dimanche 17 février 2013

التعليم التشاركي وأزمة رفض المعلمين، بقلم/ د. فرج دردور

نشر هذا المقال سنة 2010 بموقع منبر التعليم والبحث العلمي
التعليم التشاركي وأزمة رفض المعلمين
بقلم/ د. فرج دردور

إن كل تحول في التعليم لابد أن يخضع لدراسة بحثية عميقة تهدف إلى معرفة كل المداخل المرتبطة بهذا التحول. ولو أخدنا التعليم التشاركي، هذا التحول الاستراتيجي في التعليم الذي يفترض أنه خضع لتجارب بحثية وعلى مدى سنوات طويلة أجريت عليه قبل تطبيقه لضمان جودته، فإنه وبنظرة من الخارج على أهدافه يتضح بأنه انطلق من نفس أهداف التعليم العام. وأنا قلت في مقال (التعليم التشاركي على المحك) ﴿ذا كانت هي نفسها أهداف التعليم التشاركي، ولم يتم تحقيقها في التعليم العام، بدليل تحويله إلى تشاركي، فكيف سيتم تحقيقها في هذه الأخيرة؟ وخصوصا أنها سوف تنفذ بنفس المعلم وعلى نفس المتعلم، مع تحويرات شكلية في المبنى تنفع بأن تكون للتعليم العام أيضا﴾. هذا ما يجعلني أظن بأنه ينفذ بطريقة ارتجالية غير مدروسة ولا تخضع لأي معايير علمية، وما يؤكد ذلك هو عدم رضا معظم المعلمين على هذا النوع من التعليم، وهم أداة لتنفيذه، وعلى الرغم من أن بعض مسؤولي التعليم شرعوا في اتهامهم بالتقصير، إلا أننا نعتقد بأن المعلمين على حق. حيث أننا لم نسمع أن التعليم التشاركي قد طُرح لمناقشات سابقة لتطبيقه، تَعرَّض فيها للنقد والتصويب من خلال تغذية راجعة. فلو كان الأمر كذلك لما أعترض عليه أحد لأن الجميع يعلم أنه مدروس. وإن كان العكس صحيح فالفشل يرجع أيضاً للمسؤولين في عدم قدرتهم على إقناع الآخرين، وقد حصلت محاولات سابقة لتسويقه عبر وسائل الإعلام إلا أن المسؤول المكلف لم يكن يتكلم بأرقام وإنما يتحدث عن أحلام، وهنا يكمن السر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire