lundi 18 février 2013

سقطت الأحجية فارتجف بلخادم خوفاً، بقلم/ د. فرج دردور


كتبها د. فرج دردور ، في 14 أكتوبر 2011 الساعة: 15:45 م


سقطت الأحجية فارتجف بلخادم خوفاً
بقلم/ د. فرج دردور
       رداً على التهجم المستمر للسيد عبد العزيز بلخادم رئيس حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، أخره عندما قال: (ليبيا تدين "بخلاصها" للتدخل الأجنبي)، نقول إن النظام الجزائري شأنه شأن النظام الليبي السابق تعلق بالغرب وقدم له الخدمات الأمنية، مقابل طلب البقاء في السلطة والسكوت عن انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، وبعد أن حصل النظام وأزلامه على ضمانات تبقيهم وورثتهم حكاماً لبلدانهم على مدى امتداد نسلهم، ازدادت عروضهم الأمنية لمكافحة ما يسمى (بالإرهاب)، ولم يتخلوا يوماً عن إرهاب محكوميهم، فحولوا معتقلاتهم إلى سجون سرية، تمارس فيها كل ما تنبذه البشرية، معتقدين أن إغراء الغرب بالحرص على أمنهم هو الضامن الوحيد للبقاء على أكتاف شعبهم، بعد أن اشبعوا الناشطين منه بسياط أمنهم، ولم يتوقعوا يوماً انتفاضته من تحت أنقاض القمع ليسقطوا نظريات التآمر في مستنقع الرذيلة فتكون مثواهم الآخير، هذا المشهد يراه بلخادم كل يوم على امتداد ما حققت الثورات العربية من انتصارات، وعلى الرغم من أن لغته الفرنسية أسعفته لمشاهدة الإعلام الفرنسي الذي ينأى بنفسه عن نقل المشاهد المؤلمة التي تؤرقه، إلا أن انفصاله عن واقعه، أدى إلى تأخره عن فهم ما يحيط به، فخرج مرتجفاً معاتباً الأطلسي على مساعدته في تحرير ليبيا، متمنياً بأن لا يؤول مصير نظامه كنظام سابقيه، مستنجداً ـ على ما يبدوـ هذه المرة من أجل قضاء شيخوخة هنيئة أقلها، لاجئاً في دولة أفريقية. 
       ولو كان حكام الجزائر من فقهاء قومهم، لفهموا أن الغرب يأخذ ولا يتوقف عن الطلب، وإن البقرة تجر للجزار متى انتهى در الحليب منها. وهو ما حصل للقذافي بعدما اكتشفوا ضلوعه في الهجرة السرية نحو الدول الأوربية، وسوف يكون الأمر كذلك عندما يكتشف الغرب بأن النظام الجزائري هو من يدعم الإرهاب ويسبب القلاقل لجيرانه، وأن تنظيم القاعدة في المغرب العربي صنيعة جزائرية. 
فمثلما فعل القذافي عندما كان يرسل، رجال مخابراته، الأفارقة إلى جنوب ايطاليا ثم يعيدهم ليعتقلهم ويعذبهم، كي يوهم أوروبا بأن أمنه مرتبط بأمنهم، وأن استقرار ليبيا لصالحه هو الضامن الأساس لأمن إسرائيل مثلما صرح سيفه. كذلك يفعل النظام الجزائري عندما يُسلح مجهولين من عملاء مخابراته للقيام بعمليات خطف للأجانب وتسريحهم، حتى يوهم الغرب مبالغاً، بأن الجزائر ضحية للإرهاب وتقوم بجهود مضنية لمكافحته، وتتعقب عمليات تهريب الأسلحة التي مصدرها الدول المجاورة حسب زعمهم، لتبرير دعمهم لحكام جيرانهم، ثم يقومون ببعض (الطفشات) حتى يقال أن الجزائر مستقلة في قرارها وتقوم بالحفاظ على أمنها، في الوقت الذي تزعج فيه جيرانها.
       هذا النظام لم يترك فرصة تستعديه على العرب إلا استخدمها، وقد رأينا كيف حاول النظام استغلال مباراة لكرة القدم في تحشيد الشعب الجزائري استعداءً على الشعب المصري وكيف كان يستأجر الطائرات لتقل المشجعين وبينهم مندسين للسودان بالمجان، ولولا حكمة الأمن السوداني لحدثت كارثة، أضافت مصيبة هم في غنىً عنها.
ولم ينسَ الشعب الليبي، المزمار المعطوب المدعو بوقطاية، (يحمل هوية جزائرية) عندما كان يعتلي منصة أمام بعض الليبيين المرغمين على سماعه وهو يمجد طمعاً ويطبل للقذافي، ويتوعد الشعب الليبي ـ في أرضه ـ بالهزيمة أمام المرتزقة القادمين عبر الجزائر. هذا الأفاق الباسوسي كان يدق الطبول كي يزيد نيران الحرب استعاراً، مثلما يفعل نظامه في جزء من أرض المغرب دماراً، ويدعى كذباً أمام الحضور أنه قدم من أرض المليون شهيد ممثلاً للجزائر. فهل يمثل الشعب الجزائري من يفتقد الشرعية، بعدما انقلب نظامه على الديمقراطية التي اختارها الشعب بكل حرية؟. نعم  لقد تسلق بعض من الحزب الوطني على دماء شهداء الجزائر وهم يدينون بالإسلام وحاربوه عندما اختاره الشعب الجزائري بصناديق الاقتراع، فسالت دماء عشرات الآلاف على أرضه الطاهرة، ولكنها للأسف لم تكن ثمناً للتخلص من هؤلاء الانتهازيين مثلما فعل اليوم إخوانهم الليبيون. 
       وبعد أن كشف الغرب تستر الأنظمة العربية، المرفوضة من شعوبها، خلف شماعات واهية سقط أولها عندما توقفت الهجرة من ليبيا بسقوط القذافي، وها هو بالخادم يرتجف خوفاً من انكشاف صنيعة جنرالاته، (أكذوبة تنظيم القاعدة في المغرب العربي) ليجد نظامه في مهب الريح على غرار نظام القذافي، فالجزائر ليست استثناء.
بلخادم تذكر اليوم (سايكس بيكو) !! بعد أن وصل الماء إلى عنق الغريق، ولم يتذكره عندما أبقاه (سايكس بيكو) نفسه، من رعونة شبابه إلى شيخوخته حاكماً للجزائر( ) حتى قرف العرب من محيطهم إلى خليجهم رؤيته في كل قمة عربية، وكأن الجزائريات لم يلدن غيره، فصار الجميع ينتظر سقوط نظامه. نعم إذا كان هذا (السايكس) الذي يخيفك هو من سينزع عرشك فمرحباً به لاقتلاع نظامك. 
       ونحن نقول لبلخادم، وهو يرتجف خوفاً على عرشه من زحف الثوار القادم لا محالة، هل مكتوب على شعب الجزائر أن يُحكم بشلة فاسدة تنهب مقدراته، وتتركه يجول في متاهات الفقر بدولة تعوم على بحر من الغاز؟. ما يريده الجزائريون هو دولة حرة ديمقراطية تعددية تنطق وتكتب العربية وتحترم فيها كل ثقافة أو هوية حتى وإن كانت أقلية. ويكون المغرب العربي نظيف من الهجرة غير الشرعية، ومن التنظيمات السرية المدعومة من الأنظمة الديكتاتورية.
       وأخيراً نعتذر من القارئ الكريم على شدة اللهجة المستخدمة في المقال، والسبب هو أن بلخادم تجاوز ـ ككل مرة ـ الحدود الدبلوماسية في تطاوله على الشعب الليبي، وخصوصاً أنه معروف عبر تاريخه بأنه سليط اللسان قليل الإحسان، ومزعج إلى حد تشمئز منه النفوس، ولهذا جاءت الألفاظ مناسبة لمقامه.

للتواصل:

fdardour@gmail.com

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire