lundi 18 février 2013

التعليمُ عقلياتٌ في القدمِ ضاربةٌ بقلم/ د. فرج دردور

التعليمُ عقلياتٌ في القدمِ ضاربةٌ

بقلم/ د. فرج دردور

       شد انتباهي البرنامج الذي قدمته قناة العاصمة بتاريخ 28 /12/ 2011، واستضافت فيه كل من الدكتور مدير إدارة تدريب المعلمين، والأستاذة مديرة التخطيط، اللذان كانا موفقين في دعوتهما لكل خبراء التعليم بقصد الاستفادة من خبرتهم. وعلى الرغم من مأخذي على البرنامج بشكل عام، وعن إدارة الحوار فيه لمذيعة ـ مع احترامي الشديد ـ غير ملمة بقضايا التعليم، مما أدى إلى إهدار الوقت الكثير في كلام غير مفيد، ومجاملات لا معنى لها، ولم يكن فيه مساحة كافية لمشاركة المتخصصين في مجال التربية والتعليم، إلا أن هناك نقطتين مهمتين تطرقت لهما الأستاذة شهرزاد، يجب التوقف عندهما:ـ 
       النقطة الأولى: ضرورة إجراء تحقيقات واستبيانات علمية لتقييم أي عنصر من عناصر العملية التعليم.
       النقطة الثانية: مراعاة الوقت المخصص لحصة المتعلم من التعليم. حيث أن الوقت المخصص للدراسة غير كافٍ، وهذا يستلزم إلغاء نظام الدراسة بفترتين، وهو ما يعد ـ من وجهة نظري ـ أمر ضروري لأي عملية إصلاح في التعليم، وقد سبق وأن تكلمت عن هذا الموضوع في مقابلة مع السيد الفاضل وزير التعليم، الذي كان بدوره متفهماً، كما تناولته بشكل مفصل في مقالاتي السابقة، ومنها على سبيل المثال مقالي الأخير بعنوان: (المعلم ثقل المهام وضيق الحال). للإطلاع عليه في مدونتي: http://fdardour.maktoobblog.com/
       أما الذي خيب أملي فعلاً، هو اللقاء الذي أجرته قناة ليبيا الرئيسية مع السيد وكيل وزارة التربية والتعليم ـ مع احترامي له ـ الذي كان يتكلم بلهجة رجل الشارع غير المتخصص، حيت كان يوزع التهم هنا وهناك في سبب تدني مستوى التعليم ، ومنها على سبيل المثال اتهامه للمعلمين بالافتقار المعرفي!، وعدم قدرتهم على مواكبة الحداثة!، وأن الشعب العربي يقرأ ستة ورقات في السنة!، ونحن نرد عليه في مسألة القراءة، بأنه لو نقلنا طفل ليبي عمره 40 يوم ليعيش حتى يكبر في اليابان، فإنه حتماً سوف يقرأ بمعدل 7 كتب في السنة مثلما يفعل اليابانيون.
  الحقيقة قد نقبل هذا الكلام إذا صدر من رجل الشارع العادي غير الملم بقضايا التعليم، ولكن أن يصدر من وكيل وزارة للتربية والتعليم، فهذا يذكرنا بكلام القذافي عندما كان يتهم الليبيين بعدم الفهم لأنهم لم يستوعبوا، (نظرية سلطته)، وقد غاب عن السيد وكيل الوزارة، أن تدني مستوى التعليم سببه تبني سياسة تعليمية فاشلة، كان هو أحد عرَّابيها من خلال تقلده لمناصب عدة في التعليم ـ وفق المهتمين بالتعليم ـ لم يفلح في واحدة منها، بل –كانت آخر إدارة عمل فيها كمسؤول في النظام السابق، هي ما كنت اسميها أنا دائماً، بإدارة بيت الداء في قطاع التعليم، وهي إدارة المناهج. 
      كنا نتوقع من السيد الوكيل أن يعرض علينا خطط مدروسة يطرح من خلالها معالجات حقيقية لكل قضايا التعليم ومنها المعلم، إلا أنه صدمنا ليس بانعدام الخطط لديه فقط وأنما بأفكاره المقولبة التي تؤشر إلى أن القادم في التعليم لن يختلف عن السابق، على الأقل من المنظور الذي كان يطرحه. وهذه معلمة تدلي بدلوها، فتقول: (فقد طرحت موضوعا أنا ممن تابعه على شاشة التلفاز وكلا اللقاءين كان أجوف ولا يلامس مشاكلنا ولا يطرح ولو جزء بسيط من قضايانا وهمومنا ... وما زاد الطين بلة هي مقدم البرنامج في الحلقتين رغم ان لكل لقاء مذيع ولكن كلاهما لا يتقنان الحوار ولا علم لهم بموضوع التعليم وتشعباته الجمة ... اما عن وكيل الوزارة فعن نفسي رايته مشتت لا يكاد يطرح نقطة حتى يخرج منها للثانية دون ان يعطي الأولى حقها في التوضيح أو الشرح أو النقاش). وهذا أخر يضيف: (حديث وكيل وزارة التعليم يدل على انه ليست لديه خلفية واضحة عن التعليم في ليبيا..هو يتكلم بالعموميات فقط وكلام معروف لدى الناس في الشارع الليبي...علامات الحيرة واضحة عليه و برهنت على انه لا يعرف شيئا ..!! ). انتهى الاقتباس الذي نقلناه من الفيس بوك، ولم نغير فيه حرف. مع العلم أننا لا نتفق مع كل ما ورد في التعليقين. 
       ولهذا قلت في المقال نفسه، المشار إليه في الأعلى:" يحدث كل هذا في وسطٍ تعليمي مهمل، أقل مما يقال فيه أنه تم التفرّد به من قبل مديرين تنقص بعضهم الكفاءة ناهيك عن التخصص، خلفية وجودهم هو الولاء بدافع الاستفادة من مناصب متشبثين بها إلى حدٍ يندى له الجبين. فمارسوا التسلط بقرارات سادية تنقصها الحكمة وأصول الدراسة. الوضع الذي يستلزم وقفة جادة من مسؤولي التعليم الجدد، لمراجعة سلامة شغل الوظائف؛ فيكون الإنسان الكفء بالمكان المناسب، وهذا يتم وفقاً لما شاهدناه، على الأقل في دولة متقدمة، بإجراء مسابقات ضمن معايير معينة، يتقدم لها أصحاب التخصص والخبرة، فيفوز الأصلح، وبهذا يكون المكلف محترماً من بين زملائه لأنه أقدرهم".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire