lundi 18 février 2013

شركة الكهرباء جهودٌ تنحني لها الهامات بقلم/ د. فرج دردور


كتبها د. فرج دردور ، في 2 فبراير 2012 الساعة: 10:41 ص


شركة الكهرباء جهودٌ تنحني لها الهامات
بقلم/ د. فرج دردور

       كم هي لحظات فخر واعتزاز عندما يشاهد المرء الجنود المجهولين من مهندسين وفنين ليبيين تابعين لشركة الكهرباء وهم معلقين فوق أعمدة الضغط العالي يصارعون الأسلاك الثقيلة، يعملون في صمت وظروف خطرة، لو لم نرَها ما قدرنا قيمتها.
       الحقيقة إن معلوماتي فقيرة جداً في مجال الكهرباء فهي ليست مجال دائرتي ولهذا لا أريد الإطناب حتى لا أقع في فخ التخصص، ولكن بعد أن توقفت بضع دقائق على طريق الجبل الأشم لأشاهد المهندسين والفنيين معلقين بين السماء والأرض، مخاطرين بحياتهم من أجل ضمان استمرار توفير الطاقة لنا، رأيت من واجبي وأنا مواطن ليبي أن أقوم بتسجيل كلمة حق لإخوتي في شركة الكهرباء على هذه الجهود منقطعة النظير، وإن لم تفِ بالمقام. 
       أما إذا حاولتُ ربط هذا المجهود باهتمامي، فإن الحديث يجرني إلى استخدام الشركة للتقنية الحديثة بمختلف أنواعها من أجل التواصل مع المواطن مباشرة دون وسيط. وهنا بيت القصيد. حيت أن استخدام هذه التقنية هو جزء من المسؤولية الملقاة على عاتق جميع دوائر البلاد، لإحياء دولة المؤسسات التي يشعر المواطن فيها بوطنيته، عندما تقدم له المعلومة الصادقة بكل شفافية والخدمة السريعة بالوسائط التقنية. 
       فشركة الكهرباء بقصد أو بغير قصد ساهمت في ذلك من خلال تواصلها مع المواطن بشكل جيد مستخدمة في ذلك الوسائل التقنية التي أتاحتها تقنية المعلومات الحديثة، لتمد مشتركيها بالمعلومة أولاً بأول، سواء عن طريق الرسائل النصية التوعوية والإعلامية، أم عن طريق الإذاعات المرئية والمسموعة، وهذا النهج في تقديم الخدمات هو جزء أساسي يمكن أن يكون بداية مهمة تجسد برنامج الدولة الالكترونية الذي تحدثنا عنه في مقال سابق لنا بعنوان: (الدولة الالكترونية والشفافية). وهذا رابطه لمن فاته الإطلاع عليه في مدونتي: http://fdardour.maktoobblog.com
       نعم إن استخدام التقنية الحديثة يقصر المسافات، ويقلل المطالبات بحصص في الوزارات، ويجعل أي محاولات للمحاصصة أو المطالبة بحكم فيدرالي، لا قيمة لها في ظل النظام الالكتروني المركزي الذي يخترق حاجز المكان والزمان في تحقيق العدالة وصيانة حقوق الإنسان.
       نتمنى من شركة الكهرباء أن تمضي قدماً في هذا المسار التقني حتى تصل بخدماتها إلى مصاف الشركات العالمية في تعاملها مع المواطنين، وبداية الألف ميل خطوة، وكلنا أمل في أجهزة الدولة المختلفة أن تحذو حذوها، لأجل التواصل مع مواطنيها حتى تضعهم أمام الصورة المباشرة عند القيام بأعمالها، كي يحس الناس  برعاية الدولة لهم، وأن يتطور ذلك إلى تقديم خدماتها بواسطة الاستخدام التقني.
وهذا ينطبق أيضاً على الحكومة التي يجب أن تكون على اتصال دائم مع المواطن لترفع عنه آلام سنوات الإحباط التي كان يعانيها في ظل النظام الجائر الذي كان يمن ويستكثر ويستخف بالمواطن الليبي. 
       الحقيقة مثل هذه الجهود التي تقوم بها شركة الكهرباء، وما تقوم به مؤسسة النفط التي استطاعت بمهندسيها الليبيين الأكفاء أن تعيد إنتاج النفط في وقت أقل من المتوقع، وما قامت به شركات الاتصالات الهاتفية والانترنت بكل مسمياتها من عمليات إصلاح وتطوير لشبكاتها في وقت وجيز، رغم الدمار الهائل الذي لحق بها جراء الحرب التي فرضها القذافي على الشعب الليبي، ما هو إلا دليل على أن الشعب الليبي، هو شعب معطاء يصنع الثورة ويعيد البناء بسواعده العصماء. 
       فتحية لهؤلاء الأبطال الأشاوس في كل المؤسسات التي تعمل دون كلل أو ملل من أجل راحة المواطن، هذا الأخير الذي يجب أن يقدر ظروف عملهم فيصبر عليهم، مادامت هناك جهود تبذل. 
       وفي الختام أتمنى للحكومة بقيادة رئيس الوزراء، التوفيق في تحقيق أهدافها، من أجل إعادة بناء الدولة على أساس ديمقراطي يرقى لمستوى طموح الثوار.

للتواصل:
fdardour@gmail.com


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire