القرآن، ومفتاح التنمية، وناقلة للتراث، ومسجلة للحضارة. وبما أنها أداة للتربية وصقل العقول وتهذيب النفوس، أصبح من واجبنا النهوض بطرائق ووسائل تعليمها وتعلمها، وفي مقدمتها تطوير وسائل نطقها لتحسين مستوى المتعلمين فيها وزيادة تعلقهم بها، ولا يكون ذلك إلا بمراجعة شاملة تبدأ من أهداف تدريسها إلى وسائل تنفيذها مروراً بخطط تعليمها، وذلك بهدف إصلاح شؤونها، حتى يُصبح التعليم أجدى وأنفع وأقدر على تحقيق أهدافها.
إن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في المجتمعات الناطقة بها بسبب اللهجات التي تؤثر سلباً في عملية تدريسها. فعلى الرغم من أن الدول العربية ومنها ليبيـا قد عملت على وضـع إستراتجية لتعليـم العربية، إلا أنها ما زالت بعيدة عن تحقيـق أهدافها.
ويبقى دورنا أن نسعـى إلى التطوير والتجديـد لما يقـع في إطار اهتمامنا، وخصوصاً أنني لا زلت أشكك فـي جديـة الأهـداف المصاغة مـن أجـل اكتسـاب مهارة التحدث باللغة العربية، لأن هذه الأهـداف تتطلـب جملـة مـن الإجراءات في برنامج يأخذ في اعتباره المجتمع واللهجة المحلية، المنهـج وملائمتـه لحـاجات المتـعلم اللغــوية، والمعلـم وقـدراتـه المهنيـة في تنفيـذ طــرائق تدريـس يُـفترض أن تؤدي في النهاية إلى تحقيق الكفاءات الخمس معيار اللغات الحية، غيـر أن الحقيقة مختلفة تماماً. فالأهداف المصاغة تَطلب لبلوغها التحدث باللغة العربية الفصحـى، واللغة الرسمية للبلاد هي العربية القياسية، واللغة المستعملة في الحياة اليومية هي اللهجات المحلية.
هذا التناقض الشديد بين ما هو مطلوب وما هو موجود أدى إلى ٳرباك المتعلم، وذلك بفصله عن بيئته، كما أثر بشكل سلبيٍ على كل مكونات العملية التعليمية بشكلٍ عام، وعلى ٳعداد المدرس وطـرائق التدريـس المستخدمـة بشكـلٍ خاص. كــل ذلك أنتـج دوراً سلبيـاً للمتعلـم باعتماده على معلم غير مشارك في صياغة أهداف التعلم.
والسؤال المطروح هو: كيف نستطيع أن ننتقل باللغة العربية القياسية من لغة يقتصر استخدامها على الكتابة، إلى لغة للحوار بين المتعلمين أنفسهم ومُعلميهم؟ هذه المشكلة من وجهة نظرنا، لا تزال دون حل إلى يومنا هذا.
ما هو الحل؟
وللإجابة على هذا السؤال علينا النظر أولاً في بعض المكونات الأساسية للعملية التعليمية وهي:
1 ـ إعداد المعلم بحيث يكون قادراً على تطبيق برامج التعليم ومواكبة تطورها.
2 ـ إعداد المناهج الملائمة لكل مراحل التعليم المختلفة بما يضمن تحقيق الأهداف المحددة.
3 ـ طرائق تدريس ومنهجية واضحة خاضعة للتجريب والتطوير المستمر.
4 ـ التوسع في استخدام تقنية المعلومات.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire