samedi 12 juillet 2014

اقتراحات تقنية لإعداد الدروس اللغوية بقلم/ د. فرج دردور

اقتراحات تقنية لإعداد الدروس اللغوية
بقلم/ د. فرج دردور
منذ سنوات تُعد مناهج اللغات وطرائق تدريسها، محل نقاش بين الباحثين والمعلمين، والهدف هو تحديد الدور الذي ينبغي للمتعلم لعبه في عملية التعليم، وبالتالي إيجاد علاقة جديدة بين مكونات العملية التعليمية، محورها المتعلم.
          هذا الدور الجديد يستلزم إتباع طرائق ملائمة تأخذ في اعتبارها احتياجات المتعلم اللغوية، ولمعرفة هذه الاحتياجات لابد من إعطاء الثقة الكافية للمتعلم، وذلك بإشراكه في إعداد المادة التي يريد تعلمها، وبالتالي إشراكه في تحمل المسؤولية التي تدعم استقلاليته. ونحن نقول إن في التعبير الشفهي مجالاً ملائماً لتحقيق هذه الغايات.
هذا الدور الجديد الذي يجب على المتعلم لعبه، وفق آراء الباحثين، يجعل من دور المعلم ثانوياً يقتصر على تنسيق حاجات المتعلمين ومساعدتهم على تحقيقها في إطار مشروع طويل الأمد يهدف إلى تحصيل المهارات الخمس في تعليم اللغة.
فمن خلال تحليل نتائج الاستبيانات واللقاءات مع بعض المدرسين وطلبتهم، وكذلك بعض مسئولي المؤسسات التعليمة الليبية، وبالنظر لما وقعت عليه أعيننا في نواحي مختلفة لسير العملية التعليمية بفرنسا، لاحظنا أن هناك خلل فني كبير في تطبيق التعليم الليبي بشكلٍ عام، وفي تدريس المواد اللغوية بشكلٍ خاص، وبالتركيز على الجانب اللغوي نجد أن التفكير لا يزال يَتمحور حول فكرة أن المتعلم يظل قاصراً في الاعتماد على نفسه عند تعلمه، وأن المناهج المعدة من قبل المختصين وأداء المعلمين، قادرةٌ على تحقيق نتائج أفضل في العملية التعليمية، ومن هنا كان ومازال الدور الأساسي للمعلم. فهو من يُعد الدروس ويُلقيها ويضع أسئلة الامتحان فيها. أما المتعلم فهو الحلقة الأضعف التي يجب تقويتها من خلال التلقي.
هذا التفكير مبعثه أيضاً اجتماعي ثقافي يعتمد فيه الأبناء على الآباء في تحقيق حاجاتهم اليومية؛ وهو ما يزيد من صعوبة حل المشكلة، ومن هنا يقع العبء الأكبر على السياسة التعليمية في لعب دورٍ أساسيٍ بالبنية الثقافية من خلال إشراك كل مقومات الدولة لإحداث تَغَير جدري في مختلف أنماط المجتمع الحياتية، وتكوين إستراتيجية تعليمية تعتمد على المتعلم عند تنفيذها. وبهذا لا يكون المعلم وحده من يُسير العملية التعليمية، بل يجب عليه لعب دور المنسق بين المكونات الأساسية في هذه العملية. وفق الشكل التقريبي التالي:

هذه العلاقة المتبادلة بين المكونات الرئيسية في العملية التعليمية يمكن أن تكفل تحقيق أهداف التعلم إذا توفرت شروط الإعداد الجيد في المعلم.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire